اعلم أن القيامة لا تقوم حتى تحصل أشراط الساعة الصغرى والكبرى أما العلامات الصغرى فمنها قلة العلم وكثرة الجهل أى الجهل بعلم الدين وكثرة القتل والظلم وكثرة الزلازل وكثرة الأمراض التى ما كان يعرفها الناس سابقا وكثرة الدجالين وخطباء السوء وادعاء أناس النبوة وتداعى الأمم على أمة محمد ﷺ كتداعيهم على قصعة الطعام يحيطون بهم من كل صوب وهذا كله حصل. ومن ءاخرها ظهور المهدى وهو ثابت فى الحديث الصحيح الذى رواه ابن حبان فى صحيحه وأبو داود فى سننه والترمذى فى جامعه والحاكم فى المستدرك من حديث عبد الله بن مسعود رضى الله عنه عن رسول الله ﷺ أنه قال لا تقوم الساعة حتى يملك الناس رجل من أهل بيتى يواطئ اسمه اسمى واسم أبيه اسم أبى فيملأها (أى الأرض) قسطا وعدلا. والمهدى عليه السلام هو محمد بن عبد الله وهو حسنى أو حسينى من ولد فاطمة رضى الله عنها وهو رجل طويل القامة ءادم أى أسمر وجهه كالكوكب الدرى فى الحسن والوضاءة أجلى الجبهة أقنى الأنف أكحل العينين واسعهما دقيق الحاجبين طويلهما مفروق الحاجبين غير مقرونهما فى خده الأيمن خال أسود كث اللحية براق الثنايا يولد بالمدينة المنورة وينشأ بها فهو مدنى وأبواه مدنيان ويخرج من المدينة المنورة ثم يأتى إلى مكة المكرمة فيبايعه الأولياء. وقد ورد فى الأثر أنه يسير معه فى أول أمره ملك ينادى يا أيها الناس هذا خليفة الله المهدى فى الأرض فاتبعوه وورد فى الأثر أن المهدى عليه السلام يخرج من المدينة المنورة ويخرج معه ألف من الملائكة يمدونه بإذن الله ثم يذهب إلى مكة المكرمة فيبايعه ثلاثمائة من الأولياء ويخرج جيش لغزوه فيخسف الله به الأرض فيما بين مكة والمدينة ثم يأتى إلى بر الشام وفى أيامه تحصل مجاعة والمؤمن الكامل فى ذلك الوقت يشبع بالتسبيح والتقديس أى بذكر الله وتعظيمه. ويكون بين عيسى والمهدى سبع أو تسع سنوات.
لله تعالى صدقة جارية و صدقة عن روح المرحوم بإذن الله فتحي المهذبي
من هو الأعور الدجال وهل هو من البشر
الأعور الدجال هو رجل كافر عظيم الجسد من بنى إسرائيل إحدى عينيه طافية كالعنبة والأخرى ممسوحة. وهو الآن محبوس فى جزيرة فى البحر ليست معروفة. ويقال له المسيح الدجال لكثرة سياحته أى تنقله فى الأرض فإن الله تعالى يسهل له التنقل فى الأرض بطريق غريب فيضل خلقا كثيرا لأنه يقول للناس أنا ربكم ويدعو الناس إلى الإيمان به لكنه لا يستطيع أن يدخل مكة ولا المدينة لقوله ﷺ إن الدجال لا يدخل مكة وثبت فى الحديث أن الدجال يأتى إلى المدينة فيجد على كل نقب من أنقابها ملكا معه سيف مسلط فيفر. وعند ظهوره يكون معه نهران واحد من نار يكون بردا على المؤمنين وواحد من ماء يكون نارا. الله تعالى ابتلاء منه يظهر على يديه خوارق منها أنه يقول للسماء أمطرى فتمطر ويقول للأرض أخرجى زرعك فتخرجه ويشق رجلا من المؤمنين يكذبه فى وجهه نصفين ثم يحييه بإذن الله فيقول الرجل لم أزدد بهذا إلا تكذيبا لك. وقبل ظهوره بثلاث سنوات تمسك السماء ثلث مائها ثم فى السنة التى بعدها تمسك ثلثى مائها ثم قبل ظهوره بسنة تمسك كل مائها. ويقتل الأعور الدجال بباب لد فى فلسطين يقتله سيدنا عيسى عليه السلام.
