قراءة كتاب الاعتقاد والهداية للبيهقي 3

وَدَلَّتِ السُّنَّةُ عَلَى مِثْلِ مَا دَلَّ عَلَيْهِ الْكِتَابُ، أَخْبَرَنَا([1]) أَبُو الْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْرَانَ الْعَدْلُ بِبَغْدَادَ، أَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّاغَانِيُّ، ثَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، ثَنَا الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي سُفْيَانَ عَنْ جَابِرٍ وَعَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ (أَنَّهُمَا) قَالَا([2]): قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، فَإِذَا قَالُوهَا عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ إِلَّا بِحَقِّهَا، وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللهِ عَزَّوَجَلَّ»

وَرَوَاهُ([3]) الْعَلَاءُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ وَفِيهِ مِنَ الزِّيَادَةِ: «وَيُؤْمِنُوا بِي وَبِمَا جِئْتُ بِهِ»

أَخْبَرَنَا([4]) أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ([5])، أَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْحَافِظُ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَعْمَرِ بْنِ رِبْعِيٍّ، ثَنَا عُمَرُ بْنُ يُونُسَ الْحَنَفِيُّ، ثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنِي أَبُو كَثِيرٍ، حَدَّثَنِي أَبُو هُرَيْرَةَ، فَذَكَرَ حَدِيثًا طَوِيلًا قَالَ فِيهِ: عَنِ النَّبِيِّ ﷺ أَنَّهُ قَالَ: «يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، وَأَعْطَانِي نَعْلَيْهِ([6])، اذْهَبْ بِنَعْلَيَّ هَاتَيْنِ، فَمَنْ لَقِيتَ مِنْ وَرَاءِ هَذَا الْحَائِطِ يَشْهَدُ([7]) أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُسْتَيْقِنًا بِهَا قَلْبُهُ فَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ»

أَخْبَرَنَا([8]) أَبُو عَبْدِ اللَّهِ([9])، ثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ، ثنا عَفَّانُ، حَدَّثَنِي بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، عَنْ خَالِدٍ بْنِ الْوَلِيدِ أَبِي بِشْرٍ قَالَ: سَمِعْتُ حُمْرَانَ يَقُولُ: سَمِعْتُ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: «مَنْ مَاتَ وَهُوَ يَعْلَمُ([10]) أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ»

أَخْبَرَنَا([11]) أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ بمَدِينَةِ السَّلَامِ، أَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ دُرُسْتَوَيْهِ([12])، ثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، ثَنَا أَبُو عَاصِمٍ عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ صَالِحِ بْنِ أَبِي عُرَيْبٍ، عَنْ كَثِيرِ([13]) بْنِ مُرَّةَ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: «مَنْ كَانَ آخِرُ كَلَامِهِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ» (أي استحق الجنة)

فَفِي الْحَدِيثِ الْأَوَّلِ بَيَانُ مَا يَجِبُ عَلَى الْمَدْعُوِّ([14]) أَنْ يَأْتِيَ بِهِ حَتَّى يُحْقِنَ بِهِ دَمَهُ([15])، وَفِي الْحَدِيثِ الثَّانِي بَيَانُ مَا يَجِبُ عَلَيْهِ مِنَ الْجَمْعِ بَيْنَ مَعْرِفَةِ الْقَلْبِ وَالْإِقْرَارِ بِاللِّسَانِ مَعَ الْإِمْكَانِ حَتَّى يَصِحَّ إِيمَانُهُ([16])، وَفِي الْخَبَرِ الثَّالِثِ وَالرَّابِعِ شَرْطُ الْوَفَاةِ عَلَى الْإِيمَانِ حَتَّى يَسْتَحِقَّ دُخُولَ الْجِنَانِ بِوَعْدِ اللَّهِ تَعَالَى جَدُّهُ([17])، وَبِاللَّهِ التَّوْفِيقُ

 بَابٌ ذِكْرُ بَعْضِ مَا يُسْتَدَلُّ بِهِ عَلَى حُدُوثِ الَعَالَمِ، وَأَنَّ مُحْدِثَهُ وَمُدَبِّرَهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ قَدِيمٌ لَا شَرِيكَ لَهُ وَلَا شَبِيهَ

قَالَ اللَّهُ عَزَّوَجَلَّ: ﴿وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ([18]) وَالْفُلْكِ([19]) الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَآبَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ﴾([20]) [البقرة/164]

أَخْبَرَنَا([21]) مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْفَضْلِ الصَّائِغُ، ثَنَا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ، ثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَسْرُوقٍ عَنْ أَبِي الضُّحَى، ﴿وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ﴾ [البقرة/163] > سيرة الانبياء والصالحين: قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ عَجِبَ الْمُشْرِكُونَ وَقَالُوا: إِنَّ مُحَمَّدًا يَقُولُ: إِنَّ إِلَهَكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ، فَلْيَأْتِنَا بِآيَةٍ (دليل) إِنْ كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّوَجَلَّ: ﴿إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ﴾ [البقرة/164] إِلَى قَوْلِهِ: ﴿لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ﴾ [البقرة: ١٦٤]

يَقُولُ إِنَّ فِي هَذِهِ الآيَاتِ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ، فَذَكَرَ اللَّهُ عَزَّوَجَلَّ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ بِمَا فِيهَا مِنَ الشَّمْسِ وَالْقَمَرِ وَالنُّجُومِ الْمُسَخَّرَاتِ، وَذَكَرَ خَلْقَ الْأَرْضِ بِمَا فِيهَا مِنَ الْبِحَارِ وَالْأَنهَارِ وَالْجِبَالِ وَالْمَعَادِنِ، وَذَكَرَ اخْتِلَافَ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَأَخْذَ أَحَدِهِمَا مِنَ الْآخَرِ، وَذَكَرَ الْفُلْكَ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ، وَذَكَرَ مَا أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مِنَ الْمَطَرِ الَّذِي فِيهِ حَيَاةُ الْبِلَادِ، وَبهِ وَبِمَا وَضَعَ اللَّهُ فِي اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ مِنْ تَعَاقُبِ الْحَرِّ وَالْبَرْدِ يَتِمُّ رِزْقُ الْعِبَادِ وَالْبَهَائِمِ وَالدَّوَابِّ، وَذَكَرَ مَا بَثَّ فِي الْأَرْضِ مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ مُخْتَلِفَةِ الصُّوَرِ([22]) وَالْأَجْسَادِ مُخْتَلِفَةِ الْأَلْسِنَةِ وَالْأَلْوَانِ، وَذَكَرَ تَصْرِيفَ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ([23]) الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، وَمَا فِيهِمَا مِنْ مَنَافِعِ الْحَيَوَانَاتِ، وَمَا فِي جَمِيعِ ذَلِكَ مِنَ الْآيَاتِ الْبَيِّنَاتِ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ.

ثُمَّ أَمَرَ فِي آيَةٍ أُخْرَى بِالنَّظَرِ فِيهِمَا فَقَالَ لِنَبِيِّهِ ﷺ: ﴿قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾ [يونس/101] يَعْنِي وَاللَّهُ أَعْلَمُ مِنَ الْآيَاتِ الْوَاضِحَاتِ وَالدِّلَالَاتِ النَّيِّرَاتِ، وَهَذَا لِأَنَّكَ إِذَا تَأَمَّلْتَ هَيْئَةَ هَذَا الْعَالَمِ بِبَصَرِكَ، وَاعْتَبَرْتَهَا بِفِكْرِكَ، وَجَدْتَهُ كَالْبَيْتِ الْمَبْنِيِّ الْمُعَدِّ فِيهِ جَمِيعُ مَا يَحْتَاجُ إِلَيْهِ سَاكِنُهُ مِنْ آلَةٍ وَعَتَادٍ([24])، فَالسَّمَاءُ مَرْفُوعةٌ كَالسَّقْفِ، وَالْأَرْضُ مَبْسُوطَةٌ([25]) كَالْبِسَاطِ، وَالنُّجُومُ مَنْضُودَةٌ([26]) كَالْمَصَابِيحِ، وَالْجَوَاهِرُ مَخْزُونَةٌ كَالذَّخَائِرِ([27])، وَضُرُوبُ النَّبَاتِ([28]) مُهَيَّأةٌ لِلمَطَاعِمِ وَالْمَلَابِسِ وَالْمَرِبِ، وَصُنُوفُ الْحَيَوَانِ مُسَخَّرَةٌ لِلمَرَاكِبِ مُسْتَعْمَلةٌ فِي الْمَرَافِقِ([29])، وَالْإِنْسَانُ كَالْمُمَلَّكِ لِلْبَيْتِ الْمُخَوَّلِ مَا فِيهِ، وَفِي هَذَا دِلَالَةٌ وَاضِحَةٌ عَلَى أَنَّ الْعَالَمَ مَخْلُوقٌ بِتَدْبِيرٍ وَتَقْدِيرٍ وَنِظَامٍ، وَأَنَّ لَهُ صَانِعًا حَكِيمًا تَامَّ الْقُدْرَةِ بَالِغَ الْحِكْمَةِ، وَهَذَا فِيمَا قَرَأْتُهُ مِنْ كِتَابِ أَبِي سُلَيْمَانَ الْخَطَّابِيِّ([30]) رَحِمَهُ اللهُ.

ثُمَّ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى حَضَّهُمْ عَلَى النَّظَرِ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَغَيْرِهِمَا مِنْ خَلْقِهِ فِي آيَةٍ أُخْرَى فَقَالَ: ﴿أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ وَأَنْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ﴾([31]) [الأعراف/185] يَعْنِي بِالْمَلَكُوتِ الْآيَاتِ، يَقُولُ: أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِيهَا نَظَرَ تَفَكُّرٍ وَتَدَبُّرٍ حَتَّى يَسْتَدِلُّوا بِكَونِهَا مَحَلًّا لِلْحَوَادِثِ([32]) وَالتَّغَيُّرَاتِ عَلَى أَنَّهَا مُحْدَثَاتٌ، وَأَنَّ الْمُحْدَثَ لَا يَسْتَغْنِي عَنْ صَانِعٍ يَصْنَعُهُ عَلَى هَيْئَتِهِ([33]) لَا يَجُوزُ عَلَيْهِ مَا يَجُوزُ عَلَى الْمُحْدَثَاتِ، كَمَا اسْتَدَلَّ([34]) إِبْرَاهِيمُ الْخَلِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ بِمِثْلِ ذَلِكَ؛ فَانْقَطَعَ عَنْهَا كُلِّهَا إِلَى رَبٍّ هُوَ خَالِقُهَا وَمُنْشِئُهَا، فَقَالَ: ﴿إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾ [الأنعام/79] (أنا هنا لا تُمَدُّ)

– – – – – – – – – – – – هوامش

([1]) الحديث رواه الشيخان وغيرهما وعده الحافظ السيوطيُّ في الأزهار المتناثرة من الأحاديث المتواترة. قلتُ: وقد أحصيتُ سبعة عشر صحابيا رُوِىَ الحديث من طريقهم. الفقير. مَقْرُوءُ (غالب ما في الكتاب متواتر تواترا معنويا).
([2]) قوله (قالا) أي أبو هريرة وجابر الفقير. (يقال الصَّاغَانِيُّ ويقال الصَّغَانِيُّ)
([3]) الحديث رواه المصنف في هذا الكتاب متصلا إلى العلاء في باب الإيمان بما أخبر عنه رسول الله ﷺ ورواه أيضًا في السنن الكبرى ورواه مسلم في الصحيح. > سيرة الانبياء والصالحين:

 تابع هوامش:

(إِلَّا بِحَقِّهَا، الاسلام أباح دماء بعض المسلمين كالقاتل عمدا ومانعي الزكاة)
([4]) الحديث رواه مسلم في الصحيح وغيره. الفقير.
([5]) قوله (أبو عبد الله) محمد بن عبد الله الحافظ هو المعروف بالحاكم ابن البيِّع النيسابوري الفقير.

([6]) قوله (وأعطاني نعليه) إنما فعل رسول الله ﷺ ذلك علامةً على صدق المـُبلغ عنه وأنه هو أرسله بما يُبَلِّغُهُ. الفقير.

([7]) قوله (يشهد) فيه بيان وجوب النطق باللسان مع الاعتقاد بالقلب. قال في القاموس الشهادة خبرٌ قاطع اهـ الفقير. (قول الغزالي “لا يُشترط النطق إذا صدق بالقلب” لا يُعتَدُّ به، ونقل الإجماع النووي أنه لا بد أن ينطقَ إذا كان قادرا)

([8]) الحديث رواه الإمام أحمد ومسلم وابن حبان والحاكم وغيرهم. الفقير.
([9]) قوله (أخبرنا أبو عبد الله هكذا في نسخة الأصل وغيرها وفي البرقوقية (أخبرنا أبو عبد الله الحافظ). الفقير.
([10]) قوله (وهو يعلم) أن يعتقد كما يدل عليه النصوص الأخرى ومنها ما تقدم. قاله المازرى فى المعلم وعياضٌ في إكمالِ المعلم وغيرهما. الفقير. (أي العِلم مع الاعتقادِ وهذا ورد في القرءان والحديث)

([11]) الحديث رواه أحمد وأبو داود وابن حبان والحاكم وغيرهم. الفقير. الفقير
([12]) قوله (دُرُسْتويه) بضم الدال والراء بعدهما سين مهملة ساكنة فتاة مفتوحة.
([13]) قوله (كثير) كأمير وهو ابن مرة أبو شجرة الحَضْرَمِن الحمصي الثقة الحجة.

([14]) قوله (المَدْعُو) أي إلى الإسلام .
([15]) قوله (يُحْقَنَ بِهِ دَمُهُ) أَيْ تَمْتَنِعَ إِرَاقَتُهُ وقَتْلُهُ أَيْ يُجْمَعُ لَهُ وَيُحْبَسُ عَلَيْهِ، قَالَ فِي التاج حَقَنَ دَمَ فلان إِذا أَنْقَذَهُ مِنَ القَتْلِ بَعْدَمَا حَلَّ قَتْلُهُ أَي صارَ وَقتُهُ وَهُوَ مجاز. اهـ الفقير .

([16]) قوله (حتى يصح إيمانه) متوافق مع الإجماع المنعقد على عدم اعتبارِ تصديقِ الكافرِ بقلبه إلا إذا اقترن بالنطق بالشهادة. قال القاضي عياض والنووي في شرحَيهما على مسلم: اتَّفَقَ أَهلُ السُّنَّةِ مِنَ المـُحدثين والفقهاءِ والمتكلمينَ على أَنَّ الْمُؤْمِنَ الَّذِي يُحكمُ بأنَّهُ مِنْ أهل القبلةِ ولا يَخْلُدُ فِي النَّارِ لا يكونُ إلا من اعتقد بقلبِه دينَ الإسلام اعتقادًا جازمًا خاليًا من الشكوك ونطق بالشهادتين فإن اقتصرَ على إِحْداهُما لم يكن من أهلِ القبلة أصلا إلا إذا عجز عن النطق لخلل في لسانه أو لعدم التمكن منه لِمُعَاجَلَة المنية -لمرض سكرات الموت قبل معاينة ملك الموت- أو لغير ذلك فإنه يكون مؤمنا أهـ واللفظُ للنووي. قال شيخُنا الهررى فما قاله بعض الشافعية -كالغزالي وشراح الجوهرة وبدء الأمالي وعقيدة العوام من المعاصرين- مَن أنه يكفي الكافرَ التصديقُ بالقلب من غير النطق باللسان ليكون الله مؤمنًا خَرق للإجماع المنعقدِ قبلَهُ فلا يُقامُ له وزن ولا ينفعه تقوية بعض المتأخرين له بلا تحقيق اهـ الفقير.

([17]) قوله (جَدُّهُ) أَيْ عَظَمَتُهُ كما في قوله تعالى في سورة الجِنِّ {وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبَّنَا} أي عَظَمَتُهُ . الفقير .

(بدأ البيهقي بإثبات العلم بالله ودليلُه والنطق بالشهادتين لمن بلغه والأن يتكلم على إثبات وجود العالم وأن له مُحْدِثا قريب لطريقة النسفي وهذه طريقة النقاط الثمانية: إثباتُ وجودِ العالم، وإثبات أن صفات العالم حادثة، وإثبات أن للعالم مُحدِثًا لا يُشبهُه، وإثباتُ أنه أرسلَ أنبياء، وإثبات معجزاتهم، وأنه بالخبر المتواتر بلغنا عنهم كذا وكذا)

([18]) قولُه تعالى (وَاخْتِلَافِ الَّيْلِ وَالنَّهَارِ) قال الطبري أي تعاقبِ الليلِ والنهار عليكم أيها الناسُ والاختلافُ افتعال من خُلوف كل واحد منهما الآخرَ بمعنى أن كل واحدٍ منهما يَخلُف مكانَ صاحبه إذا ذهب الليلُ جاء النهارُ بعدَه وإذا ذهب النهارُ جاء الليلُ خَلْفَهُ اهـ الفقير.

([19]) قوله تعالى {وَالْفُلْكِ} قال الطبرى أي السُّفُنِ واحده وجمعه بلفظ الفُلْكِ وَيُذَكَّرُ ويُؤَنث اهـ الفقير.

([20]) قوله تعالى {لَآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْقِلونَ} قال عطاءٌ بِهَذَا تَعْلَمُونَ أَنَّهُ إِلَهُ وَاحِدٌ وَأَنَّهُ إِلَهُ كُلِّ شَيْءٍ وَخَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ اهـ وقال الإمام الشافعي كلُّ ذلك دليلٌ على أن الله واحد لا شريك له اهـ وقالَ للمُزَنِي ارجع إلى الله وإلى قوله ﴿إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾ الآية فاستدلَّ بالمخلوق على الخالق ولا تتكلف عِلْمَ ما لم يبلغه عقلُك اهـ ففي الآيةِ حثٌّ على الرجوع إلى دليل العقل في معرفةِ الله تعالى وأمرٌ بالاعتمادِ عليه. الفقير.

وقولُهُ {يَعْقِلُونَ} أَي يَعْتَبِرُونَ ما فيها مِنَ الأدلة والحجج وأنه لا تجوز العبادة إلا لمن يقدر على هذا. قال ابن عباس وغيره: يريدُ أهل الإيمان وهم أهلُ العقل ِالذين لم يجعلوا الله نِدا اهـ > سيرة الانبياء والصالحين:

تابع هوامش الكتاب

قال العلماء: والعقلُ يقضى ويحكُمُ أَنَّ الأمورَ ثلاثةٌ إما واجبٌ وهو ما لا يقبل الانتفاءَ أصلا لذاته وهو اللهُ تعالى (وصفاتُه) وإما مستحيلٌ وهو ما لا يقبلُ الوجودَ كالشريك الله وإما جائزٌ أو ممكنٌ وهو ما يقبلُ الوُجودَ والعدمَ ككلِّ ما في هذا العالمِ من المخلوقات. الفقير. (ليس كل إنسان يستعمل العقلَ استعمالا صحيحا)

([21]) الحديث رواه ابن أبي حاتم في تفسيره والبيهقي فِي الشَّعَبِ وقال فِي الدُّرِّ المنثور إنه أخرجه أيضًا وَكِيعٌ وَالفِرْيَابِيُّ وَءَادَمُ بن أَبِي إِياس وَسَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ وَابْنُ جَرِيرٍ وَابْنُ الْمُنْذِرِ وَأَبُو الشَّيْخ في العظمة. الفقير.

([22]) قوله (الصور) هكذا في نسخة الأصل وفي بعض النسخ (الصورة). الفقير.

([23]) قوله (تصريف الرياح والسحاب) قال في التاج تحويلها من وَجْهِ إِلَى وَجْهِ وَمِن حال إلى حالٍ، قَالَ اللَّيْثُ تَصْرِيفُ الرِّياحِ صَرْفُها من جهةٍ إلى جهة وكذلك تَصْرِيفُ السُّيُولِ والخُيُولِ والأُمورِ والآيَاتِ. وَقَالَ غَيرُه تَصْرِيفُ الرِّيَاحِ جَعْلُهَا جَنُوبا وشَمالاً وصَبًا ودَبُورًا فَجَعَلَها ضُرُوبًا فِي أَجناسِها اهـ الفقير. مقروء

([24]) قوله (عتاد) قال في التاج: العَتاد العُدَّةُ لأَمْرِ مَا تُهَيِّنُهُ لَهُ اهـ الفقير. (كعتاد النجار وعتاد الحداد)

([25]) قوله (مبسوطة) هكذا في نسخة الأصل والبرقوقية وأما في نسخة أخرى فالمُثبت (ممدودة) اهـ الفقير. (أي مهيأة واسعةٌ تشبه الكرة إلى الطول من طرفيها)

([26]) قوله (منضودة) أي مجعولة إحداها قرب الأخرى أي في رأي العين. الفقير.
([27]) قوله ( كالذخائر) جمع ذخيرة وهو ما ادُّخِر اهـ قاله في التاج. الفقير. (أي حُفظَ داخل الأرض)
([28]) قوله (وضروب النَّبَاتِ) أي أنواعه. الفقير.

([29]) قوله (المرافق) جمع مرفق بكسر الميم وفتح الفاء وبالعكس وهو ما يُرتفق به أي يُستعان به. الفقير. (في حمل المتاع وحمل الماء في حفر البئر وإخراج الماء منه. المراكب التي يركبُها الإنسان)

([30]) (كان الخطابي من الأصوليين الحفاظ الأشاعرة المنزهين وشرحه على البخاري من الشروح اللطيفة ليست الواسعة كان الشيخ يحث على اعتماد النسخ المضبوطة)

([31]) قوله تعالى ﴿وَأَنْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ﴾ دعوةٌ لهم للتفكرِ في أنه لعلَّ آجالَهُمْ أَي منيتَهم قد اقتربت فليحذروا أن يهلِكوا على كُفْرِهِمْ وَيَصِيرُوا إلى عذاب الله وأَليمِ عِقابه اهـ قاله الطبري. قوله تعالى ﴿فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ﴾ قال الطبري: فبأي تخويفٍ وتحذيرٍ ترهيب بعد تحذير محمد ﷺ وترهيبِه الذى أتاهم به من عند الله في آي كتابه يصدقون إن لم يُصدِّقوا بهذا الكتاب الذى جاءهم به محمد ﷺ من عند الله تعالى اهـ الفقير ({وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ} أي أن يتفكروا بما خلق الله من غير السموات والأرض، ما ليست للنفي)

([32]) قوله (محلا للحوادث) أى قابلة لتوالى التغيرات عليها وللاتصاف بالصفات الحادثة. الفقير.

([33]) قوله (هيئته) هو ما في بعض النسخ وفى بعضها كالبرقوقية (هيئةٍ) وأما نسخة الأصل فالموضع ساقط منها. الفقير. (أي على الهيئةِ التي خصَّها الله بها)

([34]) قوله (كما استدل إبراهيم إلخ) أى حين استدل عليه السلام على قومه بتغير النجم والقمر والشمس وانتقالها من حال إلى حال ومن مكان إلى مكان على حدوثِها وحاجتها إلى خالق خلقها فإن أفول كل منها في الحقيقة ليس إلا تحوُّلا من سماءِ أرض إلى سماء أرض أخرى ليس فيه فقْدُ قوَّةٍ ولا عدَمُ ضَوء. الفقير.