محرر على فضيلة الشيخ الدكتور نبيل الشريف حفظه الله تعالى وجزاه عنا خير الجزاء
.لله تعالى
أقوالُ بعض العُلماء في تفسير قولِه تَعالَى لِنَبِّيه محمَّد صلّى الله عليه وسلم: ﴿وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوْحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الإِيْمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾[الشورى:52]
قال الثَعْلَبيّ في تفسيره :
“﴿ما كُنْتَ تَدْرِي﴾ – يا مُحَمَّدُ – قبل الوحي مَا الكِتابُ وَلا الْإِيمانُ يعني شرائع الإيمان ومعالِمَه أي (تَفاصِيل الإيمان).
وقيل: ضَالًّا في شِعاب مكّة، فهَداك الى جدّك عبد المطلب، ورَدّك إليه.
روى أبو الضحى عن ابن عباس قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم ضَلَّ وهو صبي صغير في شِعابِ مكّة فرآه أبو جهل مُنصرفًا من أغنامه فرَدَّه إلى جدّه عبد المطلب، فمَنَّ الله سبحانه عليه بذلك حين ردّه إلى جدّه على يَدَي عَدُوّه”.
وقال البغوي في تفسيره:
“وَأَهْلُ الأُصُولِ عَلَى أَنَّ الأَنْبِيَاءَ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ كَانُوا مُؤْمِنِينَ قَبْلَ الْوَحْيِ، وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْبُدُ اللَّهَ قَبْلَ الوَحْيِ عَلَى دِينِ إِبْرَاهِيمَ – الإسلام – وَ(لكن) لَمْ يَتَبَيَّنْ لَهُ شَرَائِعُ دِينِهِ (أي تَفاصِيله)”.
وقال ابن الجوزي في تفسيره:
“قوله: ﴿ما كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتابُ﴾ يعني القرآن وَلا الإِيمانُ يعني شرائع الإِيمان – أي تَفاصِيلَه – ولم يُرِدِ الإِيمانَ الذي هو الإقرار بالله”.
وقال الرازي في تفسيره:
“وَأَمَّا الْإِيمَانُ بِاللَّهِ وَمَلَائِكِتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ عَلَى الْإِجْمَالِ فَقَدْ كَانَ حَاصِلًا مُنْذُ خَلَقَهُ اللَّهُ مِنْ أَوَّلِ الأَمْرِ”.
وقال أبو حيّان في تفسير البحر المحيط:
“وَقَالَ الْقَاضِي: ﴿وَلا الْإِيمانُ﴾: الفَرَائِضُ وَالأَحْكَامُ. قَالَ: وَكَانَ قَبْلُ مُؤْمِنًا بِتَوْحِيدِ اللَّهِ، ثُمَّ نَزَلَت الفَرائِضُ التي لَمْ يَكُنْ يَدْرِيهَا قَبْلُ.
وَقَالَ الْقُشَيْرِيُّ: يَجُوزُ إِطْلَاقُ الْإِيمَانِ عَلَى تَفَاصِيلِ الشَّرْعِ.”
