الصوفية الحق
قال الإمام عبدُ الكَريم القُشَيْرِي في الرسالة القشيريةُّ: اعْلَمُوا ـ رَحِمَكُمُ اللهُ ـ أَنَّ شُيُوخَ هَذِهِ الطَّائِفَةِ بَنَوْا أَمْرَهُمْ عَلَى أُصُولٍ صَحِيحَةٍ فِي التَّوْحِيدِ، وَصَانُوا عَقَائِدَهُمْ عَنِ البِدَعِ، وَدَانُوا بِمَا وَجَدُوا عَلَيْهِ السَّلَفَ وَأَهْلَ السُّنَّةِ مِنْ تَوْحِيدٍ لَيْسَ فِيهِ تَمْثِيلٌ وَلَا تَعْطِيلٌ. انتهى
قال الفقيه الصوفي ابو محمد عبد المعطي بن محمود اللخمي الإسكندري المالكي المتوفى سنة 638 هجري في شرح الدلالة على فوائد الرسالة للقشيري معقبا على كلام القشيري : مَقْصُودُ هذا الفصل ان الامام وفقه الله حقق أَنَّ أَهْلَ التَّصَوُّفِ سَلَكُوا السُّنَّةَ فيِ الاعْتِقَادِ، وَمَا دَرَجَ عَلَيْهِ الصَّدْرُ الأَوَّلُ مِنْ أَفْضَلِ العِبَادِ مِنَ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ، وَأَنَّهُمْ سَلَكُوا الصِّرَاطَ المُسْتَقِيمَ، فَلَمْ يَمِيلُوا إِلَى التَّشْبِيهِ وَالتَّمْثِيلِ، كما مال إليه اهل الضلال من القائلين بِقِدَمِ العَالَمِ وَالتَّعْطِيل و الضلالِ، و أَثْبَتُوا الحَقِّ سُبْحَانَهُ بِدَلِيلِ أَفْعَالِهِ الدَّالَّةِ عَلَى وُجُودِهِ وَكَمَالِ صفاته المنزه عن مماثلة مخلوقاته و المخالف لها مخالفة مطلقة. انتهى

