أدلة شرعية وعلمية في رد على ما اقترفَته الفرقة الوهابية على دين الله [مع وثائق من كتب أهل الحق وكتب الوهابية]
“اعتقاد الوهابية التشبيه والتجسيم في حق الله”
-المبحث الخامس- (الجزء السادس)
تابع..
يقول الدارمي (المجسم) عن الله: “يديه اللتين خلق بهما آدم”، ويقول: “وأنّ يمينَ الله معه على العرش”.
فانظر أيها المطالع واحكم بالعدل والحق، هل يكون من أهلِ الإيمان من يصف الله باليمين الجارحة والشمال؟؟ ويصرّحون بغير حياء ولا خجل أنّ لله يدين جارحتين وأنّ اليد الشمال ليست بأنقص من اليمين على زعمهم، ومع ذلك يدّعون أنهم دعاة للتوحيد وأنهم حراس للعقيدة من الشرك والضلال.
وما علمناه ورأيناه لا يجعلنا نشك طرفة عين أنهم هم الدعاة للإشراك والكفر ودين اليهود، فقد وافقوهم في أصول معتقداتِهم حتى في نسبةِ الرِّجل الجارحة والعضو لله.
وإليك بعض نقولِهم في إثبات الأعضاء والجوارح لله والعياذ بالله:
ففي الكتاب المسمى “عقيدة أهل السنة والجماعة”(2) يقول مؤلفه: “ونؤمن بأنّ لله تعالى عينين اثنتين حقيقيتين”، ويقول: “وأجمع أهل السنة على أنّ العينين اثنتان”.
وفي الكتاب المسمى “معارج القبول” يقول مؤلفه(3): “ثم ينظر في الساعة الثانية في جنة عدن وهي مسكنه الذي يسكن”، وينسب هذا الكفر للنبي صلى الله عليه وسلم والعياذ بالله.
وفي كتاب “ردّ الدارمي على بشر المريسي” يقول المؤلف(4) مفسرًا القدم بالجارحة في شرح الحديث النبوي “يضع الجبار فيها قدمه”: “قول النبيّ صلى الله عليه وسلم “يضع الجبار فيها -أي النار- قدمه” فإذا كانت جهنم لا تضر الخزَنة الذين يدخلونها ويقومون عليها فكيف تضر الذي سخّرها لهم”.
ويقول(5): “النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: إنّ الله يطوي المظالمَ يوم القيامة فيجعلها تحت قدميه”. وكذبوا على الله وعلى نبيِّه صلى الله عليه وسلم.
وفي الكتاب المسمى “فتاوى العقيدة” يقول مؤلفه محمد بن صالح العثيمين ناسبًا هذا الأمر للسلف وهم براء منه(6): “الله يأتي إتيانًا حقيقيًّا”.
ويقول(7): “فإنّ ظاهره ثبوت إتيان الله هرولة وهذا الظاهر ليس ممتنعًا على الله… فيثبت لله حقيقة” ثم يدّعي بعد ذلك أنه بلا تمثيل ولا كيف، فما هذا التناقض؟!
فمن أثبت لله الحدقة واليد الجارحة والآلة والصورة كيف يتورع على زعمه عن إثبات الرّجل والعين بمعنى العضو والآلة؟
ثم ما هذا التناقض في دين الوهابية حيث إنّ أسلافَهم لا ينسبون إلى الله اليد الشمال بل يكتفون بوصفه بأنّ له يدين جارحتين كلاهما يمين، وهذا باطل أيضا، أما وهابية هذا الزمان فلا يتحرّجون عن إثبات اليمين والشمال له تعالى، فبئس هذا السلف وبئس الخلف.
——————-
فهرس المصادر
(1) عثمان بن سعيد الدارمي (المجسم)، رد الدارمي على بشر المريسي ص154.
(2) محمد بن صالح العثيمين، الكتاب المسمى عقيدة أهل السنة والجماعة، ص19.
(3) حافظ حكمي (المجسم)، الكتاب المسمى معارج القبول، ج1، ص236.
(4) عثمان بن سعيد الدارمي (المجسم)، رد الدارمي على بشر المريسي، ص69.
(5) عثمان بن سعيد الدارمي (المجسم)، رد الدارمي على بشر المريسي، ص70.
(6) ابن العثيمين، الكتاب المسمى فتاوى العقيدة، ص112.
(7) ابن العثيمين الكتاب المسمى فتاوى العقيدة، ص114.
