*قال الشيخ رحمه الله تعالى:* في البخاريّ في كتاب صلاة الاستسقاء عن ابن عمر رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: *”إنّ الشمسَ تدنو يوم القيامة من رؤوس الناس فبينما هم كذلك إذِ استغاثوا بآدم”* ثم ماذا كانت استغاثتهم؟ هي أن قالوا لآدم: *” يا آدم أنت أبو البشر خلقكَ الله بيدِه وأسجدَ لك ملائكتَه وعلّمكَ أسماءَ كلِّ شىء اشفع لنا إلى ربنا”* هذه *”اشفع لنا إلى ربنا”* هذا توسل وهذا استغاثة، أحدُهم قال لي بدمشق مرة: الاستغاثةُ هذه لا تجوز أما التوسل يجوز، ما فهم أن الاستغاثة هي التوسل بشهادة هذا الحديث حديث البخاري وشهادة علماء اللغة، هذا الحافظ السبكي نحويٌّ فقيهٌ لغويٌّ أصوليٌّ محدِّثٌ حافظٌ قال: *”الاستغاثةُ والتوسلُ والتجوُّهُ والتوجُّهُ بمعنى واحد”* هو لغوي، هؤلاء ما فهموا ما هي الاستغاثة وما هو التوسُّل يظنُّون أن هذا غير هذا، إذا أنت وقعتَ في ضيقٍ فذهبتَ إلى شخص وقلتَ له: أنا مكروب ساعِدني هذا يقال له استغاثة ويقال توسُّل، حديث الاستغاثة هذا لو كان هذا كفرًا الرسول يروي هذا؟!!! لو كان فِعلُهم هذا استغاثة الناس بآدم لو كان كفرًا أو حرامًا الرسولُ يستجيزُ أن يرويه؟!!! هل يكون الكفرُ مباحًا في الآخرة بعد أن كان ممنوعًا في الدنيا؟! الباطلُ باطِلٌ والقبيحُ قبيحٌ في الدنيا والآخرة، وكذلك تعلُّقُ هؤلاء بحديثِ النبي: *”إذا سألتَ فاسألِ الله واذا استعنتَ فاستعِن بالله”* في غيرِ محلِّه، لأنَّ معنى قولِ النبيّ *”إذا سألتَ فاسألِ اللهَ”* أن الأولى بأن يُسأل هو الله ليس معناه حرامٌ سؤالُ غيرِ الله شركٌ سؤال غير الله من حيٍّ أو ميتٍ حاضرٍ أو بعيدٍ كما يدّعون أولئك بما وضع لهم ابن تيمية من قاعدةٍ خبيثةٍ (لا يجوز التوسُّلُ إلا بالحيّ الحاضر) جعلوها كأنها قاعدة شرعية نص قرءاني أو نص حديثي كلام ابن تيمية ورفضوا ما كان عليه النبي وأصحابه، الرسول تُوُسِّل به في حياته في غير حضرته وبعد مماته تَوسلَ به الصحابةُ وما أحدٌ أنكرَ ذلك، وكذلك مسُّ القبر عندهم شرك، مسُّ القبر مَن قال إنه شِرك؟! إلا هذه الطائفة، أحمد بن حنبل الذي يقولون عنه شيخُ السُّنَّة له ثلاث روايات في مس القبر، رواية أنه يُستحبُّ وروايةٌ أنه مباح لا هو سنة ولا مكروه ورواية أنه مكروه، ما قال حرام أحمد بن حنبل، من أعرفُ بدين الله أحمد بن حنبل أم ابن تيمية؟! مَن؟! لِيقولوا، يمدحونه ويجعلونه أفضل الأئمة لكن لما يأتون إلى المسائل التي خالف فيها ابنُ تيمية أحمدَ بن حنبل وغيرهم من السلف ينحازون لابن تيمية ينسَون أحمد بن حنبل، ينسَونه، ثم أبو أيوب الأنصاري جاء إلى قبر الرسول ووضع وجهه على قبر الرسول فمرَّ مروان بن الحكم فقال: مَن هذا؟ ثم التفت إليه أبو أيوب فقال: “إني لم آتِ الحجرَ إنما أتيتُ رسول الله إني سمعتُ رسول الله يقول: *”إذا وليَ الدينَ أهلُه فلا تبكوا عليه ولكنْ إذا وليه غيرُ أهله فابكوا عليه”*، هذا أبو أيوب أليس قصده التبرك بوضع وجهه على قبر الرسول، ما غرضه من ذلك؟ هذا أبو أيوب الأنصاري هو من أكابر الصحابة ومشاهيرهم الرسول نزل في بيته ضيفًا أول ما جاء إلى المدينة هو فعل هذا وما أحد من الصحابةِ أنكر عليه ما قال له كيف تضع وجهك على قبر الرسول هذه وثنية كما يقول هؤلاء، إذا إنسان مسلم للتبرّك مدّ يده إلى قبر نبيّ أو وليّ عندهم وثنية، يقولون عباد القبور يقولون فلان قُبوري عندهم معناه عابد الوثن تعبد القبور هذا معناه عندهم.
قيل للشيخ: يقولون هذا لسدّ الذريعة
*قال الشيخ:* ما دخل هذا في ذلك، سدُّ الذريعة هل يكون بتحريم الحلال؟! هؤلاء لا يعرفون سدّ الذريعة
قيل للشيخ: يستشهدون يقولون سيدنا عمر قطع شجرة الرّضوان
*قال الشيخ:* ابنُه كان يسقي شجرة سمرة كان الرسول ينزل تحتها، يسقيها الماء حتى لا تيبس، هل معنى فعل عمر أن ذلك شركٌ لو تركها وجلس الناس للتبرك تحتها هل عمر يُكفّرهم كما تكفّر هذه الفئة؟! نحن لا نعترض على عمر ولا نعترض على ابنه حيث كان يسقي تلك السَّمُرة التي كان الرسول ينزلُ تحتها، هذا في صحيح ابن حبان
قيل للشيخ: ما معنى فِعل عمر؟
*قال الشيخ:* أراد أن يحتاطَ خاف أن يأتي بعض الناس فيُسيئوا الأدب. اهـ
