أبو علي الأهوازي من السالمية فرقة تجمع بين أقوال المعتزلة والمجسمة و الصوفية الاتحادية

أبو علي الأهوازي المتوفى سنة 446 هجري

هو أبو علي الحسن بن علي بن إبراهيم بن يزداد بن هرمز الأهوازي، ولد سنة 362 هجري.

اشتهر بالقراءات، لكنه لم يكن بالمتقن ولا المجود.

قال الذهبي في السير: “كان رأسا في القراءات ، معمرا ، بعيد الصيت ، صاحب حديث ورحلة وإكثار وليس بالمتقن له ، ولا المجود ، بل هو حاطب ليل ، ومع إمامته في القراءات فقد تكلم فيه وفي دعاويه تلك الأسانيد العالية”. انتهى

و قال محمد بن طاهر الملحي :” كنت عند رشأ بن نظيف في داره على باب الجامع، فاطلع منها وقال : قد عبر رجل كذاب. فاطلعت فوجدته الأهوازي”. انتهى

ورشأ بن نظيف هو أحد كبار القراء، انتهت إليه الرئاسة في قراءة «الشاميين».

والأهوازي وهاه أيضا المقرء ابن خيرون القيرواني.

كما كان للأهوازي تصانيف عدة جمع فيها بين الأكاذيب والأباطيل.

قال الذهبي في السير: “جمع سيرة لمعاوية ، و ” مسندا ” في بضعة عشر جزءا ، حشاه بالأباطيل السمجة” . انتهى

وقال الذهبي أيضا في ميزان الاعتدال: ” قال علي بن الخضر العثماني: تكلموا في أبي علي الأهوازي، وظهر له تصانيف زعموا أنه كذب فيها”. انتهى

بل كان الأهوازي مشهورا أيضا بين المحدثين بالضعف والكذب والوضع.

قال عبد الله بن أحمد بن السمرقندي : قال لنا أبو بكر الخطيب : أبو علي الأهوازي كذاب في القراءات والحديث جميعا .

والخطيب البغدادي هو تلميذ الأهوازي، وهو من أعلم الناس بحاله.

وقال ابن العماد الحنبلي:” الأهوازي ضعيف.

وقال ابن عساكر عقيب حديث كذب : الأهوازي متهم .

وقال ابن عساكر في تبيين كذب المفترى: لا يستبعدن جاهل كذب الاهوازي فيما أورده من تلك الحكايات فقد كان من أكذب الناس فيما يدعى من الروايات في القراءات .

وقال ابن تيمية في مجموع الفتاوى :”وهذا يقوله -يعني عدم قبول توبة الداعي إلى البدعة- طائفةٌ مِمَّن ينتسب إلى السنَّة والحديث وليسوا من العلماء بذلك، كأبي علي الأهوازي وأمثاله، مِمَّن لا يُميِّزون بين الأحاديث الصحيحة و الموضوعة، وما يُحتجُّ به وما لا يُحتجُّ به، بل يروون كلَّ ما في الباب مُحتجِّين به”.

و قال الاستاذ عبد الحميد بن علي أبو الزنيد – من جامعة محمد بن سعود – في تحقيقه لكتاب التقريب والارشاد للباقلاني: “ان الأهوازي مثل التوحيدي مردود الشهادة لعدم تزيكة أهل العلم له من محدثين وغيرهم. ويكفيه قبحًا تجرؤه على وضع الأحاديث على رسول الله صلى الله عليه وسلم”. انتهى

وقد كان الأهوازي من السالمية، وهي فرقة تجمع بين أقوال المعتزلة والمجسمة و الصوفية الاتحادية.

قال ابن عساكر: ” كان على مذهب السالمية يقول بالظاهر ، ويتمسك بالأحاديث الضعيفة التي تقوي رأيه”. انتهى

وقال ابن تيمية في مجموع الفتاوى: ” وكان أبو علي الأهوازي من السالمية فنسبهم طائفة إلى الحلول ” .ا.هـ.

والسالمية فرقة حذر منها عبد الله الخليفي شيخ الحدادية حيث قال: “ظهر جزءٌ منسوب للنووي في الحروف والأصوات رأيت من يزعم أنه قرر فيه عقيدة السلف والصواب أنه قرر عقيدة السالمية”. انتهى

ولا شك أن الأهوازي مجسم يروي الموضوعات في العقائد، وله كتاب بعنوان ” البيان في شرح عقد أهل الإيمان”، وهو مخطوط بدار الكتب الظاهرية بدمشق.

قال الحافظ ابن حجر في ترجمة الأهوازي في لسان الميزان: “وقال ابن عساكر: جمع كتاباً سمَّاه: “شرح البيان في عقود أهل الإيمان” ، أودعه أحاديث منكرة، كحديث: إنَّ الله لَمَّا أراد أن يخلق نفسه خلق الخيل فأجراها حتى عرقت، ثمَّ خلق نفسه من ذلك العرق، وغير ذلك مِمَّا لا يجوز أن يُروى ولا يحلُّ أن يُعتقد، وكان مذهبُه مذهبَ السالمية، يقول بالظاهر ويتمسَّك بالأحاديث الضعيفة لتقوية مذهبه، وحديث إجراء الخيل موضوع، وضعه بعضُ الزنادقة ليشنِّع به على أصحاب الحديث في روايتهم المستحيل، فحمله بعضُ مَن لا عقل له ورواه، هو مِمَّا يُقطع ببطلانه شرعاً وعقلاً

وقال ابن تيمية : ” وكذلك أبو علي الأهوازي له مصنف في الصفات قد جمع فيه الغث والسمين “. انتهى

و قال الذهبي في السير: “وألف كتابا طويلا في الصفات فيه كذب ، ومما فيه : حديث عرق الخيل وتلك الفضائح”. انتهى

وقال الذهبي أيضا في ميزان الاعتدال: “ومما في الصفات له: حدثنا أبو حفص بن سلمون، حدثنا عمرو بن عثمان، حدثنا أحمد بن محمد بن يوسف الأصبهاني، حدثنا شعيب بن بيان الصفار، حدثنا عمران القطان، عن قتادة، عن أنس – مرفوعا: إذا كان يوم الجمعة ينزل الله بين الأذان والإقامة عليه رداء مكتوب عليه: إنني أنا الله لا إله إلا أنا، يقف في قبلة كل مؤمن مقبلا عليه، فإذا سلم الامام صعد إلى السماء.

وروى عن ابن سلمون بإسناد له: رأيت ربى بعرفات على جمل أحمر، عليه إزار”. انتهى

فهذه هي سيرة هذا الأهوازي السالمي المجسم الحلولي، الذي قال عنه ابن المبرد في جمع دساكره أنه كان مجانبا للإمام الأشعري واستظهر به على أهل السنة فقال عنه: ” ومنهم أبو علي الأهوازي المقرىء، الإمام ، الحافظ المحدث، كان ذاما لهم مجانبا لهم”. انتهى