شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة لللالكائي – ذكر بعض مخطوطات الكتاب – من أمثلة الدس والتحريف في هذا الكتاب

شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة لللالكائي

1- ذكر بعض مخطوطات الكتاب

هذا الكتاب له عدة مخطوطات:

أ- المخطوطة الظاهرية:

تاريخ النسخ يعود لسنة 671 هجري، و تحتوي على المجلد الأول فقط.

ب- المخطوطة الهندية: توجد في مكتبة رضا برامبور، ناسخها مجهول، وخطها يدل أنها نسخة حديثة، وسندها محذوف، لكن في الجزئين الثاني والثالث ذكر اسم الراوي عن اللالكائي، وهو الطريثيثي

ج- نسخة مكتبة ليبزك بألمانيا: وهي نسخة كاملة

د- نسختين أخرتين من المكتبة الظاهرية.

2- ذكر سند الكتاب

جاء في أول كتاب ” شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة” لللالكائي ما نصه: ” حدثنا الشيخ الإمام العالم أبو محمد عبد القادر بن عبد الله الرهاوي قال : أخبرنا الشيخ الإمام العالم الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد السلفي الأصبهاني قال : أخبرنا شيخنا أبو بكر أحمد بن علي بن الحسين بن زكريا الطريثيثي ببغداد حدثكم الشيخ أبو القاسم هبة الله بن الحسن بن منصور الطبري الحافظ في ربيع الأول سنة ست عشرة وأربعمائة قال: ….”. انتهى

فراوي الكتاب مباشرة عن اللالكائي هو أحمد بن علي بن زكريا أبو بكر الطريثيثي، وَيُقَال لَهُ ابْن زهراء. وقد كان عمره عند سماعه للكتاب 4 سنوات.

قال أبو القاسم بن السمرقندي: دخلت عليه وهو يقرأ عليه جزء من حديث ابن رزقويه فقلت: متى ولدت؟ فقال: سنة اثنتي عشرة وأربع مِئَة فقلت: وَابن رزقويه توفي في هذه السنة وأخذت بالجزء من يده وقد سَمِعُوا فيه فضربت على الطبقة فقام وخرج من ذلك المجلس.

وكان عمر الطريثيثي أيضا، عند وفاة اللالكائي بين 5 و 6 سنوات. فكيف يؤخذ عنه كتاب بمجلدات وهو في ذلك السن، وكيف تنقل عنه عقائد أهل السنة والجماعة وهو دون سن التحمل؟

ثم إن الطريثيثي مختلف في توثيقه

فقد كذَّبه الحافظ أبو الفضل محمد بن ناصر بن محمد بن علي بن عمر البغدادي، المعروف بالسلامي، حافظ بغداد في زمانه. كما في “وفيات الأعيان”

و قال الحافظ ابن حجر في “لسان الميزان”، ما نصه: ” أحمد بن علي بن زكريا أبو بكر الطريثيثي. شيخ السِّلَفي تُكُلِّمَ في بعض سماعه”. انتهى

وقال: ” وقال ابن طاهر: رأيتهم ببغداد مجمعين على ضعفه. مات سنة بضع وتسعين وأربع مئة”. انتهى.

وقال:” وقال السمعاني: خدم المشايخ وكان حسن التلاوة صحيح السماع في أجزاء لكنه أفسد نفسه وادَّعى أنه سمع من ابن رزقويه ولم يصح سماعه منه. قال أبو القاسم بن السمرقندي: دخلت عليه وهو يقرأ عليه جزء من حديث ابن رزقويه فقلت: متى ولدت؟ فقال: سنة اثنتي عشرة وأربع مِئَة فقلت: وَابن رزقويه توفي في هذه السنة وأخذت بالجزء من يده وقد سَمِعُوا فيه فضربت على الطبقة فقام وخرج من ذلك المجلس. وقال ابن الأنماطي: كان مخلطاً وأبو علي الكرماني هو الذي أفسده. وقال أبو نصر اليونارتي نحو ذلك. وقال شجاع الذهلي: كان الطريثيثي ضعيفاً مجمعاً على ضعفه وله سماعات صحيحة خلط بها غيرها. وقال ابن النجار: أجمعوا على ترك الاحتجاج به.”. انتهى

و قال الذهبي في “العبر” ما نصه: “روى عن أبي الفضل القطان واللالكائي وطائفة وهو ضعيف”. انتهى

وأما السِّلَفي فقد وثقه.

قال الحافظ ابن حجر في “لسان الميزان”: قال السِّلَفي: كان أجلَّ شيخٍ لقيته ببغداد من مشايخ الصوفية وأسانيده عالية جداً ولم يقرأ عليه إلا من أصوله وسماعاته كالشمس وضوحاً وكف بصره في آخر عمره فكتب له أبو علي الكرماني وكان من شيوخ الصوفية أجزاء طرية فحدَّث بها اعتمادًا على قول أبي على وحسن ظنه به وكان الطريثيثي ثقة إلا أنه لم يكن يعرف طريق المحدثين ودقائقهم وإلا لكان من الثقات الأثبات”. انتهى

فكتاب “شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة” لا يعوَّل عليه في نقل عقائد أهل السنة، لأن راوي الكتاب عن اللالكائي هو الطريثيثي وهو مختلف في توثيقه، بل هو يروي الكتاب وهو في سن 4 سنوات، أي هو دون سن التحمل، فلا عبرة بمثل هذه الروايات، إذ لا ندري ما تم دسه في كتابه، لأن رواياته كما قال الذهلي: “خلَّط بها غيرها”.

ثم إن هذا الكتاب لم يشتهر زمن اللالكائي، ولا بين تلاميذه وهم قلة، وإنما اشتهر بعد ذلك بكثير.

3- أمثلة على تحريف عقائد السلف

من أمثلة الدس والتحريف في هذا الكتاب، الطعن في الإمام الأعظم أبي حنيفة، الواردة في آخر العقيدة المنسوبة لعلي بن المديني، والتي مطلعها: “أخبرنا محمد بن رزق الله، قال: أخبرنا أبو محمد جعفر بن محمد بن نصير، قال: حدثنا أبو محمد عبد الله بن غنام بن حفص بن غياث النخعي، قال: حدثنا أبو سعيد يحيى بن أحمد، قال: سمعت أبا عبد الله محمد بن عبد الله بن بسطام يقول: سمعت سهلاً بن محمد، قرأها على علي بن عبد الله بن جعفر المديني”. انتهى

بل نسبوا لابن المديني أنه أطلق على من ذم حشويا أنه جهمي وعلى من ذم ناصبيا أنه رافضي، وهذا من التدليس والكذب والبهتان