أثر الفلسفة وأهل الأهواء في تشكّل الفكر العقدي عند ابن تيمية

أثر الفلسفة وأهل الأهواء في تشكّل الفكر العقدي عند ابن تيمية

يُظهر تحليل التراث الفكري لابن تيمية أنّه لم يكن بمعزل عن التأثر بالتيارات الفلسفية ومقالات أهل الأهواء، بل يظهر في عدد من كتبه إعجابٌ واضح ببعض تقارير الفلاسفة، إلى درجة الثناء عليهم في مواضع متعددة. راجع الرابط التالي: https://www.facebook.com/share/p/17LBVjBskV/

ومن أبرز ما تأثر به قوله بأزلية جنس العالم، وهي النظرية التي تبنّاها الفيلسوف الأندلسي ابن رشد الحفيد ودافع عنها بإسهاب في كتابه مناهج الأدلة.

راجع الرابط: https://www.facebook.com/share/p/1BUnvccbRd/

وقد استمدّ ابن تيمية هذا التصور أيضا من مواضع في كتاب النجاة لابن سينا.

كذلك تبنّى ابن تيمية القول بقيام الحوادث في ذات الله، وهو مبدأ أصله في المدرسة الكرامية، التي تميزت بقولها بإمكان قيام الحوادث بذات الخالق تعالى، خلافًا لإجماع المتكلمين على امتناع ذلك.

راجع الرابط التالي: https://www.facebook.com/share/p/1ZGe1v8P9W/

وراجع الرابط التالي:

https://www.facebook.com/share/p/1BYy6KzWkK/

أما القول بفناء النار، فقد استمده هذا الحراني من مقالة الجهم بن صفوان، إذ وافقه في شطر من عقيدته المتعلق بمآل الكافرين. راجع الرابط التالي: https://www.facebook.com/share/p/19tFRah9Jn/

كما يظهر في بعض نصوصه استشهاده بكتب أهل الكتاب المحرفة لإثبات التحيز المكاني لله تعالى.

راجع الرابط التالي:

https://www.facebook.com/share/p/17gFj1D17v/

كما أخذ القول بأن كلام الله بحرف وصوت من الكرامية، مقرًّا بقدم نوع الكلام وحدوث أفراده، وهو موقف يتقاطع في بعض وجوهه مع مذهب المعتزلة في القول بحدوث أفراد الكلام.

ورغم هذا التداخل الفكري، فإن ابن تيمية لم يصرّح دائمًا بتبنيه الصريح لهذه الاتجاهات، بل كان في مواضع كثيرة يردّ على الفلاسفة والكرامية والجهمية فيما يخالفهم فيه ليُظهر مخالفته لهم، غير أن نزعته التمجيدية تجاه بعض رموز التجسيم والتشبيه تبقى ظاهرة في عباراته .

أما عن منهجه في الاستدلال بالنقل، فإن دعواه الاقتصار على الأدلة النقلية لا تستند إلى منهج تأويلي منضبط، إذ نجده يعتمد النصوص المتشابهة لتفسير النصوص المحكمة، ويقدّم الأحاديث الضعيفة على الصحيحة، كما في تضعيفه لرواية «كان الله ولم يكن شيء قبله» لصالح أحاديث تخدم تصوره في أزلية جنس العالم

إلى ذلك، يوظّف ابن تيمية مخطوطات منقطعة الإسناد تُنسب إلى السلف زورًا، ويعاملها معاملة النصوص القطعية في الثبوت، لتأييد آرائه ومهاجمة علماء الإسلام.

كما يُقرّر أيضا أن الفطرة تقتضي معرفة الله بصفاته، في حين أن تقريرات اهل السنة تؤكد أن الفطرة لا تتجاوز إثبات وجود الله دون الخوض في صفاته .

وللوقوف على بعض مخالفات ابن تيمية، يرجى مراجعة هذا الرابط:

https://www.facebook.com/share/p/17PLBWCNeB/

فالتأسيس النقلي الذي يزعم ابن تيمية اتباعه لم يكن دائمًا قائمًا على أدلةٍ ذات قوةٍ إثباتية راسخة؛ فهو يعتمد في بعض المواضع على نصوصٍ متهاونة من حيث الثبوت أو الحجية، مما يضفي على استدلالاته طابعًا انتقائيًا تبريريًا أكثر منه تحقيقًا علميًا منضبطًا. وبذلك تتحول “النقول” من وسائل توثيق إلى أدوات تأييد مذهبي، تُستحضر لتعضيد رأيٍ مسبق لا لاختباره.

أما من حيث البناء الفكري العام، فإن المنهج التيمي يقوم على توظيفٍ انتقائي للموروث الفلسفي ومقالات أهل البدع؛ ثم يعمد إلى الرد عليهم في مواضع أخرى، فينتج عن ذلك تركيب تلفيقي تتجاور فيه المفاهيم المتعارضة دون نسق معرفي صارم. فهو يوظف المادة الفلسفية و كلام المخالفين كأدوات دفاعية لا كمنظومة فكرية متكاملة، وهذا ما أنتج منهجًا متذبذبًا ؛ فهو يرفع شعار الاعتماد على الوحي والفطرة، لكنه في الوقت ذاته يستعير مفاهيم فلسفية لتقوية موقفه الجدلي.

وهكذا تكوّن في فكره نمط من الخطاب الذي يهدف إلى نقض الخصوم أكثر مما يهدف إلى بناء نسق عقدي متماسك. وبناءً على ذلك، يمكن القول إن ابن تيمية قد أسّس منهجًا يقوم على الانتقاء من الموروثات المتعارضة بما يخدم غايته الجدلية، وأراءه في التجسيم

رابط ذو علاقة:

تجميع البحوث حول الفخر الرازي

https://www.facebook.com/share/p/1BjQvMBRyR/