أدلة شرعية وعلمية في رد على ما اقترفته الفرقة الوهابية على دين الله [مع وثائق من كتب أهل الحق وكتب الوهابية]
📌”اعتقاد الوهابية التشبيه والتجسيم في حق الله”
-المبحث الخامس- (الجزء الرابع)
قال المؤلف: واعلم أنّ نسبةَ الفم واللسان واللغة والحرف إلى الله تعالى هي كفر من بدع المجسمة والوهابية المشبهة.
وفي التوراة المحرّفة وفي ما يسمونه “سفر خروج” الإصحاح 20 رقم 10 يقول اليهود: “واستراحَ في اليوم السابع”.
وفي ما يسمونه “سفر زكريا” الإصحاح 8 رقم (20-23) يقول اليهود عن الله: “أنا أيضًا أذهب”.
وفي ما يسمونَه “سفر خروج” الإصحاح 19 رقم 9 يقول اليهود: “قال الرب لموسى ها أنا آتٍ إليك في ظلام السحاب”.
وفي ما يسمونه: “سفر خروج” الإصحاح 13 رقم 21 يقول اليهود: “وكان الرب يسير أمامهم نهارًا”.
فهذا –كما رأيتَ- تشابه اعتقاد اليهود واعتقاد الوهابية، وإليك بيان ذلك بما لا يقبل الشك:
ففي كتاب “جهالات خطيرة في قضايا اعتقادية كثيرة”(1) في تفسير الاستواء على العرش: “صعد أو علا: ارتفع أو استقر، ولا يجوز المصيرُ إلى غيرِه”.
وفي كتاب “رد الدارمي” يقول المؤلف(2): “والقرآن كلام الله منه خرج وإليه يعود”. الوهابية أُشرِبَت حب الكفريات في قلوبِها.
وفي كتاب “الأسماء والصفات” لابن تيمية يقول(3): “فثبت بالسنة والإجماع أنّ الله يوصف بالسكوت لكن السكوت تارة يكون عن التكلم وتارة عن إظهار الكلام وإعلامه”.
ما أكذبه!!! وما أكفرَه!!! ينسب كفره لأمة محمد صلى الله عليه وسلم.
ويقول محمد زينو وهو أحد رؤوس المشبهة في هذا العصر الذي خلع عقيدة المسلمين وخرج عنها وباع نفسهَ بمال الوهابية في كتابه المسمى “توجيهات إسلامية لإصلاح الفرد والمجتمع”(4) يقول: “الله فوق العرش بذاته منفصل عن خلقه”.
ثم يدّعي أنّ الأئمة الأربعة اتفقوا على علوّ الله فوق عرشه، وأنّ قولَنا في السجود: سبحان ربي الأعلى، ورفع اليدين في الدعاء إلى السماء، وجواب الأطفال حين يُسألون: أين الله؟ فيقولون بفطرتهم على زعمه: في السماء، وأنّ العقل الصحيح –كما يدعي زينو- يؤيّد أنّ اللهَ موجود في السماء والعياذ بالله.
📌ويكفي في الرد عليه قول القرطبي(5): “ووصفه تعالى بالعلوّ والعظَمة لا بالأماكن والجهات والحدود لأنها صفات الأجسام وإنما ترفع الأيدي بالدعاءِ إلى السماء لأنّ السماء مهبط الوحي ومنزل القطر ومحل القدس ومعدن المطهرين من الملائكة وإليها تُرفَع أعمال العباد وفوقها عرشه وجنته، كما جعل الله الكعبة قبلة للدعاء والصلاة ولأنه خلق الأمكنة وهو غيرُ محتاج إليها وكان في أزلِه قبل خلق المكان والزمان ولا مكان له ولا زمان وهو الآن على ما عليه كان”.
📌وقد أصدرت مجلة الأزهر(6) –مجلة دينية علمية تصدرها مشيخة الأزهر- عددًا فيه هذا القول: “والأعلى صفة الرب والمراد بالعلو العلوّ بالقهر والاستيلاء والاقتدار لا بالمكان والجهة لتنزّهه عن ذلك”.
📌واعلم أنّ السلف قائلون باستحالةِ العلو المكاني عليه تعالى خلافًا لبعض الجهَلة الذي يخبطونَ خبطَ عشواء في هذا المقام، فإنّ السلف والخلف متفقان على التنزيه.
وهكذا فالوهابية لم تجد في كتاب الله ولا في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا في قول عالمٍ مُعتبَر من أهل السنة والجماعة ولا في عقل سليم ما يشهد لهم في نسبتِهم المكان إلى الله فلجأوا إلى الأطفال لإثباتِ مُعتقَدِهم، فالوهابية هنا تبني اعتقادَها على ما تدّعي أنه الفطرة السليمة للأطفال!!! فأيُّ جهلٍ هذا؟!
نسألُ الله أنْ يرزقَنا الفهمَ السليم.
—————————-
فهرس المصادر
(1) عاصم بن عبد الله القريوتي (المجسم)، جهالات خطيرة في قضايا اعتقادية كثيرة، ص18.
(2) عثمان بن سعيد الدارمي (المجسم)، رد الدارمي على بشر المريسي، ص117.
(3) أحمد ابن تيمية الحراني، الأسماء والصفات، ج1، ص91.
(4) محمد بن جميل زينو الحلبي (المجسم)، ما يسمى توجيهات إسلامية لإصلاح الفرد والمجتمع، ص21.
(5) القرطبي المفسّر، محمد بن أحمد بن أبي بكر بن فَرْح الأنصاريّ الخزرجيّ الأندلسيّ، أبو عبد الله، من كبار المفسرين، صالح متعبّد، من أهل قرطبة، رحل إلى الشرق واستقرّ في شمالي أسيوط بمصر وتوفي فيها، من كتبه: “الجامع لأحكام القرآن” ويعرف بتفسير القرطبيّ، و”قمع الحرص بالزهد والقناعة”، و”الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى”، و”التذكار في أفضل الأذكار”، و”التذكرة في أحوال الموتى وأمور الآخرة”. توفي سنة 671 للهجرة. الزركلي، الأعلام، ج5،ص322.
(6) مجلة الأزهر، محرم 1357للهجرة، ص16.
