فضيلة الشيخ نبيل الشريف الأزهري – اللهُ أوحى إلى جِبريل و أمَرَهُ أن يأخُذَ أَلفاظَ القُرآن من اللوح المحفوظ


سلسلة عمدة الراغب في مختصر بغية الطالب

فضيلة الشيخ الدكتور العالم نبيل الشريف الأزهري غفر الله له ولوالديه وللمؤمنين والمؤمنات ونفعنا به وبعلمه

هذا الكلام الذي أقولُهُ الآن يَعني هو مُتَعَلِق بأَهَم مَسائِل العَقيدَة.

ذَكَرنا أولا تَنزيه الله ثم ذَكَرنا تَوحيد الله في الفِعل فهذا هذه المسألة الثالثة في الأهمية انتبهوا لها والكلامُ فيها مُهِم وأن تَحفَظوا العِبارات لأنها عِبارات أهل العِلم وهذه المسألة دَقيقة.

سَيدُنا جِبريل عليه السلام الله تعالى أوحى إليه هو جِبريل عليه السَلام يَسمَع ُكَلام الله الذي ليسَ بِحرَف ولا صَوت ولا لُغَة.

اللهُ أوحى إليه أمَرَهُ أن يأخُذَ أَلفاظَ القُرآن كُلَ القُرآن أن يَأخُذَ كُل القُرآن من اللوح المحفوظ.

القُرآن مَوجود هذا الكلام مَكتوب مَسطور في اللوح المحفوظ وخَلقَ الله تعالى صوتًا بحروف ألفاظ القرآن كلها سمعه جبريل عليه السلام فاجتمع له الأمران رأى هذه الحروف باللوح المحفوظ أخذها بأمر من الله وسمَعَ صَوتا بحروف كلام القُرآن كله

ونزلَ بالقُرآن الكَريم بالقُرآن العَظيم في ليلةِ القَدر في ليلةِ الرابِع والعِشرين من رَمضان كما قالَ الرَسول ﷺ دُفعَة واحِدَة إلى بَيتِ العِزَة في السماء الدنيا،

ثم على حَسَب الأوامِر صارَ يأتي ويَقرأ على الرَسول ﷺ.

من الذي قَرأَ القُرآن على الرسول؟ جِبريل. لا يُقال اللهُ قرأ على الرَسول كما يَقرأ الأستاذ على التِلميذ.

أنا اقرأ عليكم أنتم تقرأون علي أنا مخلوق وأنتم مخلوقون، جِبريل قرأَ على الرَسول ثم الرَسول صارَ يَقرأ على جِبريل، هذا مَخلوق وهذا مَخلوق.

والذي قرأ القرآن على الرسول هو جِبريل والدَليلُ على ذلِك أنَّ الله تَعالى قال { إِنَّهُ } أي القُرآن { لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ }. هل يُقال عن الله رَسولٌ كَريم لا أكيد.

من هو هذا الرسول الكريم؟ جِبريل عليه السلام. إِنَّهُ أي القُرآن لَقَوْلُ أي مَقروء يعني هو قَرأَهُ هو نَطَقَ به. الله لا يُقالُ عنه ناطِق الله مُتَكَلِم يعني مُتَصِف بِصِفَةِ الكلام.

جبريل ناطق أنا ناطق الملك ناطق يقال هذا في حق المخلوق. فجاءَ جِبريل وَقَرأَ على الرَسول القُرآن الكَريم. إِنَّهُ أي القُرآن لَقَوْلُ أي مَقروء. رَسُولٍ كَرِيمٍ هو قرأ على رسول الله ﷺ ثم الرَسول صارَ هو أيضا يَقرأ على جِبريل.

لما نَزَلَ القُرآن على سيدنا ﷺ هنا مَسألةٌ مهمةٌ جِدا وهي أن الرَسول لما يُبَلِغُهُ جِبريل ثم هو الرَسول يُبَلِغ الصَحابَة لا يَنسى شَيئا من القُرآن. هذه تُسَمّى تِلاوَة التَبليغ،

في تِلاوَة التَبليغ رَسولُ الله ﷺ لا يَنسى شَيئًا من القُرآن مُستَحيل عليهِ أن يَنسى شَيئا بعد ذلكَ أثناءَ التِلاوة ليست تِلاوَة التَبليغ قد يَنسى الرسول شيئا لكن يَعود وَيَتذَكَرهُ لا يبقى ناسيا له.

{ سَنُقْرِئُكَ فَلَا تَنسَىٰ إِلَّا مَا شَاءَ اللَّه } ليسَ مَعناهُ عندما يَقرأ مُبَلِغًا لا، بعدَ ذلك عِندَما يَتلو الرَسول ﷺ القُرآنَ في غير قِراءَةِ التَبليغ قَد يَنسى شيئا لكن يَعود وَيَتَذَكَرهُ لا يَبقى ناسيا له.

*الله سُبحانَهُ وَتَعالى قال في القرآن الكريم لسيِدِنا مُحَمَّد الخطاب لسيدنا محمد ﷺ { لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ * إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ * فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ،} من الذي كانَ يَقرأ على الرَسول قُلنا جِبريل عليهِ السَلام.*

الرَسول عليه الصلاة والسلام من حبه أن لا يَنفَلِتَ منه القرآن صارَ حينَ يأتيه جِبريل ويقرأَ عليه من حُبِهِ بأن لا يَنفَلِت يَقرأ مع قراءة جبريل فنزلت عليه الآية.

*ما معنى هذه الآية يا محمد حين يقرأ عليك جبريل القرآن بأمرنا أنتَ أنصِت لقِراءَتِه لا تَقرأ معه { لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ * إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ } نحنُ ضَمِنا لك أن يكونَ مجتمعا في صَدرِكَ مَحفوظا.*

الله ضَمن َللرسول ﷺ ، فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ يعني عندما يقرأ عليك جبريل بأمرنا اتبع يا محمد اتَبِع قراءَتِه أنصِت لقراءَتِه هذا مَعناهُ،

وهذا دَليل على أنَّ الذي قَرأَ هوَ جِبريل هو الذي قرَأ على الرَسول ﷺ. قلنا إنه لقول رسول كريم، والدليل على أن كلمة كلام الله تطلق على اللفظ المنَزَل أن الله تبارك وتعالى قال { وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّىٰ يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ }.

يَعني يا مُحمد إذا جاءكَ مُشرِك استَجارَ بِكَ طلب الأمان يعني فأجره حتى يسمع كلام الله ماذا سيُسمِعُه؟ اللفظ المنزل القرآن المقصود هنا أنه يسمعه اللفظ المنزل الذي أتى به جبريل نزل به جبريل عليه السلام.

ليس معناهُ أنه سيَسمَع ُكلامَ الله الذاتي الأزلي الأبدي الذي ليسَ بِحَرف ولا صَوت ولا لُغَة .

⬇️⬇️⬇️⬇️⬇️

سيدنا موسى سَمِعَ كلامَ الله الذي ليس بحرف ولا صوت ولا لغة، { وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّىٰ يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ،} وقالَ الله تعالى: { يُرِيدُونَ أَن يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّهِ،} ماذا يريدُ الكُفار أن يُبَدِلوا اللفظَ المنَزَل.

هُم لا يُريدونَ تَبديلَ الصِفَة الأزَلية الأبَدية الذاتية، فهذا دَليل على أنَّ كَلِمَةَ كلامِ الله تُطلَق وَيُرادُ بها اللفظ المنَزَل الذي أُنْزِلَ على الرَسول ﷺ، وأيضا تُطلَقُ كلمة كلام الله ويرادُ بذلك الصِفَة صِفَة الله تَعالى الكلامُ الذاتيُ الأزَليُ الأبَدي الذي ليسَ بَحَرف ولا صَوتٍ ولا لُغَة.

وكذلكَ القُرآن يَعني هذا اللفظ يُستَعمَلُ لهذين المعنَيين وهذا اللفظ القُرآن وكلام الله أيضًا يُستَعمَل لهذين المعنيين. يستعمل لهذا ويستعمل لهذا.

لذلك العلماء أبوا وحرموا أن يقول الشخص القرآن مخلوق ويسكت لماذا؟ لأنه يوهم أن صفة الله مخلوقة وصفات الله أزلية أبدية

ولذلك الإمام أحمد لما حصلت تلك الفتنة وأخذ وعذب على أي شيء عذب؟ ما قبل أن يقول القرآن مخلوق ويَسكُت يَعني.

أما في مَقام التَعليم كما نَفعل الآن وكما فَعلَ العُلَماء من قَبل يُقال القرآن يطلق ويراد به اللفظ المنزل فلا شك أن هذا اللفظ المنزَل المكتوب بالحِبِر مَحفوظ في الصَدر مَتلو بلِسان مَخلوق لا شَكَّ أنهُ مَخلوق.

ويُطلَق وَيُرادُ به الصفة الذاتية الأزلية الأبدية وهو ليس بحرف ولا صوت ولا لغة، لأن كلام الله ليس ككلام العالمين، فإذا له إطلاقان.

في مَقامِ التَعليم يُقال ويبين كما وضحت الآن.

أما أن يقول الشخص القرآن مَخلوق ويَسكُت حرَام لا يَجوز ولو أرادَ بِقَول هذا اللفظ المنَزل لكن سَكَتَ ما بَين وما فصل. لماذا؟ لأنه يوهم أن صفة الله مخلوقة

لذلك الإمام أحمد رضي الله عنه عُذِبَ صارَ يتناوب عليه الجلادون يُعَذِبونَهُ حتى يرجَع عن قوله عن امتناعه، هو امتنَعَ أن يَقول القُرآن مخَلوق هكذا ويَسكُت امتَنَعَ عن ذلكَ.

المعتزلة كانوا يَقولون ذلك لذلك هذا الزمخشري وهو من رؤوس المعتزلة الخبثاء قال الحمد لله الذي جَعَلَ القُرآن يريد بجعل خلق لأنه يقول لا يوجد كلام هو صفة لله أزلي أبدي ليس بحرف ولا صوت ولا لغة،

فلما قيل له ولأمثاله الله قال { وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَىٰ تَكْلِيمًا } قال الله ليسَ لهُ صِفَة َكَلام هو قائِمٌ بِذاتِهِ أي ثابِتٌ لهُ، إنما هذا كَلامٌ يجعلَهُ الله في شيء من خَلقِهِ كالشَجَرة التي كانَ عندَها موسى.

أما أهلُ السُنَّة والجماعة فَيقولون إن العَرَب إذا أرادَ تأكيدَ الفِعل أكدَت ذلكَ بالمصدَر لرَفعِ توَهُمِ المجاز في هذا. لأن العرَب الكَلِمات بَعضُ الكَلِمات تَستَعمِلَها للمَعنى الذي وُضِعَت له هذه الكلمة أصلا في اللغة وأَحيانًا تَستَعمِل هذه الكلمة نفسها لمعنى مجازي.

ليس هو المعنى الذي وضِعَت له هذه الكلمَة في الأصل يَعني الأسَد هذه الكلمَة لأي شَيءٍ وُضِعَت في لُغَةِ العَرَب للسَبُع المعروف الأسَد المعروف، لكن إذا كانَ واحِد عندَهُ جُرأة قَوية ماذا يَقولُ الناس عنهُ هذا أسَد هو أسد من حيث الحقيقة أم من حَيثُ المجاز، من حَيثُ المجاز هذا يُسَمى مَجازا.

لرَفعِ المجاز يؤكِدُ هذا الفِعل بأي شَيء بالمصدر، ما هو المصدَر؟ الذي يأتي ثالثًا في تَصريفِ الفِعل، {وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَىٰ تَكْلِيمًا}. ماذا يَعني؟

موسى خَلقٌ من خَلقِ الله، اللهُ سُبحانه وتَعالى خَلقَ موسى ومحمد وكل هذا العالم.

كلام الله قلنا موجود أزلا وأبدا لكن جعل الله تعالى بيننا وبين سماع كلامه حِجابًا مَعنويا يعني ليسَ شَيئًا مَحسوسا.

نحن ُلا نَسمَع كلام الله الآن، لكن في يوم القيامة الله يزيل عن أسماع كل هؤلاء الخلق الحِجاب المعنوي المانع من سماع كلامه فيسمع كل واحد كلام الله الذي ليس بحرف ولا صوت ولا لغة ويَفهَمُ منه السؤال عن أعمالِه ونياتِه وأقوالِه.

وموسى عليه السَلام حين كانَ في جَبل الطورِ طور سيناء الله تعالى أزال عن سمعه الحجاب المعنوي المانع من سماع كلامَ الله فسمع موسى كلام الله الذي ليسَ بحرف ولا صوت ولا لغة،

هو كلام موجود وليس مُبتَدأ ولا مُختَتَم.