مسئلة: قولُ المشبِّهةِ إنَّ أوَّلَ من فَسَّرَ الاستواءَ بالاستيلاءِ هم المعتزلةُ كَذِبٌ.
• أهلُ السُّنَّةِ والجماعة فَسَّروا الاستواءَ بالقهرِ الذي هو الاستيلاء، هذا لائقٌ بالله، لذلك فَسَّروه بالقهر، أمَّا الجلوسُ والاستقرارُ والقعودُ والمُحاذاةُ فلا يليقُ بالله.
قال تعالى: (إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ ۗ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ ۗ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ)
قال الشيخ: قال إمامُ أهلِ السُّنَّةِ أبو منصور الماتريدي: “ثمَّ” هنا بمعنى الواو.
ثمَّ لا تأتي دائمًا بمعنى ترتيب حصولِ ما بعدها عما قبلها.
فمعنى الآية: الله سبحانه وتعالى بعد أن خلقَ الماءَ والعرشَ والقلمَ واللوحَ، وجرى القلمُ بقدرةِ الله وكتب مقاديرَ الخلائقِ إلى آخرِ الدنيا، بعد ذلك، الرسول قال: بخمسين ألف سنةٍ، الله تعالى خلق السمواتِ والأرض، فإذًا خلق الماءَ والعرشَ والقلمَ واللوحَ قبل خلقِ السمواتِ والأرض.
فالمعنى هنا: وهو مستوٍ على العرش، وقد استوى على العرش أي وهو قاهرُ العرش، لأنَّ العرش خُلِق قبل السمواتِ والأرض.
قال الشاعرُ العربي:
إنَّ من ساد ثمَّ ساد أبوه ثمَّ قد ساد قبلَ ذلك جدُّه.، الذي يسود أوَّلًا الجدُّ ثمَّ الأبُ ثمَّ الابنُ – فـ”ثمَّ” هنا بمعنى الواو، ترتيبُ الإخبارِ وليس ترتيبَ الحصول.
