بيان صحة حديث “لتفتحن القسطنطينية فلنعم الأمير أميرها ولنعم الجيش ذلك الجيش”
هذا الحديث ذكره النبي عن فتح القسطنطينية وهي معجزة من معجزاته صلى الله عليه و سلم، فقد فُتحت القسطنطينية و الذي فتحها هو السلطان العثماني محمد الفاتح.
وهذه النبؤة قد تحققت بعد العصر العباسي
والحديث هو من جملة الأدلة التي احتج بها العلماء المحققون على أن الفرقة الناجية هم الأشاعرة و الماتريدية. فمحمد الفاتح كان ماتريدي المعتقد و كذلك الجيش الذين كانوا معه كلهم أشاعرة و ماتريدية.
هؤلاء مدحهم النبي صلى الله عليه و سلم بنص الحديث وهو لا يمدح أناسا يخالفونه في العقيدة.
وقد تلقي المسلمون في أقطار الأرض خبر فتح القسطنطينية بفرح عظيم فمن ذلك ما نقله ابن إياس عن وصف البهجة التي عمت الديار المصرية في فترة حكم السلطان المملوكي الأشرف أبو النصر سيف الدين إينال العلائي الظاهري، وهذا خير دليل على أن الفتح كان حدثا مبارك سر به المسلمون.
هذا الحديث رواه احمد في مسنده و البخاري في التاريخ الكبير والأوسط والبغوي وابن قانع كلاهما في معجم الصحابة والطبراني في الكبير وابن منده في معرفة الصحابة وأبو نعيم والحاكم في المستدرك وقال عقبه: حديث صحيح الإسناد؛ ووافقه الحافظ الذهبي على تصحيحه، وقال الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد: رواه احمد والبزار والطبراني ورجاله ثقات.
ولا عبرة بكلام من ضعف الحديث لمخالفته مشربه العقدي كشعيب الأرناووط و الألباني وغيرهم لأن التصحيح و التضعيف هو وظيفة الحفاظ لا غير و هؤلاء دون تلك المرتبة.
1- السند الأول للحديث:
السند الأول للحديث ذكره الحافظ الثقة أبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي شيبة الكوفي المتوفى سنة 235 هجري عن:
* زيد بن الحباب : كوفي وثقه علي بن المديني وغيره. قال أحمد بن حنبل : «صاحب حديث كيس، قد رحل إلى مصر وخراسان في الحديث، ما كان أصبره على الفقر”. توفي سنة 203
*الوليد بن المغيرة بن سليمان المعافري مصري صدوق. توفي سنة 172.
*عبد الله بن بشر الخثعمي: كوفي روى عنه شعبة والسفيانان وغيرهم وذكره ابن حبان في الثقات.
*بشر الخثعمي: كوفي وثقه البوصيري في إتحاف الخيرة حيث روى الحديث من طريق الخثعمي وقال :رواته ثقات.
2- السند الثاني للحديث
*زيد بن الحباب: كوفي وثقه علي بن المديني وغيره.
* الوليد بن المغيرة المعافري: مصري صدوق
*عبد أو عبيد الله بن بشر الغنوي. والأصح “عبد الله بن بشر” كما ذكر ذلك ابن عدي في معرفة الصحابة ونص عبارته عند ترجمة ابيه “بشر الخثعمي”: أبو عبد الله روى حديثه الوليد بن المغيرة عن عبد الله بن بشر. أخبرنا عبد الرحمن بن يحيى، قَال: حَدَّثَنا أبو مسعود عن زيد بن الحباب عن الوليد بن المغيرة عن عبد الله بن بشر الغنوي، عَن أَبيهِ قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول «لتفتحن القسطنطينية نعم الأمير أميرها ونعم الجيش جيشها». رواه أبو كريب عن زيد عن الوليد بن المغيرة عن عبيد بن بشر الغنوي، عَن أَبيهِ بطوله والأول أصح”. انتهى
وبهذا ينتفي تضعيف بعض أدعياء الحديث لهذا الأثر. وما يزعمه بعضهم أنه المراد به فتحا ثاني في آخر الزمان فهو باطل لأنه على تقدير صحة ما يزعمونه ف إن ذلك لا يسمى فتحا بل تحريرا أو استرجاعا أو استردادا لبلاد المسلمين ففتح القدس في زمن عمر بن الخطاب حدث أولا ثم تحرير القدس من الصليبين في عهد السلطان الأيوبي حدث آخر و لم يسمى فتحا
ملاحظة: شارك في فتح القسطنطينية فرقة من الجيش العثماني تسمى “فرقة نِعْمَ الجيش” و معظم أفراد هذه الفرقة كانوا من الصوفية الصادقين. و في ما يلي
بعض التراجم لبعض أولئك الرجال من كتاب “سجل عثماني” لمحمد بك ثريان ترجمة الأستاذ الدكتور هشام عجيمي ، والكتاب قيد النشر في “مركز التاريخ العربي” .
ـ أورنوس دده: من آل البيت. كان يـُعد من الأولياء، وأحد جنود فرقة (نِعْمَ الجيش). دفن في تربة بلاد أيوب.
ـ السيد جعـفـر البخاري: من آل البيت.أحد أمراء الجنود السبعة المشاركين في جيش فتح اسطنبول (نِعْمَ الجيش) المدفونين في تربة جامع السلطان محمد الفاتح في اسطنبول. وكتب على قبورهم أسماؤهم، مع السيد حمزة والسيد عقيل.
ـ السيد حمزة: من آل البيت. شقيق السيد جعـفر. كان من الجيش الفاتح لاسطنبول (نِعْمَ الجيش) . دفن بجوار تربة السلطان محمد الفاتح.
ـ السيد سفر دده: من آل البيت. من المقاتلين في فرقة (نِعْمَ الجيش) المحاربون في فتح القسطنطينية. أنشأ مسجدا في أيازمق قابي سي. وفيه توفي ودفن.
ـ السيد كسكين دده: من آل البيت. كان من فرقة (نِعْمَ الجيش) الفاتح لمدينة اسطنبول. دفن في التربة الكائنة في مواجهة جامع نيشانجي. كان من العلماء.
ـ محمد دده (صاري قاضي): من آل البيت. ابن السيد الشيخ الياس. أنشأ مسجدا في مدينة علم داغي. وكان من أفراد جنود الجيش الفاتح لمدينة اسطنبول (نِعْمَ الجيش) ، توفي سنة 887هـ 1482م. أبناؤه: مصطفى وعيسي، الذين دفنا بجواره في باحة تربة السلطان محمد الفاتح في اسطنبول.
ـ يلدز نجم الدين دده: من آل البيت. من أفراد فرقة (نِعْمَ الجيش). دفن في تربة الحمام المنسوب إليه الكائن في گلخانه في حي بهچه قابي. كان يعد من الأولياء. أنشئ على قبره مقاما.


