عقيدة علماء جامع الزيتونة وعلماء تونس و التحذير من محجوب المحجوبي

لا يا من خرجت للناس تدعي أن عقيدة علماء جامع الزيتونة وعلماء تونس أن الله يجلس على جسم عظيم اسمه العرش..

نحن نعلم من أين أتيت ومَن ملأك وشحنك بهذه الاباطيل والأكاذيب وها نحن ندعوك إلى أن تطلع على عقيدة علماء تونس في هذه المسألة على مر التاريخ من علماء اجلاء منهم كلام خاتمة علماء تونس العلامة محمد الطاهر ابن عاشور رحمه الله تعالى حيث قال

﴿ءَأَمِنتُم مَّن فِی ٱلسَّمَاۤءِ أَن یَخۡسِفَ بِكُمُ ٱلۡأَرۡضَ فَإِذَا هِیَ تَمُورُ﴾ [الملك 🔹

..فَيَصِيرُ قَوْلُهُ ﴿مَن في السَّماءِ﴾ في المَوْضِعَيْنِ مِن قَبِيلِ المُتَشابِهِ الَّذِي يُعْطِي ظاهِرُهُ مَعْنى الحُلُولِ في مَكانٍ، وذَلِكَ لا يَلِيقُ بِاللَّهِ، ويَجِيءُ فِيهِ ما في أمْثالِهِ مِن طَرِيقَتَيِ التَّفْوِيضِ لِلسَّلَفِ والتَّأْوِيلِ لِلْخَلَفِ رَحِمَهُمُ اللَّهُ أجْمَعِينَ.

وقَدْ أوَّلُوهُ بِمَعْنى: مَن في السَّماءِ عَذابُهُ أوْ قُدْرَتُهُ أوْ سُلْطانُهُ عَلى نَحْوِ تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعالى ﴿وجاءَ رَبُّكَ﴾ [الفجر: ٢٢] وأمْثالِهِ، وخُصَّ ذَلِكَ بِالسَّماءِ؛ لِأنَّ إثْباتَهُ لِلَّهِ تَعالى يَنْفِيهِ عَنْ أصْنامِهِمْ.

ولَكِنَّ هَذا المَوْصُولَ غَيْرُ مَكِينٍ في بابِ المُتَشابِهِ؛ لِأنَّهُ مُجْمَلٌ قابِلٌ لِلتَّأْوِيلِ بِما يَحْتَمِلُهُ (مَن) أنْ يَكُونَ ماصْدَقُهُ مَخْلُوقاتٍ ذاتَ إدْراكٍ مَقَرُّها السَّماءُ وهي المَلائِكَةُ فَيَصِحُّ أنْ تَصْدُقَ (مَن) عَلى طَوائِفَ مِنَ المَلائِكَةِ المُوَكَّلِينَ بِالأمْرِ التَّكْوِينِيِّ في السَّماءِ والأرْضِ قالَ تَعالى ﴿يَتَنَزَّلُ الأمْرُ بَيْنَهُنَّ﴾ [الطلاق: ١٢]، ويَصِحُّ أنْ يُرادَ بِاسْمِ المَوْصُولِ مَلَكٌ واحِدٌ مُعَيَّنٌ وظِيفَتُهُ فِعْلُ هَذا الخَسْفِ، فَقَدْ قِيلَ: إنَّ جِبْرِيلَ هو المَلَكُ المُوَكَّلُ بِالعَذابِ.

وإسْنادُ فِعْلِ (يَخْسِفَ) إلى المَلائِكَةِ أوْ إلى واحِدٍ مِنهم حَقِيقَةٌ لِأنَّهُ فاعِلُ الخَسْفِ قالَ تَعالى حِكايَةً عَنِ المَلائِكَةِ ﴿قالُوا إنّا مُهْلِكُوا أهْلِ هَذِهِ القَرْيَةِ إنَّ أهْلَها كانُوا ظالِمِينَ﴾ [العنكبوت: ٣١] إلى ﴿إنّا مُنْزِلُونَ عَلى أهْلِ هَذِهِ القَرْيَةِ رِجْزًا مِنَ السَّماءِ﴾ [العنكبوت: ٣٤] .

التحرير والتنوير للإمام الأكبر محمد الطاهر ابن عاشور

في تفسيره التحرير والتنوير

(عند قوله تعالى {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى}):

«الاستواء هنا كناية عن التصرّف والهيمنة، وليس استقرارًا في مكان، لأنّ الله منزَّه عن مشابهة المخلوقين وعن الجهة والمكان».

فصرّح أنّ الاستواء ليس بمعنى الجلوس أو الحلول، بل صفة تدل على القهر والملك.

2. الشيخ سالم بوحاجب (ت 1924م)

من كبار شيوخ الزيتونة في القرن 19.

كان يدرّس شرح السنوسية الكبرى وجوهرة التوحيد، وهما من المتون الأشعرية في العقيدة.

كان يقرر للطلبة أنّ:

> «الله تعالى لا تحويه جهة ولا مكان، لأنّ المكان من خواصّ الأجسام، والله تعالى منزّه عن الجسمية».

وهذا عين تقرير الإمام أبي الحسن الأشعري.

3. الشيخ محمد النخلي القيرواني (ت 1924م)

من كبار مدرّسي العقيدة بالزيتونة، وله شروح على جوهرة التوحيد.

يذكر في دروسه:

> «إنّ مَن قال إنّ الله في جهة فقد شبّهه بالمخلوق، لأنّ الجهة لا تكون إلا لما هو محدود، والله منزّه عن الحدّ والمقدار».

4. الشيخ عبد العزيز جعيّط (ت 1970م)

كان عميدًا لجامع الزيتونة، وله فتاوى مطبوعة.

في رسائله العقدية، قرّر:

> «الله تعالى موجود بلا مكان، لأنّ المكان مخلوق، فكيف يكون الخالق في المخلوق؟»

واستدلّ بالآية:

> {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ}

وقال: «فمن أثبت له جهة أو مكان فقد أثبت له مثيلًا، وهو باطل».

5. الشيخ أحمد بن ميلاد (من علماء القرن 19)

من أهل التحقيق في علم الكلام، قرّر في دروسه في الخريدة البهية أنّ:

«الجهة والمكان من لوازم الأجسام، فكل من نسب إلى الله جهةً أو مكانًا فقد جسّمه».

قال الله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَابْتَغُواْ إِلَيهِ الْوَسِيلَةَ}[المائدة:35]

قال ابنُ عاشور: الوَسِيلَةُ: أُرِيدَ بِهَا مَا يَبْلُغُ بِهِ العبْدُ إِلَى اللَّهِ تعالى، وَقَدْ عَلِمَ المُسْلِمُونَ أَنَّ البُلُوغَ إِلَى اللَّهِ لَيْسَ بُلُوغَ مَسَافَةٍ، وَلَكِنَّهُ بُلُوغ زُلْفَى ورِضًى. (التحرير والتنوير ـ ج6 / ص187)

وقال الله تعالى: {وَلِلّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّواْ فَثَمَّ وَجْهُ اللّهِ إِنَّ اللّهَ وَاسِعٌ عَلِيم}[البقرة:115]

قال ابن عاشور: المقصودُ أنه ليس لبعض الجهات اختصاصٌ بقُرْبٍ مِن الله تعالى لأنه منزَّهٌ عن الجِهَة. (التحرير والتنوير، ج2/ص12)

وقال الله تعالى: (هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِّنَ الْغَمَامِ)[البقرة:210]

قال ابن عاشور: لَـمَّا كان الإتيانُ يستلزم التنقُّلَ أو التمدُّدَ ليكون حالًّا في مكان بعد أن لم يكن به، حتى يصِحَّ الإتيانُ، وكان ذلك يستلزم التنقل للجِسْم، واللَّـُه منزَّهٌ عنهُ، تعيَّنَ صَرْفُ اللفظ عَنْ ظاهِرِه. (التحرير والتنوير، ج2/

(ص 284)

علماء تونسيون آخرون في تنزيه الله عن المكان والجهة

🔹 الشيخ محمد بن سحنون القيرواني (ت 256هـ)

قال في الآداب، وهو من أوائل علماء القيروان:

> من قال إنّ الله في مكان فقد كفر، لأنّ الله كان ولا مكان، وهو الآن على ما عليه كان.

(نقله عنه القاضي عياض في الشفا عند الكلام على التنزيه.)

🔹 الإمام أبو عبد الله المازري المالكي (ت 536هـ)

من كبار علماء المهدية، قال في شرح البرهان:

> الاستواء على العرش لا يحمل على الجلوس، لأنّ ذلك من صفات الأجسام، بل هو مجاز عن التملّك والقهر، والله منزَّه عن مشابهة خلقه.

🔹 الشيخ أحمد البرزلي التونسي (ت 841هـ)

قال في فتاواه الكبرى:

> لا يجوز أن يُظنّ بالله مكانٌ أو جهة، لأنّ ذلك من أوصاف المخلوق، والقديم لا يوصف بما هو حادث.

🔹 الشيخ أحمد زروق الفاسي نزيل تونس (ت 899هـ)

قال في شرح الرسالة:

> كل ما ورد في الكتاب والسنّة مما يوهم الجهة، فواجب تأويله على ما يليق بالله تعالى، لأنّ الجهة والمكان لا تكون إلا لمحدود.

🔹 الشيخ محمد بن عبد السلام الهوّاري (من علماء القرن العاشر الهجري بتونس)

قال في رسالته البيان في عقيدة الإيمان:

> الله سبحانه لا تحويه سماء ولا أرض، ولا فوق ولا تحت، لأنّه كان ولا مكان، وخلق المكان وهو الآن كما كان.

ومازالت النصوص طافحة الى ان يخرج ويعلن كذبه….

وهذه كفاية لمن له مسكة من عقل ان يعلم انك ومن ارسلك من فرنسا الينا…خالفتم عقيدة رسول الله وخالفتم عقيدة الصحابة وخالفتم علماء الزيتونة…

ولو اردنا لسردنا لك ولمن ارسلك…كتابا كاملا عما ذكره علماءنا..عن تنزيه الله عن الجهة والمكان…فتعالى الله عما صرحت به امام الناس…وحسبنا الله ونعم الوكيل