جواز اتخاذ العبيد والإماء مع الإحسان اليهم باقي إلى يوم القيامة

 جواز اتخاذ العبيد والإماء مع الإحسان اليهم باقي إلى يوم القيامة

اعلم ان الأَمَةَ (والعبد) هِيَ الْمَمْلُوكَةُ بِالطَّرِيقِ الشَّرْعِيِّ وَذَلِكَ بِأَنْ تَكُونَ بِطَرِيقِ السَّبْيِ وَالأَسْرِ،

وَذَلِكَ أَنَّ الْمُسْلِمِينَ إِذَا غَزَوُا الْكُفَّارَ لِلْحَرْبِ فَكَسَرُوهُمْ فَاسْتَوْلَوْا عَلَى نِسَائِهِمْ وَذَرَارِيِّهِمُ الَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا صَارُوا مِلْكاً لِلْمُسْلِمِينَ يَقْسِمُهُمُ الإِمَامُ الْقِسْمَةَ الشَّرْعِيَّةَ،

ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ مَنْ أَسْلَمَ مِنْهُمْ بَقِيَ عَلَى الرِّقِّيَّةِ أَيِ الْمِلْكِيَّةِ وَمَنْ لَمْ يُسْلِمْ فَأَمْرُهُ كَذَلِكَ.

وَكَذَلِكَ إِذَا قَهَرَ الْكُفَّارُ الْحَرْبِيُّونَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا فَبَاعُوهُمْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ حَلَّ اسْتِرْقَاقُهُمْ.

وَلا يَبْطُلُ حُكْمُ الِاسْتِرْقَاقِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَإِنْ أَلْغَاهُ بَعْضُ حُكَّامِ الأَرْضِ فِي هَذَا الْعَصْرِ اعْتِقَادًا وَعَمَلًا، وَعِنْدَ بَعْضٍ غَيْرِهِمْ عَمَلًا لَكِنَّهُ فِي حُكْمِ شَرْعِ اللَّهِ ثَابِتٌ.

كَانَ فِي مَكَّةَ سُوقٌ تُسَمَّى «سُوقَ النَّخَّاسِينَ» يُبَاعُ فِيهَا الرَّقِيقُ عَلانِيَةً عُطِّلَتْ أَيَّامَ الْمَلِكِ فَيْصَلَ لِأَنَّ الدُّوَلَ شَنَّعُوا عَلَيْهِ أَمْرَ الِاسْتِرْقَاقِ فَأَصْدَرَ مَرْسُومًا بِأَنَّ الَّذِي فِي يَدِهِ رَقِيقٌ ذَكَرٌ أَوْ أُنْثَى يَأْخُذُ الْقِيمَةَ مِنَ الْحُكُومَةِ وَيُسَرِّحُ الرَّقِيقَ الذَّكَرَ أَوِ الأُنْثَى فَاخْتَفَى هَذَا الأَمْرُ.

وَلَمْ يَدْعُ الإِسْلامُ إِلَى إِلْغَاءِ الرِّقِّيَّةِ بَلْ رَغَّبَ فِي الإِعْتَاقِ، وَمَنِ ادَّعَى أَنَّ الإِسْلامَ جَاءَ لِيَقْطَعَ الِاسْتِرْقَاقَ فَقَدِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ، كَيْفَ وَالْخُلَفَاءُ الرَّاشِدُونَ كُلُّهُمْ كَانَ لَهُمْ رَقِيقٌ

فَقَدْ كَانَ لِعَلِيِّ بنِ أَبِي طَالِبٍ عِنْدَ مَوْتِهِ نَحْوُ عِشْرِينَ أَمَةً اتَّخَذَهُنَّ فِرَاشًا فَوَلَدَ مِنْ بَعْضِهِنَّ أَوْلادًا وَبَعْضُهُنَّ كُنَّ حُبَالَى وَبَعْضُهُنَّ كُنَّ حَوَائِلَ،

وَكَذَلِكَ كَانَ الأَمْرُ فِي عَهْدِ الأُمَوِيِّينَ وَالْعَبَّاسِيِّينَ وَفِي عَهْدِ الْعُثْمَانِيِّينَ أَيْضًا،

وَمِنْ مَشَاهِيرِ الْمَشَايِخِ فَخْرُ الدِّينِ الرَّازِيُّ فِي الْقَرْنِ السَّادِسِ الْهِجْرِيِّ كَانَ لَهُ أَلْفُ جَارِيَةٍ.

فَلا عِبْرَةَ بِمَا قَالَهُ بَعْضُ أَدْعِيَاءِ الدِّينِ وَالدَّعْوَةِ إِلَى الإِسْلامِ فَإِنَّهُمْ يَذْكُرُونَ فِي بَعْضِ مُؤَلَّفَاتِهِمْ أَنَّ الإِسْلامَ جَاءَ لِيَقْطَعَ الرِّقَّ بِالتَّدْرِيجِ، هَذَا كَذِبٌ عَلَى شَرْعِ اللَّهِ، كَذَّبُوا قَوْلَ اللَّهِ ﴿وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ﴾ [سُورَةَ الْمَعَارِج] فِعِنْدَهُمْ كَأَنَّ هَذِهِ الآيَةَ مَنْسُوخَةٌ، لَكِنْ فِي شَرْعِ اللَّهِ حُكْمُهَا مُسْتَمِرٌّ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ.

هَذَا وَقَدْ صَحَّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ امْرَأَةً قَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أَعْتَقْتُ وَلِيدَةً لِي جَارِيَةً أَمْلِكُهَا فَقَالَ «لَوْ أَعْطَيْتِهَا أَخْوَالَكِ كَانَ أَعْظَمَ لِأَجْرِكِ» رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ وَغَيْرُهُ اهـ.

فَضَّلَ تَرْكَ جَارِيَتِهَا عَلَى الرِّقِّيَّةِ وَأَنْ تَهَبَهَا لِأَخْوَالِهَا فَتَكُونَ مِلْكًا يَنْتَفِعُونَ بِهَا عَلَى الإِعْتَاقِ لِمَا عَلِمَ مِنْ شِدَّةِ حَاجَتِهِمْ لِاسْتِخْدَامِ الرَّقِيقِ،

فَمَاذَا يَقُولُ فَيْصَلُ مَوْلَوِي الَّذِي قَالَ: “إِنَّ الإِسْلامَ جَاءَ لِيَقْطَعَ الرِّقَّ”.

وَأَمَّا قَوْلُ بَعْضِهِمْ إِنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: “مَتَى اسْتَعْبَدْتُمُ النَّاسَ وَقَدْ وَلَدَتْهُمْ أُمَّهَاتُهُمْ أَحْرَارًا” فَهُوَ كَذِبٌ عَلَى عُمَرَ.

بَلِ الَّذِي ثَبَتَ أَنَّهُ كَانَ عِنْدَهُ إِمَاءٌ وَعِبِيدٌ، وَابْنُهُ كَذَلِكَ. > سيرة الانبياء والصالحين:

 *الشّافي هو الله*

ممّا ذكره العلماءُ للشفاء بإذن الله من الصّداع وألم الشقيقة بمشيئة الله أنْ يضعَ المريضُ على رأسه ورقة كتب عليها أسماء سبعة من علماء المدينة المنورة على ساكنها أفضل الصّلوات وأتم التسليم، وقد جرب مرّات عديدة وحصل النّفع بإذن رَبِّ العالمين.

وهؤلاء العلماء الأفاضل هم:*

*1- سعيد بن المسيب*
*2- عروة بن الزبير*
*3- القاسم بن محمد*
*4- أبو بكر بن عبد الرّحمَـٰنِ*
*5- خارجة بن زيد*
*6- عبيد الله بن عبد الله*
*7- سليمان بن يسار*