مسألة مهمّة: ما يجوزُ وما لا يَجوزُ التَّسميةُ بِه
قال شيخُنا العبدري رحمه اللهُ:
عِزَّةُ اللهِ صِفَةٌ مِن صِفَاتِ اللهِ لا يُوصَفُ بِهَا المَخْلُوقُ فَلا يَجُوزُ أَنْ يُسَمَّى شَخْصٌ عِزَّةَ اللهِ وَمَن سَمَّى إِنْسَانًا بِذَلِكَ يَكْفُرُ إنْ فَهِمَ المَعْنَى، أمَّا رَحْمَةُ اللهِ يَجُوزُ، رِزْقُ اللهِ يَجُوزُ. ﴿وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ﴾ أَيْ لَهُ العِزَّةُ أَيْ مَوْصُوفٌ بالعِزَّةِ.
وَكَذَلِكَ لا يَجُوزُ تَسْمِيَةُ الشَّخْصِ بِوَحِيدِ اللهِ. وَكَذَلِكَ لا يَجُوزُ تَسْمِيَةُ الشَّخْصِ بِبِسْمِ اللهِ وَمَن سَمَّاهُ بِذَلِكَ يَكْفُرُ، أمَّا مَن سَمَّى وَلَدَهُ بِسْمِ اللهِ وَلَم يَفْهَم فَسَادَ المَعْنَى إلا التَّبَرُّكَ باسْمِ اللهِ فَلا يَكْفُر.
وَكَذَلِكَ لا يَجُوزُ تَسْمِيَةُ الشَّخْصِ بِكَلِيمِ اللهِ وَمَن سَمَّى نَفْسَهُ بِذَلِكَ كأَنَّهُ يَدَّعِي النُّبُوَّةَ.
ومَن سَمَّى نَفْسَهُ سَيِّدَ البَشَرِ إنْ فَهِمَ المَعْنَى كَفَرَ أَمَّا مَن سَمَّى نَفْسَهُ أَمِيرَ البَشَرِ أَهْوَنُ.
كَذَلِكَ لا يَجُوزُ تَسْمِيَةُ الشَّخْصِ قَرِيبَ اللهِ، مَن فَهِمَهُ علَى الظَّاهِرِ يَكْفُرُ. أَمَّا جَارُ اللهِ مَعْنَاهُ جَارُ مَكَّةَ جَارُ بَيْتِ اللهِ أَيِ الكَعْبَةِ، الزَّمَخْشَرِيُّ المَلْعُونُ مَعْرُوفٌ باسْمِ جَارِ اللهِ لأنَّهُ جاوَرَ مَكَّةَ زَمَانًا. أمَّا تَسْمِيَةُ “الجَارُ اللهُ” فَهُوَ كُفْرٌ لأنَّه مَعْنَاهُ اللهُ جَارٌ كالذِي يَقُول العَبْدُ اللهُ، فيَكْفُرُ مَن فَهِمَ المَعْنَى وأطْلَقَهُ.
أَمَّا تَسْمِيَةُ العَبْدُ اللَّطِيفُ قَد يُفْهَمُ مِنهُ العَبْدُ المُتَواضِعُ رَحِيمُ القَلْبِ فَلا يَكُون كُفْرًا، أَمَّا إذَا أَرَادُوا باللَّطِيفِ “اللهَ” وقَالُوا “العَبْدُ اللَّطِيفُ” فَهُو كُفْرٌ، فيَكْفُرُ مَن فَهِمَ المَعْنَى وأطْلَقَهُ.
أمَّا رَامَ اللهَ مَعْنَاهُ قَصَدَ اللهَ هَذَا مَا فِيهِ كُفْرٌ.
