أكاذيب ابن المبرد الحنبلي في كتابه جمع الجيوش والدساكر

أكاذيب ابن المبرد الحنبلي المتوفى سنة 909 هـجري في كتابه جمع الجيوش والدساكر

الجزء الأول : ذكر بعض من زعم ابن المبرد أنه مجانب للأشاعرة

ابن المبرد الحنبلي هو واحد من كبار متصوفة الحنابلة، وهو وفق أصول الوهابية زنديق مشرك.

راجع الرابط التالي:

https://www.facebook.com/share/p/158hPtY7Ec/

لكن، بما أنه ألف كتاب جمع الجيوش والدساكر في الرد على ابن عساكر، ذم فيه عموم الأشاعرة، فقد مدحوه وعظموه، ورغم تصوفه فهم يعتبرونه من الثقات، لا من المبتدعة.

وقد قد حكى ابن المبرد عن نفسه أنه لقيَ أكثر من ألف شيخٍ من أصحابه ومشيخته يجانبون الأشاعرة ويذمونهم في مجالسهم، فقال بزعمه: “وقد رأينا في أصحابنا ورفقائنا ومن اشتغل معنا أكثرَ من ألف واحد على مجانبتهم ومفارقتهم، والوقوع فيهم، وما تركنا ممن تقدم أكثرُ ممن ذكرنا”. انتهى

ومن هؤلاء الذين ذكرهم:

– ابن قندس الحنبلي وهو من الصوفية، قال عنه السخاوي في الضوء اللامع: “صَارَ متبحرا فِي الْفِقْه وأصوله وَالتَّفْسِير والتصوف والفرائض والعربية والمنطق والمعاني وَالْبَيَان مشاركا فِي أَكثر الْفَضَائِل”. انتهى

– ابن مفلح الحنبلي: ولا يُعلم كيف كان ابن مفلح مجانبا للأشعرية وقد كان ينقل في كتبه من كلام أبي المعالي الجويني وعامة الأشعرية، فقد قال مثلا في ” أُصُوله “: “يجوز التَّكْلِيف بِمَا يعلم الله أَن الْمُكَلف لَا يُمكن مِنْهُ، مَعَ بُلُوغه حَال التَّمَكُّن، عِنْد القَاضِي، وَابْن عقيل، وَأبي الْخطاب، وَقَالَ: ” إِنَّه يَقْتَضِيهِ مَذْهَب أَصْحَابنَا “، فَلهَذَا يعلم الْمُكَلف بالتكليف قبل وَقت الْفِعْل وفَاقا للأشعرية وَغَيرهم، وَذكره بعض أَصْحَابنَا إِجْمَاع الْفُقَهَاء”. انْتهى.

هذا و قد صدّر ابن المبرد كتابه بقصة أبي الحسن البربهاري مع الإمام الأشعري، وهي قصة مكذوبة مفتراة، كما في الرابط التالي:

https://www.facebook.com/share/19xb3uL6zL/

وختمه بذكر جمال الدين يوسف بن محمد المرداوي صاحب كتاب الإنصاف، مع أنه في عداد القبوريين عند الوهابية.

ثم قال ابن المبرد بعد ذلك: “فهذه لعمرك الدساكر لا العسكر الملفَّق الذي لفَّقه ابن عساكر بالصدق والكذب الذين لا يبلغون خمسين نفسا بمن قد كذب عليهم، ولو نطوّل تراجم هؤلاء كما قد أطال في أولئك لكان هذا الكتاب أكثر من عشر مجلدات، ووالله ثم والله لما تركنا أكثر ممن ذكرنا، ولو ذهبنا نستقصي ونتتبع كل من جانبهم من يومهم إلى الآن لزادوا على عشرة آلاف نفس”. انتهى

وقد كذب ابن المبرد في ما ادعاه على ابن عساكر، فلو جمع ابن المبرد أهل ملته من جن وانس لما تحصل على هذا العدد، إلا إذا استظهر بأهل الفرق الأخرى كالرافضة والقرامطة والمعتزلة والخوارج والقدرية. وقد أورد تاج الدين السبكي في طبقات الشافعية الكبرى أسماء من ذكرهم ابن عساكر، ثم قال التاج السبكي: ” فهذه جملة من ذكرهم الحافظ في التبيين، وقال (الحافظ) لولا خوفي من الإملال والإسهاب لتتبعت ذكر جميع الأصحاب، وكما لا يمكنني إحصاء نجوم السماء كذلك لا أتمكن من استقصاء جميع العلماء مع انتشارهم في الأقطار والآفاق من المغرب والشام وخراسان والعراق”.

ثم قال التاج السبكي: “ولقد أهمل على سعة حفظه من الأعيان كثيرا وترك ذكر أقوام كان ينبغي حيث ذكر هؤلاء أن يشمر عن ساعد الاجتهاد في ذكرهم تشميرا… ثم أضاف التاج السبكي جملة من أعيان علماء الأمة ممن فات ابن عساكر ذكره، وممن تأخر عنه”. انتهى

والحقيقة أن هذا التأليف ملأه ابن المبرد بالتزوير والافتراءات، حيث حشد طائفةً كبيرةً من الأعلام في كتابه، زعمَ أنّهم مجانبون للأشاعرة، مع أنهم من أعيان الأشعرية وسلفِهم، أو من الموافقين لهم، ومن هؤلاء:

-أبو حامد أحمد بن عامر بن بشر، أبو حامد المرْوَرُوذِي 362هــ، تلميذ أبي إسحاق المرْوَزي 340هــ الّذي هو في علم الكلام تلميذٌ لكل من: أبي الحسن الأشعري وأبي العباس ابن سريج المتوفى سنة 306 هــجري

-أبي علي زاهر بن أحمد السرخسي 389هــ من تلاميذ أبي الحسن الأشعري

-أبو عبد الله الحليمي، الإمام الحافظ الشهير، أستاذ البيهقي، وصاحب كتاب المنهاج في شعب الإيمان 403هــ

-أبو الطيب سهل بن محمد الصعلوكي 404هــ من تلاميذ أبي إسحاق المروزي في علم الكلام الأشعري

-أبو عبد الله الحاكم صاحب المستدرك 405هــ

https://www.facebook.com/share/p/15phfp1TAw/

-أبو حامد الإسفراييني 406هــ

-أبو عبد الرحمن السُّلمي، شيخ الصوفية وصاحب التصانيف 412هــ

-أبو علي ابن شاذان، الحسن بن أحمد بن إبراهيم 426هـ

-أبو عمر الطلمنكي المالكي https://www.facebook.com/share/p/1CxPjWs3cM/

-أبو نعيم الأصفهاني الصوفي صاحب الحلية 430 هــجري وهو أشعري كما لا يخفى على أحد.

-أبو إسحاق الشيرازي الشافعي الأشعري 476هــ الإمام الشهير، له كتاب “الإشارة” المشهور، في علم الكلام الأشعري، وله عقيدة أهل السنة والجماعة مطبوعة في بداية كتاب شرح اللمع طبعة دار الغرب، وله كتاب عقيدة السلف مطبوعة في بداية كتاب المعونة في الجدل له، طبعة دار الغرب.

– الدارقطني:

راجع الرابط التالي:

https://www.facebook.com/share/p/15ZZ3cLxZg/

وعليه فإن أغلب الذين ذكرهم ابن المبرد في كتابه وزعم أنهم مجانبون للأشاعرة:

-إما أنهم أشاعرة مشهورون، كأبي إسحاق المروزي والسرخسي وابن سريج وأبي إسحاق الشرازي..إلخ

-أو أنهم لم يُنسب لهم انتماء عقائدي…فألبسهم عقيدته

-أو أنهم أشاعرة ولكنهم لم يؤلفوا في علم الكلام، فظن أن عدم التأليف يعني أنهم مجانبون لهم

-أو أنهم أشاعرة ولكنهم ألفوا كتبا كلامية وفوضوا فيها الآيات والأحاديث والآثار من غير ذكر الأدلة والتقسيمات العقلية، كأبي عثمان الصابوني وأبي بكر الإسماعيلي وأبي بكر البيهقي وغيرهم. فظن ابن المبرد أنّ الاختلاف في طريقة التأليف يعني اختلافا في العقيدة

-أو أنهم حنابلة لم يُعرَف عنهم أنهم يخالفون الأشاعرة، فزعم أنهم مجانبون للأشاعرة بلا دليل، ظنا منه أن كل حنبلي فهو بالضرورة مخالف للأشاعرة، حتى إنه زعمَ أنّ أبا محمد رزق الله بن عبد الوهاب التميمي كان مجانبا لهم، والحقيقة أنه كان محبا للأشاعرة موافقا لهم، هو وأعمامه وأهل بيته، وقد كانوا كلهم على طريقة الباقلاني ومن أصحابه.

راجع الرابط التالي:

https://www.facebook.com/share/p/15o1kj4JZe/

-فئة قليلة كانوا بالفعل من الحشوية أوالكرمية، أو المشبهة، أو المجسمة كابن القيم وابن تيمية و الزنديق الحلولي أبو اسماعيل الهروي.

– بعض المجاهيل: نص على ذلك محقق كتاب جمع الجيوش والدساكر.