الردّ المُحكم على تدليس جميل فؤاد على الباقلاني والقرطبي

الردّ المُحكم على تدليس جميل فؤاد على الباقلاني والقرطبي ،هذا الوهابي كذب ودلس على الإمام الباقلاني الذي نزه الله عن التقيد بالمكان والزمان وهاكم توثيق ذلك

Sheikh Said Said

يا جميل يا حامل الأسفار يا مدلس

جمعتَ بين التدليس على الأئمة و قلّة الأدب، ثم أردت أن تُظهر نفسك مُدافعًا عن عقيدة السلف، بينما أنت من حيث لا تشعر تهدمها بكذبك على العلماء.

اليوم نضع كلامك ونكشف كذبك على الإمام الباقلاني، و تحريفك على الإمام القرطبي، ونبيّن للناس ما أخفيته عمدًا.

1️⃣ أولًا: تدليسك على الإمام الباقلاني

أحضرتَ كلمة «ذاته» وادّعيت أن الباقلاني يقول: “استواء الذات على العرش بذاته” وهذه العبارة لا وجود لها في كتبه المعتمدة، لا في التمهيد ولا في الإنصاف. بل الموجود عكسه تمامًا، كما في تمهيد الأوائل (ص 300–301)، حيث قال عند سؤال «أين الله؟»:

«هذا سؤال عن المكانة، وليس هو ممّن يجوز أن يحيط به مكان ولا أن يُحاط به، غير أنّا نقول إنه على عرشه لا على معنى كون الجسم بالملاصقة والمجاورة، تعالى عن ذلك علوًا كبيرًا»

هذا النص وحده يكفي لفضحك.

الإمام الباقلاني يصرح بنفي:

الحيّز والمكان والمجاورة و الملاصقة

وكلّ ما يتوهّمه المجسّمون فإذا كان عندك ذرة علم كيف تجعل هذا الإمام شاهدًا على التجسيم؟!

ثم يكمل الباقلاني وهو ما أخفيته أنت فيقول عند سؤال «متى كان؟»: «سؤالك عن هذا يقتضي كونه في زمان، ولم يكن قبله أمَتِيّ، لأن قبل الزمان لم يكن زمان… وأن الخالق قبل المكان والزمان موجود، ووجوده منزه عن التوقيت»* فالإمام يقول بصريح العبارة: الله منزَّه عن الزمان الله منزَّه عن المكان الله كان ولا مكان ولا زمان فأين عقيدتك في هذا النص؟! أم أنك اقتطعت كلمة لتلصقها زورًا، وتركت كلام الباقلاني الذي يدمر التجسيم من جذوره؟

2️⃣ ثانيًا: كذبك على الإمام القرطبي

جئتَ بقول للقرطبي وأوهمت الناس أنه يثبت لله الجهة الحسية، وأنه يوافق فهمك الحرفي في “العلو الذاتي”. في حين أن القرطبي رحمه الله نص في تفسيره في أكثر من موضع على: نفي المكان عن الله نفي الجهة الحسية نفي الحلول والمماسّة أن العلو المذكور ليس علو جهة، بل علو قهر وقدر بل قال في تفسيره (ج 7 / ص 219): «قد قامت الأدلة العقلية على أن الله سبحانه لا يحلّ في مكان ولا يجري عليه زمان»

وقال أيضًا: «فمن شبّه الله بخلقه فقد كفر، ومن وصفه بالمكان أو الحلول فقد ضل» فكيف تنسب له ما لم يقل؟ القرطبي يصرّح بما يهدم مذهبك، وأنت تقتطع ما تهوى، وتترك النصوص التي تبيّن تنزيهه وتنزيه الأئمة لله عن المكان والحيّز.

قال القرطبي في المفهم شرح صحيح مسلم ان من حمل حديث الجارية على ظاهره فهو ضال من الضالين. كتاب القبس في شرح موطأ مالك لأبي بكر بن العربي المعافري -شرح حديث الجارية:

أما المكان فلا نقول به،

وأما السؤال عن الله بأين أي عن المكانة. والرواية الصحيحة والموافقة للحديث المتواتر هي رواية الامام مالك في الموطأ

سألها الرسول أتشهدين ان الا اله الا الله، قالت : نعم

قال : اتشهدين اني رسول الله

قالت : نعم

قال اعتقها فانها مؤمنة

و معلوم انه اذا ذكر الحديث فمالك النجم يعني ان الامام مالك اضبط للحديث من مسلم رضي الله عنهما.

والامام مسلم لم يأخذه على الظاهر

بل قال شارح صحيح مسلم النووي

هو سؤال عن تعظيمها لله

3️⃣ ثالثًا: خُدعة “الكيف مجهول” التي تكرّرها ما زلتَ تردد: «الاستواء معلوم والكيف مجهول» وكأنها عقيدة مالك يا كذاب . والحق أن هذه العبارة لم تثبت عن مالك إطلاقًا، بل الثابت عنه: «الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول» أو «الاستواء معلوم، والكيف مرفوع» أمّا عبارة “الكيف مجهول” فهي من مصطلحات المجسّمة الذين أثبتوا لله كيفية حقيقية ثم زعموا أنهم يجهلونها. فلا تنسب لأهل السنة ما هو من وضع الحشوية. الإمام الباقلاني نفى المكان والجهة والحيّز والزمان نصًا. والإمام القرطبي نفى حلول الله في جهة ونفى المماسّة والحدّ. وعبارة “الكيف مجهول” لا أصل لها في مذهب مالك ولا في كلام السلف. وما تروّج له من عبارات يا فرخ المجسّمة محرّفة لا علاقة لها بعقيدة أهل السنة الأشاعرة.

يا جميل يا حامل الأسفار يا مدلس

إن كنت تظن أن الناس لا تقرأ، فها نحن نضع كتب الأئمة بين أيدينا، لتظهر فضيحة تدليسك وكذبك على العلماء.