بين ابن تيمية والصوفية
جاء في مسلسل الفقه الحنبلي الذي كتبه العلامة ابن بلبان للروداني المغربي، ذكر إجازته بالفقه الحنبلي والطريقة القادرية.
وذكر في السند أعلام المذهب وكباره، ومنهم الحجاوي وابن مفلح وابن تيمية وابن أبي عمر والموفق ابن قدامة، وغيرهم.
وكون ابن تيمية قد لبس خرقة التصوف في أول عمره مذكور أيضا في رسالة بدء العٌلقة بلبس الخرقة تأليف الحافظ جمال الدين يوسف ابن عبد الهادي الحنبلي المتوفى سنة 909 هـجري، وهو غير محمد بن عبد الهادي المقدسي تلميذ ابن تيمية.
وأثبت صحة هذا اللبس من ابن تيمية المحقق الهندي محمد عزير شمس في مقدمة الجزء السابع من جامع المسائل حيث قال: “وذكر جمال الدين عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن أبي العلاء الطلياني في «ترغيب المتحببين في لبس خرقة المتميزين» – الورقة 67 أ من مخطوطة جامعة برنستون 3296 أن ابن تيمية قال في جوابه عن المسألة التبريزية: «لبستُ الخرقة المباركة للشيخ عبد القادر، وبيني وبينه اثنان». انتهى
والظاهر أن المسائل التبريزية كانت من أوائل مؤلفات ابن تيمية قبل انقلابه عقيدة و سلوكا، لذلك تم اهمالها و عدم الاعتناء بها.
ومما يدل أيضا أن ابن تيمية قد أخذ من علماء الصوفية ما نقله الشيخ ابن رجب الحنبلي في طبقات الحنابلة، حيث قال: “وكان الشيخ تقي الدين ابن تيمية يعظمه ويجله – أي “ابن شيخ الحزامين الصوفي”- ، ويقول عنه: هو جنيد وقته. وكتب إليه كتاباً من مصر أوله “إلى شيخنا الإِمام العارف القدوة السالك”. انتهى
فابن تيمية أول أمره، كان قد لبس خرقة التصوف واتبع الطريقة القادرية، ولعل هذا ما يفسر تأيده لدولة المماليك الصوفية. فقد شارك معهم في بعض المعارك، كمعركة شقحب، والتي دارت رحاها بين المسلمين بقيادة الناصر محمد بن قلاوون سلطان مصر والشام و المغول بقيادة قتلغ شاه نويان -قطلوشاه- سنة 702 هجري.
وقد ذكر ابن كثير، في “البداية والنهاية”، أن ابن تيمية قاد مجموعة كبيرة من متطوعة بلاد الشام إلى أرض المعركة.
وكان ابن تيمية يسمي المماليك “الطائفة المنصورة”.
فقد قال في مجموع الفتاوى: “أما الطائفة بالشام ومصر ونحوهما -يقصد المماليك- فهم في هذا الوقت المقاتلون عن دين الإسلام وهم من أحق الناس دخولًا في الطائفة المنصورة التي ذكرها النبي بقوله في الأحاديث الصحيحة المستفيضة عنه”. انتهى
و قال الذهبي في السير: “أَلْبَسَنِي خِرَقَ التَّصَوُّفِ شَيْخُنَا المُحَدِّثُ الزَّاهِدُ ضِيَاءُ الدِّيْنِ عِيْسَى بنُ يَحْيَى الأَنْصَارِيُّ بِالقَاهِرَةِ، وَقَالَ: أَلْبَسَنِيهَا الشَّيْخُ شِهَابُ الدِّيْنِ السُّهْرَوَرْدِيُّ بِمَكَّةَ عَنْ عَمِّهِ أَبِي النَّجِيْبِ”. انتهى
وقال في تاريخ الاسلام: “قلت: وقد لبستُ الخِرْقَةَ بالقاهرة من الشَّيْخ ضياء الدّين عيسى بْن يحيى الأَنْصَارِيّ السَّبْتيِّ وقال: ألبسنيها الشيخُ شِهابُ الدّين بمكّة فِي سنة سبع وعشرين وستمائة”. انتهى
وقال في معجم الشيوخ: “عِيسَى بْنُ يَحْيَى بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْعُود، الْمُحَدِّثُ الْعَالِمُ الْمُعَمَّرُ، ضِيَاءُ الدِّينِ أَبُو الْهُدَى، الأَنْصَارِيُّ السَّبْتِيُّ الشَّافِعِيُّ الصُّوفِيُّ، طَلَبَ الْحَدِيثَ، وَقَرَأَ الْكَثِيرَ عَلَى أَبِي الْقَاسِمِ الصَّفْرَاوِيِّ، وَيُوسُفَ بْنِ الْمَخِيلِيِّ..وَعِدَّة، ولَبسَ فِي مَا ذَكَرَ الْخَرْقَةَ مِنَ الشَّيْخِ شِهَابِ الدِّينِ السُّهْرَوَرْدِيِّ بِمَكَّةَ فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ، فَلَبِسْتُهَا مِنْهُ”.
ملاحظة: اول معركة هُزم فيها المغول هي معركة عين جالوت بقيادة الصوفية وهم: سيف الدين قطز وبيبرس بفتوى جهاد من العز بن عبد السلام
لله تعالى صدقة جارية و صدقة عن روح المرحوم بإذن الله فتحي المهذبي








