قال شيخنا الشيخ عبد الله الهرري رحمه الله ونفعنا به وأمدنا بأمداده:_ في الحديث الصّحِيح: “ليسَ مِنّا مَن لم يُوَقّر الكَبِيرَ ويَرحَم الصّغِير” رواه ابن حبان وأحمد.

معناهُ ليسَ مُسلِمًا كَامِلا مَن لا يُحافِظُ على تَوقِير مَن هوَ أَكبَرُ مِنهُ في السّنّ ورَحمَةِ الصّغِير لا يكونُ مؤمنًا كَامِلًا أي يَبقَى فيهِ نَقصٌ، أمّا التّشَاوُر فهوَ أَمرٌ مُهمّ، اللهُ تَعالى قال لرَسُوله: “وشَاوِرْهُم في الأمر” مع أنّ الرّسولَ غَنيّ عن مُشَاوَرةِ أَصْحَابِه بالوَحْي مع ذلكَ حتى يَقتَدِيَ بهِ أُمّتُه أُمِرَ بمُشَاوَرةِ أَصحَابِه. الاسْتِبْدَادُ بالرّأي لا خَيرَ فِيهِ.

أمّا التّواضُع فقَد قالَ فيهِ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: “إنّكُم لتَغفُلُونَ عن أفضَلِ العِبَادَةِ التّواضُع” رواه ابن أبي الدنيا.

التّواضُع مِن أفضَل العِبادَة. الرّسولُ عليهِ السّلام كانت البِنتُ الصّغِيرَةُ تَأخُذ بيَده ولا يَنزع يدَه مِن يَدِها حتى تَنزِعَ هيَ ليَقضِيَ حَاجَتَها، الأطفالُ البَنات قد يُرسِلُها أَهلُها إليهِ عليهِ السّلام فيُقبِلُ علَيها إقْبالًا كَامِلًا حتى يَقضِيَ حَاجتَها. مَرّةً كانَ جَالِسًا هوَ فجَاءت امرأةٌ فأُرعِدَت مِنَ الهَيْبَةِ، مِن هَيْبَة الرّسولِ صلى الله عليه وسلم فقالَ لها : “هَوّنِي علَيكِ فإنّمَا أنَا ابنُ امرَأةٍ تَأكُلُ القَدِيدَ”

القَدِيدُ هوَ اللّحمُ المجَفَّفُ هَذا الفُقَراءُ يَأكُلُونه أمّا الأغنياءُ الكِبَارُ كُلَّ يَوم لحما جَديدا يَأكلُونَ، معناهُ أنَا لَستُ مِن تِلكَ الطّبَقَة، أَهْلِي مَا كانُوا مِن تِلكَ الطّبَقةِ فهَدأَت لما كَلّمَها بذلك.

 وكانَ مِن شِدّةِ تَواضُعِه كُلَّ يَوم صَباحًا يَمُرُّ على حُجَرِ نِسَائِه يَقِفُ على بابِ هَذه فيَقُولُ “السّلامُ علَيكُم أهلَ البَيتِ ورَحمةُ الله وبركاته”، وعلى بابِ هَذه وعلى بابِ هذه، وفي هذا الحديث دَليلٌ على أنّ المرأةَ قَد تُخاطَب بضَمِير الذّكُور، السّلامُ عليكم مِن بابِ التّعظِيم. بَعضُ الشّيعَةِ لا يَعتَبِرُونَ نِسَاءَ الرّسول مِن أهلِ بَيتِ الرّسول صلى الله عليه وسلم، هَذا غَلَطٌ كَبِير، يقولونَ اللهُ قال: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ البَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} هذا ضَمِيرُ الذُّكُور، نِسَاءُ الرّسُولِ مَا دَخَلْنَ، هَذه حُجّةُ الشّيعَةِ وهيَ بَاطِلَةٌ، الآيةُ تَشمَلُ نِسَاءَ الرّسُول كُلَّهُنَّ، كُلّهنّ أهل البَيت، ليسَ أهلُ البَيتِ عَلِيّا وفاطِمة والحسَن والحسَين فقط، لا. كُلُّ هؤلاء أهلُ البَيت.