الفرقة الوهابية 3

أدلة شرعية وعلمية في رد على ما اقترفته الفرقة الوهابية على دين الله [مع وثائق من كتب أهل الحق وكتب الوهابية]

“اعتقاد الوهابية التشبيه والتجسيم في حق الله”
-المبحث الخامس- (الجزء الثالث)

قال المؤلف: والآن سنعرض بعض كلام اليهود وفي المقابل كلام المشبهة الوهابية لبيان مماثلتِهم في معتقدات اليهود، فإليك الآتي:
في التوراة المحرّفة في ما يسمونَه “سفر خروج” الإصحاح 19 رقم 19 يقول اليهود لعنهم الله: “موسى يتكلم والله يجيبُه بصوت”.
وفي ما يسمونَه “سفر أيوب” الإصحاح 37 رقم (2-6) يقول اليهود لعنهم الله: “فناداه الرب من الجبل…فالآن إن سمعتم لصوتي وحفظتم عهدي”.

وفي ما يسمونه “سفر تثنية” الإصحاح 4 رقم (35-36) يقول اليهود لعنهم الله: “لتعلم أن الرب هو الإله ليس آخر سواه من السماء أسمعك صوته”.
وبعد أن استعرضْنا كلام اليهود نذكر كلام الوهابية الذي فيه نسبة الصوت إلى الله كما هو شأن اليهود:

ففي كتاب “مجموع الفتاوى”(1)يقول مؤلفه والعياذ بالله: “وجمهور المسلمين يقولون: إنّ القرآن العربي كلام الله، وقد تكلم به بحرف وصوت”. وهذا هو شأنه ينسب كفره وضلاله للمسلمين زورًا وبهتانًا.

وفي كتاب “شرح القصيدة النونية” يقول محمد خليل الهراس (المجسم) شارحًا أبيات ابن القيّم السابق ذكره(2) عن القرآن الكريم “تكلم الله به بألفاظه ومعانيه بصوت نفسه”.

وفي الكتاب المسمى “فتاوى العقيدة”(3) يقول صاحبه ابن عثيمين : “في هذا إثبات القول لله وأنه بحرف وصوت لأنّ أصل القول لا بد أنْ يكون بصوت”.

وفي نسخة التوراة المحرفة في ما يسمونه “سفر أيوب: الإصحاح 37 رقم (2-6) يقول اليهود لعنهم الله تعالى: “اسمعوا سماعًا رعد صوته والرمذمة الخارجة من فِيه تحت كل السموات”. وقولهم “مِن فِيه” أي فمه على زعمهم.

وعلى هذا المنوال نسج الوهابية من زعيمهم ابن تيمية وأسلافهم المشبهة إلى المعاصرين لنا في هذه الأيام.

وفي كتاب “الأسماء والصفات”(4) يقول ابن تيمية في معرض ردّه على الجَهميةِ(5): “وحديث الزهري(6) قال: لما سمع موسى كلام ربِّه قال: يا رب هذا الذي سمعته هو كلامك؟ قال: نعم يا موسى هو كلامي وإنما كلمتك بقوة عشرة آلاف لسان…فلما رجع موسى إلى قومه قالوا له: صف لنا ربك، فقال: سبحان الله، وهل أستطيع أنْ أصفَه لكم، قالوا: فشبِّهه، قال: سمعتم أصوات الصواعق التي تقبل في أحلى حلاوة سمعتموها؟ فكأنه مثله”.

وكذِبُه على الله وعلى الأنبياء والعلماء لا يخفى على أقل مسلم والعياذ بالله من هذا الضلال المبين والكفر العظيم.

وفي كتاب “رد الدارمي على بشر المريسي” يقول المؤلف(7) “وهو يعلم الألسنة كلها ويتكلم بما شاء منها، إن شاء تكلم بالعربية وإن شاء بالعبرية وإن شاء بالسريانية”.

الوهابية تتفنّن بأنواع التجسيم والتشبيه والكفر.
ومما يدل على فساد معتقد الوهابية كلام أحد الزعماء البارزين عندهم وهو ابن العثيمين، فقد قال(8): “المتكلم باللغة يتكلم بلسان أما الرب عز وجل فلا يجوز أنْ نثبت له اللسان ولا أن ننفيه عنه، لأنه لا علمَ لنا بذلك”.

وهذا دليلٌ على تخبُّطِهم في أمور العقيدة وكأنهم لم يفهموا قوله تعالى {ليس كمثلِه شىء}(9)
————-
فهرس المصادر

(1) أحمد ابن تيمية الحراني، مجموع الفتاوى، م5، ص556.
(2) محمد خليل الهراس (المجسم)، شرح القصيدة النونية، ص97.
(3) محمد بن صالح العثيمين، الكتاب المسمى فتاوى العقيدة، ص72.
(4) أحمد ابن تيمية الحراني، الأسماء والصفات، ج1، ص73.
(5) الجَهْمية: أتباع جَهم بن صفوان الذي زعم أنّ الجنةَ والنار تبيدان وتفنيان، وأنّ علم الله تعالى حادث، وامتنع من وصف الله عز وجل بأنه عالم أو حيّ وقال بحدوث كلام الله تعالى، فاتفق أصناف الناس على تكفيره هو وجماعته. البغدادي، الفرق بين الفِرَق، الفصل 6، ص199، 200.
(6) المِسوَر بن مخْرَمة بن نوفل بن أُهَيْب بن عبد مناف بن زُهْرة بن قصيّ بن كلاب، الإمام الجليل، ابو عبد الرحمن، وأبو عثمان القرشي، الزُّهري، ولد بمكة بعد الهجرة بعامين، وبها توفي لهلال ربيع الأول سنة 64للهجرة. العسقلاني، الإصابة، ج6، ص119، الذهبي، سير أعلام النبلاء، ج4، ص198-200، رقم الترجمة 418.
(7) عثمان بن سعيد الدارمي (المجسم)، رد الدارمي على بشر المريسي ص123.
(8) محمد بن صالح العثيمين، اللقاء الشهري، رقم 3ن ص47.
(9) الشورى، 11.

https://t.me/ShaykhGillesSadekARABIC