*مختصر مسألة سُؤال الكافر عن دينه*
الكافرُ إنْ قالَ: (أنا كافرٌ) أو (مجوسيٌّ) أو (مُلحدٌ) يزدادُ كُفرًا إلى كُفرِهِ والعياذُ باللهِ تعالى؛ لأنَّهُ بقولِهِ هذا يكونُ رضيَ بالكُفرِ الَّذي هُو عليهِ.
2
والرِّضى بالكُفرِ معناهُ الأخذُ بالكُفرِ ومعناهُ القَبولُ بِهِ. هذا تعريفُ الرِّضى في مسائلِ الأُصولِ. ولا يُشترَطُ فيهِ استشعارُ الفرحِ والبهجةِ والسُّرورِ.
3
ويكفُرُ مَنْ يسألُ الكافرَ عن دينِهِ إذَا كانَ مُتَيَقِّنًا أنَّ المسؤولَ يُجيبُ بالكُفرِ كأنْ علمَ أنَّهُ يُجيبُ قائلًا: (أنا كافرٌ) أو (مجوسيٌّ) أو (مُلحدٌ) أو نحوُهُ.
4
ويكفُرُ مَنْ يسألُ الكافرَ عن دينِهِ إذَا كانَ مُتَيَقِّنًا أنَّ المسؤولَ يُجيبُ بالكُفرِ؛ لأنَّ سُؤالَهُ مع معرفةِ الجوابِ طلبٌ مِنَ المسؤولِ أنْ ينطِقَ بذلكَ الجوابِ.
5
ومعنى (أنَّه كانَ مُتَيَقِّنًا أنَّ المسؤولَ يُجيبُ بالكُفرِ) أي بالبناءِ على غَلَبَةِ الظَّنِّ لا على معنى اليقينِ القطعيِّ الَّذي لا يكونُ إلَّا لمَنْ يعلمُ الغَيبَ.
6
ولو سألَ مُسلمٌ كافرًا عن دينِهِ وكانَ يظنُّهُ يسكتُ فلا يُجيبُ؛ فلا يكفُرُ السَّائلُ لأنَّهُ لا يكونُ رضيَ للمسؤولِ بالكُفرِ ولا طلبَ مِنَه أنْ يزدادَ كُفرًا.
7
كذلكَ إنْ لم يعرفِ السَّائلُ دِينَ المسؤولِ؛ فلا يكونُ سُؤالُهُ كُفرًا، لأنَّهُ لا يكونُ رضيَ لهُ بالكُفرِ ولا يكونُ كمَنْ طلبَ مِنَ المسؤولِ أنْ ينطِقَ بالكُفرِ.
8
بخلافِ ما لو علمَ أنَّ المسؤولَ كافرٌ، فيكفُرُ إنْ كانَ مُتَيَقِّنًا أنَّ المسؤولَ يُجيبُ بالكُفرِ؛ ولا يكفُرُ إنْ لم يعلَمْ أنَّ المسؤولَ يُجيبُ بالكُفرِ ولكنَّه يأثمُ.
9
وإذَا سألَ مُسلمٌ كافرًا لا يعرفُ نوعَ كُفرِهِ: (هل أنتَ مُلحِدٌ؟) لا يكفُرُ لأنَّ المسؤولَ قد يُجيبُ بـ(لا) فلا يكفُر بجوابِهِ؛ ولا يكونُ السَّائلُ رضيَ له بالكُفرِ.
10
ولا يكفُرُ المُسلمُ إذَا سألَ كافرًا لا يعرفُ نوعَ كُفرِهِ: (هل أنتَ مُلحدٌ؟) لأنَّه هُنا لنْ يكونَ مُتيقِّنًا أنَّ المسؤولَ يكفُرُ في جوابِهِ لاحتمالِ أنْ يُجيبَ بـ(لا).
11
وقولُنا: (إنَّ مُجرَّد السُّؤالِ ليسَ كُفرًا) معناهُ بدونِ أنْ يقترنَ السُّؤالُ بمعرفةِ أنَّ المسؤولَ يُجيبُ بالكُفرِ، لأنَّ السَّائلَ بهذهِ الحالِ لا يكونُ رضيَ بالكُفرِ.
انتهى.
