عملنا لله تعالى
علم الدين طريق الجنة
《لِمَاذَا الْجِنِّيُّ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَدْخُلَ فِي أَحَدٍ مِنْ الْأَنْبِيَاءِ؟》
الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى سَيِّدِ الْمُرْسَلِينَ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ، وَبَعْدُ:
اللهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى حَفِظَ الْأَنْبِيَاءَ مِنْ أَشْيَاءَ، حَفِظَهُمْ مِنَ الْكُفرِ، حَفِظَهُمْ مِنَ الْوُقُوعِ فِي الْكَبَائِرِ، حَفِظَهُمْ مِنَ الْوُقُوعِ فِي الْمَعَاصِي الصَّغِيرَةِ الَّتِي فِيهَا خِسَّةٌ وَدَنَاءَةٌ كَسَرِقَةِ لُقْمَةِ طَعَامٍ أَوْ حَبَّةِ عِنَبٍ. اللهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى حَفِظَ الْأَنْبِيَاءَ مِنْ أَنْ يَدْخُلَ فِيهِمُ الشَّيْطَانُ. لَا يَسْتَطِيعُ الشَّيْطَانُ أَنْ يَدْخُلَ فِي نَبِيٍّ مِنْ الْأَنْبِيَاءِ، قَالَ اللهُ تَعَالَى: {إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ}، يَعْنِي عِبَادَ اللهِ الصَّالِحِينَ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَتَسَلَّطَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ، لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَغْلِبَهُمُ الشَّيْطَانُ، لَا يَسْتَطِيعُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُغْرِقَهُمْ فِي مَعْصِيَةِ اللهِ، فَكُلُّ نَبِيٍّ مِنْ الْأَنْبِيَاءِ لَا يَسْتَطِيعُ الشَّيْطَانُ أَنْ يَدْخُلَ فِيهِ. احْفَظُوا هَذَا وَاعْرِفُوهُ وَعَلِّمُوهُ النَّاسَ. لَا يَسْتَطِيعُ الشَّيْطَانُ أَنْ يَسِيطَرَ عَلَى نَبِيٍّ وَلَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَدْخُلَ فِي جِسْمِ نَبِيٍّ. حَصَلَتْ حَادِثَةٌ، بَعْضُ النَّاسِ قَالُوا فِيهَا بِقَوْلٍ بَاطِلٍ، مَا هِيَ هَذِهِ الْحَادِثَةُ؟ الرَّسُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ عَلَى بَعْضِ الصَّحَابَةِ، كَانَ يَقْرَأُ قَوْلَ اللهِ تَعَالَى وَكَانَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ فِي الصَّلَاةِ: {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَىٰ • مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَىٰ}. الشَّيْطَانُ فِي جِهَةِ الْمُشْرِكِينَ فِي جِهَةٍ يَسْمَعُهَا الْمُشْرِكُونَ قَالَ بِلِسَانِ نَفْسِهِ – لَيْسَ الرَّسُولُ قَالَ – الشَّيْطَانُ بِلِسَانِ نَفْسِهِ فِي جِهَةٍ يَسْمَعُهَا الْمُشْرِكُونَ قَالَ: تِلْكَ الْغَرَانِيقُ الْعُلَى وَإِنَّ شَفَاعَتَهُنَّ لَتُرْتَجَى، فَقَالَ الْمُشْرِكُونَ مُحَمَّدٌ يَمْدَحُ آلِهَتَنَا مَا كَانَ يَفْعَلُ قَبْلَ ذَلِكَ، فَلَمَّا سَجَدَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَجَدُوا. الرَّسُولُ مُسْتَحِيلٌ أَنْ يَقُولَ هَذَا الْكَلَامَ، وَالرَّسُولُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ مُسْتَحِيلٌ أَنْ يُجْرِيَ الشَّيْطَانُ عَلَى لِسَانِهِ كَلَامًا لَا يُرِيدُ قَوْلَهُ. فِي بَعْضِ الْكُتُبِ مَكْتُوبٌ كَلَامٌ فَاسِدٌ، مَكْتُوبٌ أَنَّ الشَّيْطَانَ أَجْرَى عَلَى لِسَانِ النَّبِيِّ تِلْكَ الْغَرَانِيقُ الْعُلَى وَإِنَّ شَفَاعَتَهُنَّ لَتُرْتَجَى، فَلَمَّا سَجَدَ الرَّسُولُ فَرِحَ الْمُشْرِكُونَ وَسَجَدُوا، وَهَذَا كَذِبٌ بَاطِلٌ فَاسِدٌ وَاعْتِقَادُهُ فَاسِدٌ. قَالَ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ كَالْفَخْرِ الرَّازِيِّ: “مَنْ اعْتَقَدَ أَنَّ الشَّيْطَانَ أَجْرَى كَلَامًا عَلَى لِسَانِ النَّبِيِّ كَفَرَ”، وَهَذَا الْكَلَامُ مَوْجُودٌ فِي بَعْضِ الْكُتُبِ،
لِذَلِكَ أُحَذِّرُكُمْ مِنْ الْمُطَالَعَةِ فِي الْكُتُبِ بِأَنْفُسِكُمْ بِدُونِ مُعَلِّمٍ ثِقَةٍ تَقْرَءُونَ عَلَيْهِ هَذِهِ الْكُتُب، أَوْ قَبْلَ أَنْ تَصِلُوا إِلَى مَرْحَلَةِ التَّمْييزِ، وَيُعْرَفُ أَنَّ هَذِهِ النُّسْخَةَ الَّتِي فِي يَدِكَ بِقَوْلِ عَالِمٍ ثِقَةٍ هِيَ نُسْخَةٌ مُحَرَّرَةٌ خَالِيَةٌ مِنْ الْأَخْطَاءِ. الْعِلْمُ أَحِبَّتِي لَا يُطْلَبُ بِمُجَرَّدِ الْمُطَالَعَةِ فِي الْكُتُبِ. الْعِلْمُ فِي الصُّدُورِ وَلَيْسَ فِي السُّطُورِ، الْعِلْمُ مَا حَوَاهُ الصَّدْرُ لَا مَا حَوَاهُ الْقِمَطْرُ. الْعِلْمُ يُؤْخَذُ بِالتَّلَقِّي مُشَافَهَةً مِنْ أَفْوَاهِ أَهْلِ الْعِلْمِ الثِّقَاتِ، كَمَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “أَيُّهَا النَّاسُ تَعَلَّمُوا وَإِنَّمَا الْعِلْمُ بِالتَّعَلُّمِ وَإِنَّمَا الْفِقْهُ بِالتَّفَقُّهِ”. هَكَذَا يَكُونُ طَلَبُ الْعِلْمِ مِنْ أَهْلِ الْمَعْرِفَةِ الثِّقَاتِ بِالْمُشَافَهَةِ، وَاللهُ تَعَالَى أَعْلَمُ وَأَحْكَمُ.
الشَّيخ الدُّكتور نبيل الشريف حَفِظَهُ اللهُ تعالى وغَفرَ اللهُ لهُ وللمُؤمِنِينَ والمُؤمِنات.
