الفرقة الوهابية 1

أدلة شرعية وعلمية في رد على ما اقترفته الفرقة الوهابية على دين الله [مع وثائق من كتب أهل الحق وكتب الوهابية]

اعتقاد الوهابية التشبيه والتجسيم في حق الله》 -المبحث الخامس- (الجزء الأول)

لقد جاء محمد بن عبد الوهاب بدين جديد كما كان يذكر للناس، وبعقيدةٍ كفريةٍ بثّها بين الناس ليُضلّهم عن طريق الحق، وما ذاك إلا حبًّا للرياسة، وخدمة لزعمائِه الإنكليز أعداء الدين الذين يبحثون بطرق ووسائل شتى لهدمِ دينِ الإسلام.
ثم إنّ المطّلِعَ على كتبِهم التي يذكرون فيها عقائدَهم الفاسدة يجد أنها محشوة بعقيدة التجسيم والتشبيه لله تعالى بخلقِه والعياذ بالله، وهي عقيدة مُخالِفة للقرآن وللحديث وما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم من المعتقَدِ ومَن تبِعهم بإحسانٍ إلى يومِنا هذا.

فالوهابيةُ على عقيدةِ التشبيه والتجسيم، أما أهل السنة و الجماعة فهم يُنزِّهونَ اللهَ تعالى عن صفات المخلوقين كالجلوس والاستقرار والتحيّزِ والمكان، نقل الإمام أبو منصور البغدادي(1) الإجماعَ على تنزيهِ الله عن المكان فقال(2): “وأجمعوا على أنه لا يحويهِ مكان ولا يجري عليه زمان”… وقد قال أمير المؤمنين عليّ(3) رضي الله عنه: “إنّ اللهَ خلق العرشَ إظهارًا لقدرتِه ولم يتّخذْه مكانًا لذاتِه” وقال أيضًا: “قد كان ولا مكانَ وهو الآنَ على ما كان”.
فالوهابيةُ بذلك وافقَت مُعتقَدَ اليهود حيثُ قالوا بالجلوسِ في حقِّ اللهِ تعالى والعياذ بالله
وهذه بعض المواضع ممّا يسمّى بالعهدِ القديم التوراة المحرفة لليهود التي يصرّحونَ فيها بنسبةِ الجلوس إلى الله تعالى، يقول اليهود في ما يسمّونَه “سفر مزامير”، الإصحاح(47) الرقم (8): “الله جلس على كرسي قدسِه”.
وهنا إليك طائفة من أقوال الوهابية، تعتبر أسسًا عقائديةً عندهم، تعتمد اللفظ عينَه من كتبِ اليهود، ففي كتاب مجموع الفتاوى(4) لابنِ تيمية الحرّاني(5)، الذي يعتبرُه الوهابيةُ أتباعُ محمد بن عبد الوهاب إمامَهم، يقول: “إنّ محمدًا رسولُ الله (صلى الله عليه وسلم) يُجلِسُه ربُّه على العرشِ معه”.
وفي كتاب الأسماء والصفات(6) يقول المجسّم ابن تيمية مؤَيِّدًا قول مجسّمٍ آخر: “قال –أي ابن حامد المجسّم- إذا جاءهم وجلس على كرسيِّه أشرقت الأرض كلها بأنواره”. نعوذُ بالله من هذا الكفر الصريح.
واعلم أنّ لفظةَ جلوس لم يرِد إطلاقها على الله لا في القرآن ولا في الحديث، فلا يجوزُ إطلاقها على الله لعدمِ ورودِها في الشرع، إذ ما أطلقَ اللهُ على نفسِه من الأسماء والصفات أطلَقْناه عليه وما لا فلا. وأما إطلاقها على الله فهذا من بدَعِ ابن تيمية الكفرية وأتباعه الوهابية المشبّهة(7) ومَن وافقَهم.
ويقول سليمان بن سحمان المجسم(8): “إذا جلسَ تبارك وتعالى على الكرسي سُمِعَ له أطيط كأطيطِ الرّحل الجديد”.
وانظر في كتاب رد الدارمي(9) على بشر المريسي(10) إلى كذبه على الله وعلى دينِه، فإنه يقول فيه: “إنّ كرسيَّه وسعَ السموات والأرض، وإنه ليقعد عليه فما يفضل منه إلا قدر أربع أصابع، ومدّ أصابعَه الأربعة، وإنّ له أطيطًا كأطيط الرّحل الجديد، إذا ركبَه من يثقله”، وينسب هذا الكفر إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم والعياذ بالله، وهذا الكتاب معتمَد عند الوهابية.

حبيبنا الشيخ جيل صادق حفظه الله.(المجموعة الرفاعية):
وفي الكتابِ عينِه يفتري الدارميّ(11) على رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقول: “آتي باب الجنة فيفتح لي فأرى ربي وهو على كرسيّه تارة يكون بذاته على العرش وتارة يكون بذاته على الكرسي”، ما هذا الكفر العجيب؟؟!!!
ويقول الدارمي(12) كاذبًا على جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه أنه سمع امرأةً تقول: “يوم يجلس الملك على الكرسي”، ثم نسب الدارمي إلى النبي صلى الله عليه وسلم زورًا أنه ضحكَ وعجب من ذلك. انظر كيف تجرّأ والعياذ بالله على نسبة الكفر إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم!!!!
وهذا الكتاب تشمئز منه نفوس الذين آمنوا من بشاعة الكفر الذي فيه. وتمسكهم بهذا الكتاب مع ما فيه من الكفر والضلال تعصُّب لزعيمِهم ابن تيمية الذي مدح هذا الكتاب، وحثّ على مطالعتِه وادّعى كذبًا أنه يشتمل على عقيدة الصحابة والسلف.
ويقول الدارميّ(13) والعياذ بالله من هذا الكفر: “وقد بلغَنا أنهم حين حملوا العرش وفوقَه الجبار في عزّتِه وبهائِه ضعفوا عن حملِه واستكانوا وجثوا على رُكَبِهم حتى لُقِّنوا “لا حول ولا قوة إلا بالله”، فاستقلّوا به بقدرة الله وإرادتِه، ولولا ذلك ما استقلّ به العرش ولا الحمَلةُ ولا السموات ولا الأرض ولا مَن فيهنّ، ولو قد شاء –يعني الله بزعمِه- لاستقرّ على ظهرِ بعوضة فاستقلّت به بقدرتِه ولطف ربوبيّتِه، فكيف على عرشٍ عظيم”.
انظروا إلى دين الوهابية أتباع ابن تيمية وابن قيّم الجوزية(14) ومحمد بن عبد الوهاب وابن باز(15)

يتبع…

(1) عبد القاهر بن طاهر بن محمد البغدادي أبو منصور الأستاذ الكامل ذو الفنون، الفقيه الأصولي الأديب الشاعر النحوي، الماهر في علم الحساب، العارف بالعروض ورد نيسابور مع أبيه أبي عبد الله طاهر بن محمد البغدادي التاجر، وكان ذا مال وثروة، أنفق عبد القاهر ماله على أهل العلم. درس تسعة عشر نوعًا من العلوم، واستفادَ منه الناس. خرج عن نيسابور في ايام التّركمانية إلى أسفرايين فمات بها سنة تسع وعشرين وأربعمائة، ودفن بها عند الأستاذ أبي إسحاق جمال الدين القفطي، إنباه الرواة على أنباه النحاة، ج2، ص185.
(2) أبو منصور البغدادي، الفرق بين الفرَق، ص 333.
(3) أبو منصور البغدادي الفرق بين الفرق، ص333.
(4) أحمد ابن تيمية الحراني، مجموعة الفتاوى، م3، ص229.
(5) ابن تيمية، أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن عبد الله بن أبي القاسم الخضر النميريّ الحرّانيّ، الدمشقيّ، أبو العباس، تقيّ الدين، وفي الدرر الكامنة أنه ناظر العلماء واستدلّ، وطُلبَ إلى مصر من أجل فتوى مخالفة أفتى بها فقصدها وسجن مدة ونقل إلى الإسكندرية وتوالى إطلاقه وسجنه حتى مات معتقلًا بقلعة دمشق، من كتبه: “الجمع بين العقل والنقل”، و”الصارم المسلول على شاتم الرسول”. ولد سنة 661للهجرة- 1263م، وتوفي سنة 728للهجرة- 1328م. الزركلي، الأعلام، ج1، ص144.
(6) أحمد ابن تيمية الحراني، الأسماء والصفات، ج1، ص81.
(7) المشبّهة: من الفرق الخارجة عن الإسلام، والمشبّهة صنفان: صنف شبّهوا ذات البارىء بذات غيرِه، وصنف آخرون شبّهوا صفاته بصفات غيرِه، وكلّ صنف من هذين الصنفين مفترقون إلى أصناف شتّى، وأول ظهور التشبيه صادر عن بعض الغلاة، ومنهم السبّابية الذين سمّوا عليًّا إلهًا وشبّهوه بذات الإله، ومنهم البيانية أتباع بيان بن سمعان الذي زعم أن معبودَه إنسان من ثور على صورة الإنسان في أعضائِه، وأنه يفنى كلّه إلا وجهَه، وغيرهم كثير. البغدادي، الفرق بين الفرق، ص214.
(8) سليمان بن سحمان (المجسّم)، الكتاب المسمى الضياء الشارق، ص79.
(9) عثمان بن سعيد بن خالد الدارمي السجستاني، أبو سعيد، (وهو مشبّه مجسِّم لله) توفي سنة 282للهجرة، من تصانيفه: “رد الدارمي على بشر المريسي”، وهو غير الإمام الحافظ السني أبي محمد عبد الله بن بهرام الدارمي رحمه الله صاحب كتاب السنن الذي توفي سنة 255للهجرة، فليتنبّه لهذا. الزركلي، الأعلام، ج9، ص57.
(10) عثمان بن سعيد الدارمي (المجسم)، رد الدارمي على بشر المريسي، ص74.
(11) عثمان بن سعيد الدارمي (المجسم)، رد الدارمي على بشر المريسي، ص72.
(12) عثمان بن سعيد الدارمي (المجسم)، رد الدارمي على بشر المريسي، ص73.
(13) عثمان بن سعيد الدارمي (المجسم)، رد الدارمي على بشر المريسي، ص85.
(14) ابن قيّم الجوزية، محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد الزرعي الدمشقي، أبو عبد الله. مولده ووفاته في دمشق. تتلمذ لابن تيمية، حتى كان لا يخرج عن شىء من أقواله، بل ينتصر له في جميع ما يصدر عنه.. وهو الذي هذب كتبه ونشرها، وسجنَ معه في قلعة دمشق، وأهين وعذب بسببه، وطيف به على جمل مضروبًا بالعصيّ، وأطلقَ بعد موت ابن تيمية. وألف تصانيف كثيرة منها: “إعلام الموقعين. ولد سنة 691للهجرة، وتوفي سنة 751 للهجرة. الزركلي، الأعلام، ج6، ص56.