خَطَرُ التَّفْسِيرِ
انتَبِهوا، لا يَجوزُ للإنسانِ أن يَهجُمَ على تَفسيرِ القرآنِ أو على تَفسيرِ حديثِ الرَّسولِ ﷺ بغيرِ عِلمٍ.
قال رسولُ الله ﷺ: «مَن قال في القرآنِ برأيِه أَلجَمَه اللهُ بِلِجامٍ مِن نارٍ يومَ القيامة». هذا حديثٌ صَحيح، صَحَّحهُ الحافظُ ابنُ حجرٍ العَسقلاني في كِتابِه المطالب العالية. ومعنى قوله ﷺ: «مَن قال في القرآن برأيِه» أي: بلا عِلم، يتكلَّمُ مِن عندِ نفسِه.
ومثلُ ذلك ما يفعَلُه بعضُ النّاسِ اليوم؛ يكونُ في مجلسٍ أو في مُحاضَرة، فإذا سُئِلَ عن آيةٍ يَستحي أن يقولَ: «لا أدري»، فيُقدِمُ على الكلام بغيرِ عِلم، فَتكونُ معصيتُه مِن الكبائر. وقولُه ﷺ: «ألجمه الله بلجامٍ من نار» تسمعون باللِّجام؟ هذا الذي يُوضَعُ للحِصان.
أي: يومَ القيامة، إنْ ماتَ بلا توبةٍ ولم يَعفُ اللهُ عنه، جُعِلَ في فمِه كاللِّجام الذي يُوضَعُ للفَرس، لكن مِن نارٍ يتعذَّبُ به.
المؤمنُ الصادقُ إذا سَمِعَ هذا يَخافُ، ويقولُ: كيف أتجرَّأُ على تفسيرِ آيةٍ أو حديثٍ بغيرِ عِلم؟
مرَّةً سألتُ شيخَنا رحمه الله، وكان مُحدِّثًا وعالمًا كبيرًا ومُجتهِدًا، قلتُ له: ما تفسيرُ هذا الحديث؟ فقال: الأصمعيُّ شيخُ اللُّغة ما فسَّره، وأنا لا أجرؤُ على تفسيرِه.
هذا مِن تواضُعِ أهلِ العِلم، يقولون: قد سبَقني علماءُ كبارٌ فلم يفسِّروه، فكيف أجرؤُ أنا؟ أمَّا الذي يَطلُبُ الدُّنيا والمنصِبَ والشُّهرة، فيستحي أن يقولَ لتلميذه: «لا أعلم»، فيَحمِلُه ذلك على الكلام بغيرِ عِلمٍ، وربما وقع والعياذُ بالله في تكذيبِ الدِّين، ومَن كذَّبَ الدِّين كَفَر.
لفضيلة الشيخ الدكتور نبيل الشريف حفظه الله تعالى
