في كتابه ” طبقات الصوفية” الذي كتبه باللغة الفارسية، زعم شيخ المجسمة، والمتصوف الحلولي أبو اسماعيل الهروي الأنصاري أن الحلاج من أولياء الله بزعمه، رغم أن الحلاج قُـتل لأنّه قال: “أنا الحق” أي أنا الله، لأن الحق اسم من أسماء الله ومعناه الثابت الوجود، فكفّره القاضي أبو عمر المالكي في بغداد ونفّذ الخليفة العباسي حكم الردة عليه.
والحلاج ذكره أبو عبد الرحمن الحافظ السّلمي الصوفي في كتاب طبقات الصوفية فقال رضي الله عنه: “أكثر الصوفية نفوه” – أي أنكروا الحلاج- . وذكر الحافظ الخطيب البغدادي أنّ الحلاج جاء إلى الجنيد مرة فسأله عن شىء فلم يُجبه وقال: “إنـّه مدع”. وقال الحافظ أبو بكر الخطيب البغدادي إنّ الجنيد رضي الله عنه قال للحلاج: لقد فتحت في الإسلام ثغره لا يسدها إلا رأسك”.
وقال بعض العلماء إن الحلاج كان غائب العقل فلم يكفروه، وقال بعض الصوفية: إن الشيخ عبد القادر الجيلاني رضي الله عنه اعتبره سكران غائب العقل، أما الشيخ أحمد الرفاعي رضي الله عنه فقد قال في الحلاج: “لو كان على الحق ما قال أنا الحق”. واعلم أنهم جميعا لم يختلفوا في أنّ هذا الكلام المنقول عن الحلاج كفر.
و من العبارات الشنيعة التي نقلها الهروي أيضا في كتابه طبقات الصوفية قوله : ” توحيد الخاص أن ليس معه أحد ” .انتهى
وهذا كلام صريح منه بوحدة الوجود، لا يقبل التأويل.
وقال في كشف الأسرار ما نصه: ” أو تدري متى يبلغ المحقق الحق ؟ ذاك حينما ينحدر سيل الربوبية، ويرتفع غبار البشرية ،
وتزداد الحقيقة ، وتقل الأعذار ، فلا الجسم يبقى ولا القلب ، ولا الروح الصافية الخالصة من الماء والطين ولا النور الممتزج بالتراب ولا التراب الممتزج بالنور . فالتراب يصير مع التراب ، والنور مع النور، واللسان يصبح ذكرأ في الرأس ، والذكر
مذكورا في الرأس ، القلب ينطبع في الرأس ، والانطباع ينقلب في الرأس نورأ، الروح تجلى في الرأس ، والتجلي بعيد عن البيان ،
فلو كنت ترجو ذلك اليوم فانخلع من نفسك ، كما تنخلع الحية من جلدها ودع ذاتك إذ الانتساب إليها مشين” . انتهى
