كتاب ذم الكلام و شبهة ذبائح الأشعرية – قولهم أن ذبائح الأشعرية لا تحل

كتاب ” ذم الكلام ” و شبهة ذبائح الأشعرية

من الطعون التي يروج لها أدعياء السلفية للطعن في أهل السنة الأشعرية، قولهم أن ذبائح الأشعرية لا تحل، واستدلوا لذلك بمرويات وردت في كتاب ذم الكلام وأهله، منها:

– قال أبو اسماعيل الهروي الأنصاري ما نصه: “ورأيت يحيى بن عمار ما لا أُحصي من مرة على منبره يكفرهم ويلعنهم، ويشهد على أبي الحسن الأشعري بالزندقة، وكذلك رأيت عمر بن إبراهيم ومشائخنا”. انتهى

– وقال : سمعت عمر بن إبراهيم يقول ‘لاتحل ذبائح الأشعرية لأنهم ليسوا بمسلمين ولا بأهل كتاب ولا يثبتون في الأرض كتاب الله”. انتهى

نقله ابن المبرد في جمع الجيوش والدساكر

– وقال: وسمعت بلال بن أبي منصور المؤذن يقول: سمعت عمر بن إبراهيم يقول: لا تحل ذبائح الأشعرية؛ لأنهم ليسوا بمسلمين، ولا بأهل كتاب، ولا يثبتون في الأرض كتاب الله

و ليس بغريب أن يرفع المجسمة شعارات التكفير و الرمي بالفسق لمن قام بهتك معتقداتهم الباطلة و كشف زيغهم و رد شبهاتهم.

وهذه المرويات في سندها:

أ- أبو اسماعيل الهروي: تعلم صغيرا، وبدأ رحلته في طلب العلم سنة 417 هجري، وأخذ عن مشائخ منهم أبو بكر البيهقي الأشعري. لم تظهر منه مخالفات لمذهب أهل السنة في أول أمره، وقد ترضى عليه الإمام الجويني الأشعري وأثنى عليه.

وقد كان الهروي يجلس في خنقاه الصوفية، ثم تأثر بمقالات المنتسبين للتصوف وصار يقول بالحلول والعياذ بالله، ووافق الجهمية في مسألة القدر.

راجع الرابط التالي:

https://www.facebook.com/share/p/188oC1tDbv/

ثم تأثر أبو اسماعيل الهروي بمقالات مجسمة هراة، فكتب الفاروق في الفرق بين المثبتة والمعطلة، ثم قبيل سنة 474 هجري، ألف كتاب ذم الكلام.

فأقدم املاء لكتاب ذم الكلام كان سنة 474 هجري – كما في النسخة التركية،- أملاه الهروي على تلميذه أبي يحيي السجري.

والهروي رغم أن ابن نقطة وثقه في التقييد، فقد كان لا يتورع من ذكر الأحاديث الباطلة و المكذوبة في كتبه، فقد قال الذهبي في السير 18/ 509 ما نصه: “كدر كتابه الفاروق في الصفات بذكر أحاديث باطلة يجب بيانها وهتكها”. انتهى

ب- يحي بن عمار: هو يحيى بن عمار بن يحي السجستاني، أبو زكريا الشيباني، النيهي، المتوفى سنة 422 هجري.

المحدث الواعظ. كان مجسما يثبت الحد لله، وهو أيضا مجهول الحال في الرواية.

راجع ترجمته هنا:

https://www.facebook.com/share/p/1Ecc4kjeGZ/

وأيضا

https://www.facebook.com/share/p/1BNicerDfw/

و قَالَ السِّلَفِيُّ فِي مُعْجَم بَغْدَاد: قَالَ أَبُو إِسْمَاعِيْلَ الأَنْصَارِيُّ: كَانَ يَحْيَى بنُ عَمَّار مَلِكاً فِي زِيِّ عَالِمٍ، كَانَ لَهُ مُحِبٌّ مُتَمُوِّلٌ يحملُ إِلَيْهِ كُلَّ عَام أَلف دِيْنَار هَرَويَّة، فَلَمَّا مَاتَ يَحْيَى، وَجَدُوا لَهُ أَرْبَعِيْنَ بَدْرَةً لَمْ يَفُكَّ خَتْمهَا. انتهى

وهذا معناه أن يحي بن عمار كان يجمع المال جمعاً ويسعى وراء الدنيا، وهذه خصلة قبيحة، لا يتصف بها عالم عدل في الرواية.

قال الذهبي تعليقاً على ذلك: ” مَا أَقبح بِالعَالِمِ الدَّاعِي إِلَى اللهِ الحِرْص وَجمع المَال”. انتهى

ج- بلال بن أبي منصور المؤذن: مجهول الحال في الرواية.

د – عمر بن إبراهيم: هو أبو الفضل عمر بن إبراهيم بن إسماعيل بن محمد بن أحمد الهروي، من شيوخ الإمام البيهقي الأشعري، ليس له مصنفات معروفة.

قال الذهبي عنه في العبر: كان ذا صدق. وقال عبد الغفار في المنتخب: شيخ ثقة معروف كثير الحديث. وقال الخطيب في تاريخه: كتبنا عنه وكان ثقة.

ولد سنة 348 هجري وتوفي سنة 426 هجري.

وعليه فان هذه النقول غير ثابتة للطعن في الأشاعرة، لأسباب منها:

-الرواية الأولى والثانية: وردت في كتاب ذم الكلام وأهله، و هذا الكتاب لا يمكن الوثوق في أصالة نصوصه، فأكثر مخطوطاته مجهولة الناسخ، كما أن هذه النقول في ذم الأشعرية قد وردت في المخطوطة الظاهرية بخط حديث، في حين أن المخطوطة التركية ناسخها مجهول الحال وفي سندها عامي شتام

راجع الرابط التالي:

https://www.facebook.com/share/p/18MzS4x8sf/

في حين أن الرواية الثالثة وردت عن طريق بلال بن أبي

منصور المؤذن وهو أيضا مجهول الحال.