أبو لهب لايخفف عنه العذاب كما يزعم جهلة الصوفية pdf

هذه المسألة، مسألةُ أبي لهب، من المسائل التي تكلم بها أهل الفتنة كثيرًا، ومن بينهم سامر أبو الغم، وطعنوا بها في شيخنا الشيخ عبد الله الهرريّ رحمه الله. وبكلام هذا العالم يظهر لك جليًّا، أخي القارئ، أن الشيخ رحمه الله لم يأتِ بشيءٍ جديد، وإنما تكلم بما يُوافق قواعد الشرع وكلام العلماء.

وإن العبرة تكون بموافقة الشرع وقواعد الدين، وأن القول بتخفيف العذاب يصادم النصوص الشرعية، ولو قاله من قاله في كتب السيرة والتفسير. والعالم قد يخطئ أحيانًا، وقد يتبعه في ذلك الخطأ من ينقل عنه دون تحقيقٍ ولا تدقيق، وقد فعل ذلك عدد من العلماء. والعبرة هنا بموافقة الشرع، وقد بين هذا العالم ذلك ووضحه في كتابه.

والعلم يكون بالتلقي من العلماء، كما هي سنة العلم ورسالته.

وبهذه الرسالة أيضًا يظهر لك قدر الشيخ رحمه الله، فهو العالم الجليل، وقدوة المحققين، وعمدة المدققين، الإمام المحدث، الحافظ، الزاهد التقي الورع، لا يخاف في الله لومة لائم. لقد قام على التحذير من أهل الضلال في وقت سكت فيه الكثيرون، وبين زيغهم وفساد معتقدهم. ومن عاش معه وعاشره لم يجد منه إلا محاسن الأخلاق والتقوى وشدة الورع.