نقلا عن الشيخ نبيل الشريف حفظه الله
لله تعالى
كلمة حق تقال
من هم “الهرريون”؟
المقصود “الهرريون” الذين تربّوا وتلقوا من مرشد نوراني وعالم ربّاني، تقي نقي، ورع زاهد، طلّق الدنيا بالثلاث رغم أنها أتت إليه بزخارفها فلم يلتفت إليها، ففاز بالآخرة ونِعْم الفوز بإذن الله… هو العلامة المرشد الشيخ عبد الله الهرري رحمه الله… وهم الذين تلقوا العلم عمن تلقى عنه من أهل المعرفة والثقة.
“الهرريون” جمع “هرري”، والهرري هو كالأسد الهصور، والنسر الجسور، لا يخيفه حفيف الأفاعي، ولا أراجيف الأعادي، ولا أحاييل الغواني… شامخ الرأس، مرفوع الجبهة، قوي الشكيمة… ثبت راسخ جريء… لا يتلون ولا يترك الحق خوفًا من مبغض، ولا يميل إلى الباطل من أجل دينار ودرهم… كثير منهم ترك الوظائف والمراكز ابتعادًا عن حرام جلي أو صيانة للنفس من الشُّبَه.أحرار النفوس
“الهرريون” هم أقل الناس وقوعًا في المعاصي الكبائر والصغائر في عصرنا… وفيهم الأتقياء والأصفياء ومن لا خوف عليهم ولا هم يحزنون بإذن الله… وفيهم المتعففون الذين تحسبهم أغنياء… وفيهم الأغنياء الذين جعلوا المال في أيديهم وليس في قلوبهم… وفيهم الأسخياء الذين يجود بعضهم بكثير مما رزقه الله، وبعضهم بقليل هو كثير بالنسبة لما عنده… وفيهم من تخلى عن ذهب ومتاع لأجل أن تقر عيون الناس بمنائر العلم، وتُبنى مدارس “الثقافة” الحقة، ويُرفعَ اسم “صلاح الدين” علمًا مرفرفًا فيحفظ الصغار قبل الكبار “عقيدته” النقية، ويكونَ فقهُ الإمامِ الشافعي “المختصر” والأشملُ وغيرِه من أئمة الهدى والمذاهب الحقة محفورًا في صدور طلاب العلم، ويكون للإمام”الأشعري” مصليات تحمل اسمه، ورجال ينشرون علمه، ويصدّون المفترين المشوشين المجسّمةَ المشبّهةَ وغيرَهم ممن خان الأمة وشوّه حقيقة الإسلام بتطرفه وغلوه ليوهم الناس أنه من الإخوان أو ممن حرر الناس وهو قد أسرهم بخداعه وجرهم إلى جهالاته.
“الهرريون” في مجالس المديح النبوي وحلقات الذكر “الرفاعية” والقادرية والنقشبندية والصوفية النقية الأصلية
صافيةٌ نفوسهم، وَجِلةٌ قلوبُهم مشتعلةٌ عشقا وحبًا بصحابة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأهل البيت، وأساطين العلوم الشرعية، وأئمة الصوفية الحقيقية من “رفاعية” و”قادرية” و”نقشبندية” وغيرها.
هؤلاء “الهرريون” في مشارق الأرض ومغاربها نشروا الثقافة المنيرة، والمعرفة النقية، فهم “منار الهدى” و”نداء المعرفة” و”كشافة” يجوبون البلاد لنشر الخير و”دار مشاريع” متنقلة زاخرة بالعلم قائلة بالحكمة.
هؤلاء “الهرريون” فيهم العربي والأعجمي والأبيض والأسود والأصفر والأسمر… في الشرق موجودون والغرب والشمال والجنوب منتشرون… لبنانيون فلسطينيون سوريون أردنيون عراقيون مغاربة مصريون سودانيون يمنيون خليجيون، ومن كل بلاد العرب، وأفارقة وآسيويون وأمريكيون شماليون وجنوبيون وأوروبيون وأستراليون… بنوا المساجد والمصليات والمدارس والمعاهد والمراكز ومدارس اللغة العربية ونوادي الأطفال، والمؤسسات الاجتماعية والصحية والإعلامية والنسائية والشبابية والرياضية وغيرها بأموالهم وأموال من يحبهم ويثق بهم وبإخلاصهم، وليس من أموال تسرّب تحت جنح الظلام مشروطةٍ بقيود مهينة لا تقبل بها النفوس الحرة الشريفة الأبية.
“الهرريون” لم يكتفوا بنشر الكلمة الطيبة بين الأحياء والاهتمام بشؤونهم، بل رعوا قدر وسعهم حق من مات من المؤمنين.
“الهرريون” هم وسطيون معتدلون… لا إفراط ولا تفريط.
إنها رحلة تبدأ من المهد إلى اللحد… وفي البرزخ وما بعده يجدون ثواب ما عملوا بإذن الله.
“الهرريون” باختصار… هم غرباء هذا العصر، ومصلحون لما أفسده الناس، وقابضون على دينهم رغم الأهوال.
طوبى لكم أيها “الهرريون”.
