البوطي يدعي الإجماع في مسئلة لم يقل بها أحدٌ على الإطلاق فضلاً عن بطلانها
يقول البوطي في كتابه “إلى كل فتاة تؤمن بالله” [ص/13]: “وقد تم الإجماع على أن المرأة لا تحرز رضى الله تعالى عنها بعملٍ من الأعمال الصالحة كما تحرزه بالسعي في سبيل يعين الرجل على الاستقامة الخلقية وضبط نوازعه الشهوانية، ولا تتسبب لغضب الله غليها بعمل من الأعمال المحرمة كما تتسبب إلى ذلك بالسعي في سبيل أن تثير في الرجل نوازعه الشهوانية وتقصيرٍ عن أسباب الاستقامة والعفة الخلقية”.
الرد: أقول لا أدري من أين يأتي البوطي بهذه الإجماعات وفي كل مرة يطالعنا بإجماعٍ لا أصل له.
وظاهر بطلان هذا الكلام وفساده لكل ذي عينين لأن أكبر عمل صالح يقوم به الرجل أو المرأة على الإطلاق هو الإيمان لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “أفضل الأعمال إيمان بالله ورسوله” رواه البخاري [1].
وإن أكبر ما يسبب غضب الله تعالى أن يقوم الشخص بأكبر الكبائر على الإطلاق وهو الكفر لقوله تعالى: {إنَّ اللهَ لا يَغفِرُ أن يُشرَكَ بهِ ويغفرُ ما دونَ ذلكَ لمن يشاء} [سورة النساء/48]، ولقوله تعالى: {ومَن يكفُرْ بالإيمانِ فقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ} [سورة المائدة/5].
ولو حاول بعضٌ التأويل للبوطي أن البوطي يتكلم عن المرأة المسلمة نقول له: إنه لم يقيد ولكن ولو انه قيد بالمرأة المسلمة نقول حتى المرأة المسلمة هناك أشياء من الأعمال الصالحة أهم من هذا على ما زعم كالصلوات الخمس والصوم والزكاة. وأما الفرض عليها في ذلك الشأن فهو إن دعاها إلى الفراش تُلبّهِ ولو كانت على التنور كما ورد قي الحديث، وإن لم تُلبِ فهي عاصية ءاثمة إلا أن يكون لها عذر شرعي أو جسماني.
ولكن من قال إن هذا الأمر هو أكبر الكبائر كما يدعي حتى الزنى ذاته الذي هو من الكبائر لم يثبت في النص أنه أكبر الكبائر مطلقًا بل ثبت أن أكبر الكبائر بعد الكبر هو قتل النفس التي حرم الله قتلها.
وأخيرًا: لا شك أن المرأة إذا عملت على إعفاف زوجها لها ثوابٌ عظيم من الله تعالى، ولكن لا يُقال كما زعم البوطي: “تم الإجماع على أن المرأة لا تحرز رضى الله بعمل مثل هذا العمل”، وكذلك لا شك أن المرأة إن منعت الرجل حقه من الجماع بغير عذر تكون قد ارتكبت معصية كبيرة ولكن وليس أكبر الكبائر كما ادعى البوطي.
ملاحظة أخيرة: لا أدري ما هذا التناقض والتخبط العجيب عند هذا الرجل وهو هنا يطالبها بإعفاف الرجل ثم يبيح البوطي للمرأو أن تتصور أثناء مضاجعة زوجها أنها تضاجع غيره ولا حرج عليها.
ثم إن البوطي أيضًا أباح للرجل أن يحضر لزوجته التي تعاني برودة جنسية أفلامًا خلاعية وجنسية فقل بالله أيها القارئ من أين ستأتي العفة والبوطي يقوم بمثل هذه الفتاوى التي ما أنزل الله بها من سلطان.
الهوامش:
[1] أخرجه البخاري في صحيحه: كتاب الإيمان: باب من قال إن الإيمان هو العمل.
