بيان تواتر أحاديث ظهور المهدي

بيان تواتر أحاديث ظهور المهدي

الحفاظ متفقون على صحة حديث خروج المهدي، وقد أفرد عدة من أئمة أهل السنة التأليف في أخباره كالحافظ نعيم بن حماد شيخ البخاري في كتابه الفتن و الحافظ السيوطي وغيرهم كثيرون.

وقد صرح الحافظ ابن حجر بثبوته أيضا

راجع الرابط التالي:

https://www.facebook.com/share/p/186EFUyc8D/

وقد اشتهر أمر المهدي بين المسلمين على مرةالعصور، فقد قال ابن خلدون في تاريخه : “اعلَمْ أنَّ في الْمَشهورِ بينَ الكافَّةِ من أهلِ الإسلامِ على مَرِّ الأعصارِ أنَّه لا بُدَّ في آخِرِ الزَّمانِ من ظُهورِ رَجُلٍ من أهلِ البَيتِ يُؤَيِّدُ الدِّينَ، ويُظهِرُ العَدْلَ، ويَتَّبِعُه الْمُسلِمونَ ويَستَولي على الْمَمالِكِ الإسلاميَّةِ، ويُسَمَّى بالمَهديِّ، ويَكونُ خُروجُ الدَّجَّالِ وما بَعدَه من أشراطِ السَّاعةِ الثَّابِتةِ في الصَّحيحِ على أثرِه، وأنَّ عيسى يَنزِلُ من بَعْدِه فيَقتُلُ الدَّجَّالَ أو يَنزِلُ مَعَه فيُساعِدُه على قَتلِه، ويَأتَمُّ بالمَهديِّ في صَلاتِه، ويَحتَجُّونَ في الشَّأنِ بأحاديثَ خَرَّجَها الأئِمَّةُ، وتَكَلَّمَ فيها الْمُنكِرونَ لذلك، ورُبَّما عارَضوها ببَعضِ الأخبارِ… ثُمَّ ساقَ جُملةً مِنَ الأحاديثِ وتَكَلَّمَ عليها ثُمَّ قال: فهَذِه جُملةُ الأحاديثِ الَّتي خَرَّجَها الأئِمةُ في شَأنِ الْمَهديِّ وخُروجِه آخِرَ الزَّمانِ، وهيَ كما رَأيتَ لَم يَخلُصْ مِنها مِنَ النَّقدِ إلَّا القَليلُ والأقَلُّ مِنه”. انتهى

وبهذا يعلم كذب بعض الناس على ابنِ خَلدون أنَّه ضَعَّفَ أحاديثَ الْمَهديِّ كُلَّها، وهذا كَذِبٌ عليه، إنَّما ضَعَّفَ أكثَرَ الأحاديثِ لا كُلَّها.

وأحاديث المهدي بلغت حد التواتر المعنوي، كما صرح بذلك عدد من العلماء كالسخاوي في الفتح المغيث و أبي العلاء العراقي و ابن حجر الهيثمي، و الحافظ السيوطي، وغيرهم:

قال السفاريني الحنبلي: ” قد كثرت الأقوال في المهدي حتى قيل: لا مهدي إلا عيسى ، والصواب الذي عليه أهل الحق أن المهدي غير عيسى ، وأنه يخرج قبل نزول عيسى عليه السلام . وقد كثرت بخروجه الروايات حتى بلغت حد التواتر المعنوي ، وشاع ذلك بين علماء السنة حتى عد من معتقداتهم”. انتهى

وقال أبو الفيض الكتاني في نظم المتناثر من الحديث المتواتر : “والحاصل أن الأحاديث الواردة في المهدي المنتظر متواترة” انتهى

وقال صديق حسن خان في الإذاعة: “الأحاديث الواردة في المهدي على اختلاف رواياتها كثيرة جداً تبلغ حد التواتر المعنوي” . انتهى

وقال القاضي محمد بن علي الشوكاني في التوضيح في تواتر ما جاء في المهدي المنتظر والدجال والمسيح: «والأحاديث الواردة في المهدي التي أمكن الوقوف عليها منها خمسون حديثاً في الصحيح والحسن والضعيف المنجبر وهي متواترة بلا شك ولا شبهة”. انتهى

وقد احتج السيوطي في العرف الوردي بحديث ‏ ‏أَبِي سَعِيدٍ ‏ ‏وَجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ‏ ‏قَالا : ‏قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ‏‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ “يَكُونُ فِي ءاخِرِ الزَّمَانِ خَلِيفَةٌ يَقْسِمُ الْمَالَ وَلا يَعُدُّهُ”. رواه مسلم

فهذا الحديث جعله السيوطي كأصل صحيح دال على صحة ظهور المهدي.

بل روى الحاكم في المستدرك عن أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلم: “لا تقوم الساعة حتى تملأ الأرض ظلما وجورا وعدوانا، ثم يخرج من أهل بيتي من يملأها قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وعدوانا”. وقال الحاكم هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه. وأقره الذهبي وهذا رد على من يحتج بتساهل الحاكم هنا في التصحيح

وروى أبو داود عن أبي سعيد الخدري أيضا أنه قال: “قَالَ‏ ‏قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : “الْمَهْدِيُّ مِنّي ‏أَجْلَى ‏الْجَبْهَةِ ‏أَقْنَى ‏‏الْأَنْفِ يَمْلأ الأرْضَ‏‏ قِسْطًا وَعَدْلا كَمَا مُلِئَتْ جَوْرًا وَظُلْمًا يَمْلِكُ سَبْعَ سِنِينَ”.

وروى أحمد عَنْ ‏ ‏أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيّ ‏قَالَ ‏قَالَ النَّبِيُّ ‏‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : “يَكُونُ مِنْ أُمَّتِي‏ ‏الْمَهْدِيُّ‏ ‏فَإِنْ طَالَ عُمْرُهُ أَوْ قَصُرَ عُمْرُهُ عَاشَ سَبْعَ سِنِينَ أَوْ ثَمَانِ سِنِينَ أَوْ تِسْعَ سِنِينَ يَمْلأ الأرْضَ ‏‏ قِسْطًا وَعَدْلا وَتُخْرِجُ الأرْضُ نَبَاتَهَا وَتُمْطِرُ السَّمَاءُ قَطْرَهَا”. انتهى

وروى أيضا ‏عَنْ ‏ ‏أَبِي سَعِيدٍ ‏ ‏أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏قَالَ : “تُمْلأ الأرْضُ ظُلْمًا ‏ ‏وَجَوْرًا ‏ثُمَّ يَخْرُجُ رَجُلٌ مِنْ ‏ ‏عِتْرَتِي ‏ ‏يَمْلِكُ سَبْعًا أَوْ تِسْعًا فَيَمْلأ الأرْضَ قِسْطًا وَعَدْلا”. انتهى

وروى ‏عَنْ ‏ ‏أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيّ ‏ ‏قَالَ :” ‏قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ‏‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ : “لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَمْتَلِئَ الأرْضُ ظُلْمًا وَعُدْوَانًا قَالَ ثُمَّ يَخْرُجُ رَجُلٌ مِنْ ‏‏عِتْرَتِي ‏أَوْ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي ‏يَمْلَؤُهَا قِسْطًا وَعَدْلا ‏كَمَا مُلِئَتْ ظُلْمًا وَعُدْوَانًا”. انتهى

و ‏ ‏روى أيضا عَنْ ‏ ‏أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيّ ‏ أنه قَالَ: ‏ ‏قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏: “أُبَشِّرُكُمْ ‏ ‏بِالْمَهْدِيّ ‏ ‏يُبْعَثُ فِي أُمَّتِي عَلَى اخْتِلافٍ مِنْ النَّاسِ وَزَلازِلَ فَيَمْلأ الأرْضَ ‏‏ قِسْطًا وَعَدْلا كَمَا مُلِئَتْ ‏جَوْرًا وَظُلْمًا ‏يَرْضَى عَنْهُ سَاكِنُ السَّمَاء وَسَاكِنُ الأرْضِ يَقْسِمُ الْمَالَ صِحَاحًا فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مَا صِحَاحًا قَالَ بِالسَّوِيَّةِ بَيْنَ النَّاسِ قَالَ وَيَمْلأ اللَّهُ قُلُوبَ أُمَّةِ ‏مُحَمَّدٍ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏غِنًى وَيَسَعُهُمْ ‏ عَدْلُهُ حَتَّى يَأْمُرَ مُنَادِيًا فَيُنَادِي فَيَقُولُ مَنْ لَهُ فِي مَالٍ حَاجَةٌ فَمَا يَقُومُ مِنْ النَّاسِ إِلا رَجُلٌ فَيَقُولُ ائْتِ ‏‏السَّدَّانَ ‏‏يَعْنِي الْخَازِنَ ‏‏فَقُلْ لَهُ إِنَّ ‏‏الْمَهْدِيَّ ‏‏يَأْمُرُكَ أَنْ تُعْطِيَنِي مَالا فَيَقُولُ لَهُ ‏احْثِ ‏‏حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ فِي حِجْرِهِ وَأَبْرَزَهُ نَدِمَ فَيَقُولُ كُنْتُ أَجْشَعَ أُمَّةِ ‏ ‏مُحَمَّدٍ ‏‏نَفْسًا ‏أَوَعَجَزَ ‏ ‏عَنّي مَا ‏ ‏وَسِعَهُمْ ‏ ‏قَالَ فَيَرُدُّهُ فَلا يَقْبَلُ مِنْهُ فَيُقَالُ لَهُ إِنَّا لا نَأْخُذُ شَيْئًا أَعْطَيْنَاهُ فَيَكُونُ كَذَلِكَ سَبْعَ سِنِينَ أَوْ ثَمَانِ سِنِينَ أَوْ تِسْعَ سِنِينَ ثُمَّ لا خَيْرَ فِي الْعَيْشِ بَعْدَهُ ‏أَوْ قَالَ ثُمَّ لا خَيْرَ فِي الْحَيَاةِ بَعْدَهُ”. انتهى

وروى الترمذي عَنْ ‏ ‏أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيّ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏خَشِينَا أَنْ يَكُونَ بَعْدَ نَبِيِّنَا ‏ ‏حَدَثٌ ‏ ‏فَسَأَلْنَا نَبِيَّ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏فَقَالَ ‏ ‏: “إِنَّ فِي أُمَّتِي‏ ‏الْمَهْدِيَّ ‏‏يَخْرُجُ يَعِيشُ خَمْسًا ‏ ‏أَوْ سَبْعًا أَوْ تِسْعًا ‏ [‏زَيْدٌ ‏ ‏الشَّاكُّ] ‏ ‏قَالَ قُلْنَا وَمَا ذَاكَ قَالَ سِنِينَ قَالَ فَيَجِيءُ إِلَيْهِ رَجُلٌ فَيَقُولُ يَا ‏ ‏‏مَهْدِيُّ ‏ ‏ ‏أَعْطِنِي أَعْطِنِي قَالَ ‏ ‏فَيَحْثِي ‏ ‏لَهُ ‏ فِي ‏ ثَوْبِهِ مَا اسْتَطَاعَ أَنْ يَحْمِلَهُ”.

قال الترمذي ‏هَذَا ‏ ‏حَدِيثٌ حَسَنٌ.

‏ ‏وروى ابن ماجه ‏عَنْ‏ ‏أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيّ ‏ ‏أَنَّ النَّبِيَّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏قَالَ ‏” “يَكُونُ ‏ فِي أُمَّتِي ‏ ‏الْمَهْدِيُّ ‏ ‏إِنْ ‏ قُصِرَ فَسَبْعٌ وَإِلا فَتِسْعٌ فَتَنْعَمُ ‏ فِيهِ أُمَّتِي نِعْمَةً لَمْ يَنْعَمُوا مِثْلَهَا قَطُّ ‏ ‏تُؤْتَى أُكُلَهَا وَلا تَدَّخِرُ مِنْهُمْ شَيْئًا وَالْمَالُ يَوْمَئِذٍ ‏ ‏كُدُوسٌ ‏ ‏فَيَقُومُ الرَّجُلُ فَيَقُولُ يَا ‏‏‏ مَهْدِيُّ ‏أَعْطِنِي فَيَقُولُ خُذْ”. انتهى

وروى ابن حبان في صحيحه أن رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: “لا تقوم الساعة حتى يملك رجل من أهل بيتي يواطىء اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا”. انتهى

وكل هذه الأحاديث تفسر ما رواه أبو هريرة عن رسول الله ﷺ أنه قال: «كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم وإمامكم منكم» رواه البخاري ومسلم.

فإن المهدي يخرج قبيل نزول عيسى عليه السلام. ولذلك قال الإمام البيهقي المتوفى سنة 458 هـجري : “والأحاديث في التنصيص على خروج المهدي أصح إسنادا، وفيها بيان كونه من عترة النبي صلى الله عليه وسلم”. انتهى

نقله عنه المزي في تهذيب الكمال

فالذي ينكر أحاديث المهدي بدعوى أنها من وضع الشيعة، فهو معاند، يرد الأحاديث بهواه، فإن عدد من روى حديث المهدي 38 نفسا منهم 33 صحابة و 5 تابعيون، والكثير من أتباع التابعين:

راجع الرابط التالي:

https://www.facebook.com/share/p/1HaAFdm4A1/

وقد خرٍّج أحاديث المهدي جماعة من أئمة الحديث من أهل السنة منهم أبو داود والترمذي وابن ماجة والبزار والحاكم والطبراني وأبو يعلى الموصلى، وأسندوها إلى جماعة من الصحابة مثل علي بن أبي طالب وابن عباس وابن عمر وطلحة وعبد الله بن مسعود وأبي هريرة وأنس بن مالك وأبي سعيد الخدري وأم حبيبة وأم سلمة وثوبان وقرة بن إياس وعلي الهلالي وعبد الله بن الحارث.

فالذي ينكر أحاديث المهدي أيضا بدعوى أن البخاري ومسلم لم يذكرانه فقد استدرك على علماء أهل السنة، والا فالبخاري ومسلم لم يلتزما بذكر كل الأحاديث الصحيحة في صحيحيهما