تجميع البحوث في ما يتعلق بشبهات الحشوية عن الكرسي موضع القدمين

  1. الجزء الأول: قوله تعالى: وسع كرسيه السماوات والأرض
  2. الجزء الثاني: ما نسب لأبي موسى الأشعري
  3. الجزء الثالث: ما نسب لابن عباس رضي الله عنهما
  4. الجزء الرابع: مقارنة بين عمار الدهني و جعفر ابن أبي المغيرة وشجاع بن مخلد
  5. الجزء الخامس: بيان أن بعض السلف فسروا الكرسي بالعلم وبعضهم فسره بالقدرة
  6. الجزء السادس: ما نسب لوهب بن منبه
  7. الجزء السابع: نقض دعوى تضعيف أثر جعفرَ بن أبي المغيرة، مقارنة بأثر عمار الدهني.
  8. الجزء الثامن: تأويل سعيد بن جبير

الجزء الأول: قوله تعالى: وسع كرسيه السماوات والأرض

شبهة الحشوية حول الكرسي موضع القدمين

الجزء الأول: قوله تعالى: “وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ”

هذه الآية معناها أن الكرسي الذي هو دون العرش أعظم سعة من السماوات السبع والأرضين السبع، بحيث لو جُمعت السماوات بعضها إلى بعض، والأرضون بعضها إلى بعض، لبقي الكرسي أوسع منها جميعًا.

وسُمي “كرسيًا” لأنه بمنزلة ما يُستعان به للارتقاء إلى مرتبة أعلى، كالكرسي الذي يُرتقى به إلى السرير.

وقد ثبت عن ابن عباس، كما روى ابن جرير الطبري وابن أبي حاتم عن الضحاك عنه، أنه قال: “لو أن السماوات السبع والأرضين السبع بُسطن، ثم وصلن بعضهن إلى بعض، ما كنَّ في سعة الكرسي إلا بمنزلة الحلقة في المفازة”.

وجاء أيضًا في حديث رواه أبو بكر بن مردويه بسنده عن أبي ذر الغفاري، قال:

“سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الكرسي، فقال: والذي نفسي بيده ما السماوات السبع والأرضون السبع عند الكرسي إلا كحلقة ملقاة بأرض فلاة، وإن فضل العرش على الكرسي كفضل الفلاة على تلك الحلقة”.

فإذا كان الكرسي بهذه العظمة، وهو دون العرش، فإن العرش أعظم المخلوقات، والكرسي جسم عظيم ساكن ثابت وهُو تحت العرش كما أنَّ الجنَّة دارَ السَّلام تحت العرش وكما أنَّ الماء الَّذي هُو أوَّل المخلوقات تحت العرش غير أنَّ الجنَّة أكبر مِن الكُرسيِّ والكُرسيُّ أكبر مِن السَّموات والأرض.

فالله خلق الكرسي ليُظهر الله به عظمته وقدرته، لا ليُتخذ موضعًا لقدم أو غير ذلك، كما تزعم طائفة الحشوية، حتى قال الوهابي أسامة بن توفيق القصّاص في كتابه “إثبات علو الله على خلقه والرد على الـمُخالفين” ما نصّه: “الكرسي موضع القدمين” أي أنّ الله يضع قدميه عليه ويستوي على عرشه”. انتهى

وهذا الكلام خروج من ربقة الاسلام ودعوة للوثنية، وشركيات أهل الكتاب.

إن القول بأن الله يضع قدمه على الكرسي باطل ومردود، فليس لله جارحتان كما للبشر والبهائم، لأن هذا لا يجوز على الله، وهذا الكرسي خلقه الله إظهارا لقدرته لا ليضع شيئًا جارحة عليه كما أن العرش خلقه الله تعالى إظهارًا لقدرته لأن الله سبحانه وتعالى لا يحتاج لمخلوقاته كما قال تعالى: ” فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ – آل عمران:97 –

والإمام الطحاوي الذي هو من السلف الصالح قال في عقيدته المشهورة العقيدة الطحاوية التي هي منشورة في الشرق والغرب يعلّمها علماء الإسلام في أندونيسيا وفي الصين وفي المغرب وفي بلاد الشام وفي بلاد الجزائر ومصر ونحو ذلك، قال في هذه العقيدة عن الله تبارك وتعالى: “تعالى عن الحدود والغايات والأركان والأعضاء والأدوات لا تحويه الجهات الست كسائر المبتدعات”، الله لا يوصف بالجوارح ولا بالأعضاء كاليد الجارحة والقدم الجارحة والرِّجل الجارحة والرأس ونحو ذلك ولا بالأدوات التي هي الأجزاء الصغيرة كاللسان واللهاة والأضراس، كل هذا لا يجوز على الله.

هذا وقد روى إمام المفسرين محمد بن جرير الطبري في تفسيره عن الضحاك في قوله: “وسع كرسيه السموات والأرض” قال: «كرسيه الذي يوضع تحت العرش، الذي يجعل الملوك عليه أقدامهم». انتهى

وما ورد في حديث الرسول عليه الصلاة والسلام:” لا تزال جهنم تقول هل من مزيد حتى يضع رب العزة فيها قدمه” قال أهل التفسير: ” أي ما يقدمه لها من الفوج الأخير الذين تمتلئ بهم جهنم وليس معناه أن الله له جارحة تسمى القدم يضعها في جهنم و العياذ بالله، ولا يقال عن الله أن له صفة تسمى القدم، أو صفة تسمى الركبة أوالهرولة.

أمّا الوجه واليد والعين ونحوها فقد ورد في النصوص القطعية إطلاقها على الله صفات لا جوارح، فيقال لله وجه لا كوجوهنا، ويد لا كأيدينا وعين لا كعيوننا، على المعنى الذي يليق بالله، لكن ما ثبت أن لله ساق وقدم و ركبة وهرولة. هذا تنسبه الحشوية لله يريدون تكييفه بدليل أن الواحد منهم يستدل على اثبات الساق باثبات القدمين وهذا هو التجسيم بعينه.

https://www.facebook.com/share/p/1FawEjjDRm/

الجزء الثاني: ما نسب لأبي موسى الأشعري

شبهة الحشوية حول الكرسي موضع القدمين

الجزء الثاني: أبو موسى الأشعري و شبهة نسبة القدمين لله.

روى ابن جرير الطبري في “تفسيره” والبيهقي في “الأسماء والصفات” من طريق سلمة بن كهيل، عن عُمَارة بن عُمَير، عن أبي موسى الأشعري أنه قال: “الكرسي موضع القدمين وله أطيط كأطيط الرَّحْل”

و رواه ابن أبي شيبة في العرش وعبدالله في كتاب السنة المنسوب له

وهذا النص المنسوب لأبي موسى الأشعري لا تثبت به صفة لله لسببين:

أ- الأول: أن لفظ القدمين لم يرد في كلام أبي موسى الأشعري مضافا لله أي لم يقل : “قدميه” بهاء الضمير.

فإن الوهابية ينكرون اثبات الساق من قوله تعالى: ” يوم يكشف عن ساق” لأنها لم ترد مضافة إلى الله، بل هم بزعمهم يثبتون الساق من الحديث الذي فيه: “يكشف ربنا عن ساقه” ، فنلزمهم هنا بلوازم منهجهم.

قال القاضي أبو محمد عبد الحق بن عطية في تفسيره المحرر الوجيز: “وقال أبو موسى الأشعري: الكرسي موضع القدمين وله أطيط كأطيط الرحل، وقال السدي: هو موضع قدميه. قال القاضي أبو محمد: وعبارة أبي موسى مخلصة؛ لأنه يريد هو من عرش الرحمن كموضع القدمين في أسرة الملوك، وهو مخلوق عظيم بين يدي العرش نسبته إليه نسبة الكرسي إلى سرير الملك، والكرسي هو موضع القدمين، وأما عبارة السدي فقلقة”. انتهى

وقال الشيخ محمد الطاهربن عاشور في تفسيره التحرير والتنوير: “وقال أبو موسى الأشعري والسدي والضحاك: الكرسي موضع القدمين من العرش، أي: لأن الجالس على عرش يكون مرتفعا عن الأرض فيوضع له كرسي لئلا تكون رجلاه في الفضاء إذا لم يتربع”.

ب- ثانيا: السند الذي روي به الأثر المنسوب لأبي موسى لا يصح الاحتجاج به في العقائد، ففيه:

– عُمَارة بن عُمَير: لم يسمع أبا موسى الأشعري ، وإنما روى عن ولده إبراهيم بن أبي موسى كما في ترجمته في “تهذيب الكمال” و “تهذيب التهذيب” و روى عن غيره الكثير.

فالإسناد هنا غير متصل، وقد تناقض الألباني في الحكم على هذا الأثر، حيث صححه في “مختصر العلو، وقال في ضعيفته ” وإسناده صحيح إن كان عمارة بن عمير سمع من أبي موسى فإنه يروي عنه بواسطة ابنه إبراهيم بن أبي موسى الأشعري، ولكنه موقوف، ولا يصح في الأطيط حديث مرفوع” .انتهى

فهذا الأثر إن صح عن أبي موسى فمعناه أن الكرسي مقارنة بالعرش كالكرسي بالنسبة للسرير الذي توضع عليه القدمين للصعود.

https://www.facebook.com/share/p/19uXx37u8B/

الجزء الثالث: ما نسب لابن عباس رضي الله عنهما

شبهة الحشوية حول الكرسي موضع القدمين

الجزء الثالث: ابن عباس و شبهة نسبة القدمين لله.

لفظ ” الكرسي موضع القدمين ” المروي عن ابن عباس نقله جمع كبير من الأئمة منهم عبد الرزاق والطبري والطبراني وابن خزيمة في التوحيد، وعبد الله في السنة وابن أبي شيبة في العرش، والدارمي في الرد على المريسي، والدارقطني في الصفات، والبيهقي في الأسماء والصفات، والحاكم في المستدرك، وغيرهم.

أ- قال يحي بن سلام التيمي البصري المتوفى حوالي 200 هجري، في تفسيره عند قوله تعالى ” ثم استوى على العرش” ما نصه: ” نا المعلى بن هلال عن عمار الدهني عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: الكرسي الذي وسع السماوات و الأرض لموضع القدمين, و لا يقدر قدر العرش إلا الذي خلقه. انتهى

ب- وجاء في كتاب السنة المنسوب لعبد الله بن الإمام أحمد بن حنبل المتوفى سنة 290 هـجري، ما نصه: حدثني ابي حدثنا ابن مهدي عن سفيان عن عمار الدهني عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: الكرسي موضع القدمين والعرش لا يقدر احد ما قدره

وقال: حدثني ابي حدثنا وكيع عن سفيان عن عمار الدهني عن مسلم البطين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس: قال الكرسي موضع قدميه والمرضى لا يقدر احد قدره”. انتهى

ورواه ابن خزيمة في كتابه التوحيد وفيه مسلم بن بطين.

ج- قال ابن جرير الطبري المتوفى سنة 310 هجري في تفسيره: “حدثنا أحمد بن إسحاق، قال: ثنا أبو أحمد الزبيري، عن سفيان، عن عمار الدهني، عن مسلم البطين قال: الكرسي موضع القدمين”. انتهى

د- قال ابن أبي حاتم الرازي المتوفى سنة 327 هجري في تفسيره: “حدثنا أبو سعيد بن يحيى بن سعيد القطان ، ثنا أبو أحمد الزبيري ، عن سفيان ، عن عمار الدهني ، عن مسلم البطين ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال: الكرسي: موضع قدميه”. انتهى.

هـ- نقل الطبراني المتوفى سنة 360 هجري في “الكبير” من طريق سفيان الثوري، عن عمار الدهني، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنهما أن الكرسي موضع القدمين.

و- قال البيهقي في الأسماء والصفات: ” أخبرنا أبو نصر بن قتادة أنا أبو عمرو بن نجيد السلمي انا أبو مسلم الكجي نا أبو عاصم عن سفيان عن عمار الدهني • عن مسلم البطين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس: وسع كرسيه السموات والأرض قال : موضع القدمين”، . قال ولا يقدر قدر عرشه ، كذا قال: موضع القدمين من غير إضافة”. انتهى

• وقع في بعض نسخ الأسماء والصفات، ذكر عمار الزهري والصحيح عمار الدهني.

ز- قال الذهبي المتوفى سنة 748 هجري في كتابه ” العلو” ما نصه: “حديث سفيان الثوري، عن عمار الدهني، عن مسلم البطين، عن سعيد بن جبير، عن ابـن عبـاس قال: “الكرسي موضع القدمين، والعرش لا يقدر أحد قـدره” رواته ثقات” . انتهى

فهذه الاثار لا يصح الاحتجاج بها في العقائد لأسباب منها:

– الأول: عمار الدهني وان وثقه بعض المحدثين فقد تكلم فيه غيرهم.

راجع الرابط التالي:

– الثاني: هذا الأثر تفرد به عمار الدهني، فعلى قول من قال أنه من الثقات، فإن ما تفرد به الثقة، اعتبره الإمام أحمد منكر.

راجع الرابط التالي

وعلى قول من قال أنه صدوق، فإن ما تفرد به الصدوق، إما أنه يتوقف فيه، أو يقبل حديثه و يُحسن ما لم يخالف.

راجع الرابط التالي:

https://www.facebook.com/share/p/1GmtTCZHVD/

وعمار الدهني خالف جعفر بن أبي المغيرة في روايته عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما أن كرسيه علمه، ولم يتابَع جعفر على ذلك بل خالفه الدهني، وكلاهما ـ أي عمار وجعفر ـ قد وُثّق، وكلاهما قد صُحّح سنده عن سعيد بن جبير عن ابن عباس.

راجع الرابط التالي:

https://www.facebook.com/share/p/1FwdqUbfAq/

ثم إن العلماء مختلفون في سماع الدهني من سعيد بن جبير

– قال بعضهم أن الدهني لم يسمع من سعيد بن جبير.

قال أحمد بن حنبل: لم يسمع من سعيد بن جبير شيئا. كما في تحفة التحصيل في المراسيل.

ونقل أبو عبيد الآجري، عن أبي داود قوله: “كانت لأبي بكر بن عياش صولة، مر به عمار الدهني، فقال له: تعال هاهنا، أنت سمعت من سعيد بن جبير ؟ فقال: لا. قال: اذهب بسلام”، كما في تهذيب الكمال.

– وأكد آخرون سماع الدهني من سعيد. مثل البخاري في تاريخه حيث صرح بسماعه من سعيد بن جبير، كما في إكمال تهذيب الكمال.

ويلاحظ أن عمار الدهني ، تارة يرويه مباشرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس، وتارة يرويه عن مسلم البطين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما، كما في السنة لعبد الله بن أحمد.

وعلى تقدير صحة هذا الحديث، فقد سره كبار حفاظ الحديث وفقهاء الحنابلة

– روى البيهقي عن ابن عباس في ” الأسماء والصفات ” : “الكرسي موضع القدمين” . انتهى من غير إضافة.

و قال ما نصه : ” وتأويله عند أهل النظر: مقدار الكرسي من العرش كمقدار كرسي يكون عند سرير قد وضع لقدمي القاعد على السرير ، فيكون السرير أعظم قدراً من الكرسي الموضوع دونه موضعا للقدمين ، والخبر موقوف لا يصح رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم”. انتهى

وقال الحافظ ابن الجوزي في ” الباز الأشهب” ما نصه : “ومعنى الحديث : أن الكرسي صغير بالإضافة إلى العرش كمقدار كرسي يكون عند سرير قد وضع لقدمي القاعد على السرير ” انتهـى

أي أن الكرسي حجمه صغير بالنسبة للعرش. فالعَرْشُ سَقْفُ الجنان، لا مستقرُّ الرحمان و الكرسيُّ آية القِدَم، لا موضع القدَم والسماءُ مسكَنُ الملَك، لا محلُّ الملِك.

https://www.facebook.com/share/p/1ADvCi3s34/

الجزء الرابع: مقارنة بين عمار الدهني و جعفر ابن أبي المغيرة وشجاع بن مخلد

شبهة الحشوية حول الكرسي موضع القدمين

الجزء الرابع: مقارنة بين عمار الدهني و جعفر ابن أبي المغيرة وشجاع بن مخلد

1- مقارنة بين عمار الدهني و جعفر ابن أبي المغيرة

أ- عمار الدهني روى من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس أن الكرسي موضع القدمين:

– عمار مختلف في توثيقه. راجع الرابط التالي:

https://www.facebook.com/share/p/1FaXbnGoJu/

– عمار صدوق كما نص الحافظ على ذلك في التقريب

فقال فيه: صدوق يتشيع ، وقال فيه ابن حبان: ربما أخطأ.

– عمار الدهني هو من رجال مسلم حيث أخرج له في المتابعات.

وليس له في صحيح مسلم هو وابنه معاوية بن عمار إلا حديثا واحدا في الحج.

– لم يُتابَع الدهني على قوله إنما خالفه جعفر ابن أبي المغيرة في سعيد بن جبير

ب- جعفر ابن أبي المغيرة روى من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس أن الكرسي هو العلم

– جعفر ابن أبي المغيرة مختلف في توثيقه. راجع الرابط التالي:

https://www.facebook.com/share/p/1FwdqUbfAq/

– جعفر صدوق كما نص الحافظ على ذلك في التقريب

وقال فيه: صدوق يهم

– جعفر اعتمد عليه البخاري في الجزم بتعليق له في صحيحه. فهو من رجال البخاري ضمنا كما ذكر الحافظ. ومعنى ضمنا، أي ليس في المواضع التي يعتمد فيها البخاري على الراوي اعتمادًا كليًا.

– لم يُتابَع جعفر على قوله إنما خالفه الدهني في سعيد بن جبير.

فتحصل أن الدهني مكافئ لجعفر ابن أبي المغيرة، فكلاهما إما صحيح الحديث أو حسنه إذا لم يخالفا.

2- مقارنة بين عمار الدهني و شجاع بن مخلد

أ- عمار الدهني

– وثقه أحمد ويحيى بن معين وأبو حاتم والنسائي

– هو صدوق عند الحافظ، كما في التقريب

– مذكور في ضعفاء العقيلي وميزان الذهبي

– أوقف الأثر على ابن عباس رضي الله عنهما.

ب- شجاع بن مخلد :

– وثقه أحمد ويحيى بن معين وابن قانع وأبو زرعة وغيرهم

– هو صدوق عند الحافظ، كما في التقريب

– مذكور في ضعفاء العقيلي وميزان الذهبي

– رفع الأثر من طريق ابن عباس رضي الله عنهما إلى النبي صلى الله عليه وسلم

فتحصل مما تقدم أن شجاع بن مخلد يكافئ عمار الدهنيَّ

https://www.facebook.com/share/p/17f3ycDqS2/

الجزء الخامس: بيان أن بعض السلف فسروا الكرسي بالعلم وبعضهم فسره بالقدرة

شبهة الحشوية حول الكرسي موضع القدمين

الجزء الخامس: بيان أن بعض السلف فسروا الكرسي بالعلم وبعضهم فسره بالقدرة

1- تفسير الكرسي بالعلم

ذكر بعض السلف أن الكرسي هو العلم، و هذا التفسير مأثور عند بعض الأئمة منهم:

أ- الامام سفيان الثوري، كما في تفسيره المنسوب إليه. راجع الصورة المرفقة.

و قال الحافظ في فتح الباري : قوله “وقال بن جبير كرسيه علمه” وصله سفيان الثوري في تفسيره في رواية أبي حذيفة عنه بإسناد صحيح وأخرجه عبد بن حميد وابن أبي حاتم من وجه آخر عن سعيد بن جبير “. انتهـى

وراجع الرابط التالي:

https://www.facebook.com/share/p/1A1fLKHrQY/

ب- الإمام أحمد، فقد نقل الللاكائي في شرح اعتقاد أهل السنة أن الإمام أحمد سئل عن قوله “وهو معكم أينما كنتم” وقوله ” ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم” – المجادلة: 7- قال: علمه: عالم بالغيب والشهادة، علمه محيط بالكل، وربنا على العرش بلا حد ولا صفة، وسع كرسيه السموات والأرض بعلمه”. انتهى

ج- الطبري: حيث قال في تفسيره: ” وأما الذي يدل علـى صحته ظاهر القرآن فقول ابن عبـاس الذي رواه جعفر بن أبـي الـمغيرة عن سعيد بن جبـير عنه أنه قال: هو علـمه، وذلك لدلالة قوله تعالـى ذكره: ” وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا ” علـى أن ذلك كذلك، فأخبر أنه لا يؤوده حِفظ ما علـم، وأحاط به مـما فـي السموات والأرض، وكما أخبر عن ملائكته أنهم قالوا فـي دعائهم: ” رَبَّنَا وَسِعْتَ كُـلَّ شَىْء رَّحْمَةً وَعِلْماً”. فأخبر تعالـى ذكره أن علـمه وسع كل شيء، فكذلك قوله: ” وَسِعَ كُرْسِيُّهُ ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَٱلاْرْضَ “. وأصل الكرسي: العلـم، ومنه قـيـل للصحيفة يكون فـيها علـم مكتوب كُرّاسة، ومنه قول الراجز فـي صفة قانص: حتـى إذَا ما احْتازَها تَكَرَّسا

يعنـي علـم. ومنه يقال للعلـماء: الكراسي، لأنهم الـمعتـمد علـيهم، كما يقال: أوتاد الأرض، يعنـي بذلك أنهم العلـماء الذين تصلـح بهم الأرض؛ ومنه قول الشاعر:

يَحُفُّ بِهِمْ بِـيضُ الوُجُوهِ وَعُصْبَةٌ كَرَاسِيُّ بـالأحْدَاثِ حِينَ تَنُوبُ

يعنـي بذلك علـماء بحوادث الأمور ونوازلها “. انتهى

ومع أنّه قال قبل ذلك بأنّ أولى الأقوال ما ورد به الأثر أن الكرسي موضع القدمين إلّا أنّه أعرض عنه واتخذ الرأي القائل بأنّ الكرسي معناه العلم ، وقد اتهم أحمد شاكر، الطبري بالتناقض حيث قال: ” العجب لأبي جعفر ، كيف تناقض قوله في هذا الموضع ! فإنه بدأ فقال : إن الذي هو أولى بتأويل الآية ما جاء به الأثر عن رسول الله صلي الله عليه وسلم ، من الحديث في صفة الكرسي ، ثم عاد في هذا الموضع يقول : وأما الذي يدل على صحته ظاهر القرآن ، فقول ابن عباس أنه علم الله سبحانه . فإما هذا وإما هذا ، وغير ممكن أن يكون أولى التأويلات في معنى”الكرسي” هو الذي جاء في الحديث الأول ، ويكون معناه أيضًا “العلم” ، كما زعم أنه دل على صحته ظاهر القرآن . وكيف يجمع في تأويل واحد ، معنيان مختلفان في الصفة والجوهر، وإذا كان خبر جعفر بن أبي المغيرة ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، صحيح الإسناد ، فإن الخبر الآخر الذي رواه مسلم البطين ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، صحيح الإسناد على شرط الشيخين ، كما قال الحاكم ، وكما في مجمع الزوائد: 323، رواه الطبراني ، ورجاله رجال الصحيح” ، كما بينته في التعليق على الأثر : 5792 . ومهما قيل فيها ، فلن يكون أحدهما أرجح من الآخر إلا بمرجح يجب التسليم له”. انتهى

وقال: ” وقد أراد الطبري أن يستدل بعد بأن الكرسي هو”العلم” ، بقوله تعالى : “ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما” ، فلم لم يجعل”الكرسي” هو”الرحمة” ، وهما في آية واحدة؟ ولم يجعلها كذلك لقوله تعالى في سورة الأعراف : 156 : “قال عذابي أصيب به من أشاء ورحمتي وسعت كل شيء”؟ واستخراج معنى الكرسي من هذه الآية كما فعل الطبري ، ضعيف جدا ، يجل عنه من كان مثله حذرا ولطفا ودقة . وأما ما ساقه بعد من الشواهد في معنى”الكرسي” ، فإن أكثره لا يقوم على شيء ، وبعضه منكر التأويل ، كما سأبينه بعد إن شاء الله . وكان يحسبه شاهدا ودليلا أنه لم يأت في القرآن في غير هذا الموضع ، بالمعنى الذي قالوه ، وأنه جاء في الآية الأخرى بما ثبت في صحيح اللغة من معنى”الكرسي” ، وذلك قوله تعالى في”سورة ص” : “ولقد فتنا سليمان وألقينا على كرسيه جسدا ثم أناب” . انتهى

هذا وقد ذكر بعض الباحثين أن هذا الموضع من اعتذاريات الطبري التي كان يتألف بها خصومه الحنابلة ويتقي شرهم بها ، فالإمام الطبري بعد أن لاقى ما لاقى من المنتسبين للمذهب الحنبلي ببغداد بزعامة المجسم عبدالله ابن الحافظ أبي داود صاحب السنن، لجأ إلى عدة أساليب لدفع شرهم منها مثل هذا الكلام أعلاه حتى يكفوا عنه .

و الطبري كان على جانب من الذكاء عظيم ، ولعل هذا من التورية من جانبه ، فهو قد أسند الحديث وفي الإسناد ما يكفي لإسقاطه ، ولا يتصور أن مثل الحافظ المجتهد الإمام الطبري يورد حديثا بمثل هذا الإسناد في معرض إثبات عقيدة ، فالإمام الطبري لم يكن راوية حديث فقط بل كان عالما محققا، فكأنه هنا يتبع طريقة “من أسند فقد أحال “، على حسب تعبير قواعد المحدثين . ثم إن هذا الرأي يترجح إذا علمنا أن كتاب التفسير مثله مثل كتاب التاريخ قد أملاه الإمام الطبري في مجلس عام يحضره الكثير من أعداءه المتحنبلة ولا يأمن الرجل شرهم في تلك الحالة وهو جالس في حاضرتهم في ذلك الوقت ببغداد، محاط بهم من كل حدب وصوب.

ونشير هنا أيضا أنه لا يمتنع تفسير الكرسي بالعلم في آية الكرسي خصوصا مع اثبات وجود الكرسي كسرير أصغر من العرش، وفق نصوص أخرى.

2- تفسير الكرسي بالقدرة

فسر بعض السلف أيضا الكرسي بالقدرة، وهذا التفسير لا يختلف عن عن مذهب من فسره بالعلم.

قَالَ الزَّجَّاجُ المتوفى سنة 311 هجري : وَقَالَ قَوْمٌ كُرْسِيُّهُ قُدْرَتُهُ الَّتِي بِهَا يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ . قَالُوا : وَهَذَا كَقَوْلِكَ اجْعَلْ لِهَذَا الْحَائِطِ كُرْسِيًّا أَيِ اجْعَلْ لَهُ مَا يَعْمِدُهُ وَيُمْسِكُهُ ، قَالَ : وَهَذَا قَرِيبٌ مِنْ قَوْلِ ابْنِ عَبَّاسٍ ؛ لِأَنَّ عِلْمَهُ الَّذِي وَسِعَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَا يَخْرُجُ مِنْ هَذَا ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِحَقِيقَةِ الْكُرْسِيِّ إِلَّا أَنَّ جُمْلَتَهُ أَمْرٌ عَظِيمٌ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ “. انتهى

وقال ابن ابي حاتم في تفسيره : ” حدثنا أحمد بن القاسم بن عطية، ثنا أحمد بن عبد الرحمن الدشتكي حدثنا أبي عن أبيه، ثنا الأشعث بن إسحاق عن جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس: أن بني إسرائيل قالوا: يا موسى هل ينام ربك؟ قال: اتقوا الله. فناداه ربه: يا موسى سألوك هل ينام ربك، فخذ زجاجتين بيديك، فقم الليل ففعل موسى فلما ذهب من الليل ثلث، نعس، فوقع لركبتيه، ثم انتعش، فضبطهما حتى إذا كان آخر الليل، نعس فسقطت الزجاجتان فانكسرتا فقال: يا موسى: لو كنت أنام. لسقطت السماوات والأرض فهلكن كما هلكت الزجاجتان بيديك، فأنزل الله على نبيه صلى الله عليه وسلم آية الكرسي ” . انته‍ى

وقال أيضا: ” قوله تعالى: له ما في السماوات وما في الأرض

حدثنا الحسن بن أبي الربيع، أبنا عبد الرزاق عن معمر، أخبرنا الحكم بن إبان، عن عكرمة مولى ابن عباس، في قوله: لا تأخذه سنة ولا نوم أن موسى عليه الصلاة والسلام سأل الملائكة: هل ينام الله؟ فأوحى الله إلى الملائكة وأمرهم أن يؤرقوه ثلاثا، فلا يتركوه ينام، ففعلوا، ثم أعطوه قارورتين فأمسكهما، ثم تركوه وحذروه أن يكسرهما. قال: فجعل ينعس وهم في يديه، في كل يد واحدة فجعل ينعس وينتبه، وينعس وينتبه، حتى نعس نعسة فضرب إحداهما بالأخرى، فكسرهما. قال معمر: إنما هو مثل ضربه الله، يقول الله: فكذلك السماوت والأرض في يديه”. انته‍ى

فيُفهم من تعليق الامام معمر على الأثر الأخير، ان آية الكرسي مثل ضربه الله لقدرته الباهرة التي تحمل السموات والأرض وجميع الخلق.

أما ما ورد في الأثر الثاني من سؤال موسى عليه السلام فقد فسره الأثر الأول أن سؤاله كان لقومه لا لنفسه، فحاشاه عليه السلام ان يكون جاهلا بربه عز وجل وقد ورد هذا الأثر مرفوعا عند الضياء المقدسي في المختارة، حيث قال : “وبه أخبرنا أحمد بن موسى بن مردويه، ثنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم، ثنا محمد بن الفضل بن موسى، ثنا أحمد بن عبد الرحمن الدشتكي، حدثني أبي، عن أبيه، عن أشعث بن إسحاق، عن جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس «أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: إن بني إسرائيل سألوا موسى عليه السلام هل ينام ربك؟ فخذ زجاجتين بيدك فقم الليل، ففعل موسى فلما ذهب من الليل ثلثاه نعس فوقع لركبتيه، ثم انتعش فضبطها حتى إذا جاء آخر الليل نعس فسقطت الزجاجتان فانكسرتا، فقال: (يا موسى لو كنت أنام لسقطت السماوات على الأرض، وهلكوا كما هلكت الزجاجتان بيدك”، فأنزل الله على نبيه آية الكرسي”. انتهى

وورد موقوفا على سيدنا عبد الله بن سلام رضي الله عنه في شريعة الآجري، حيث قال: ” وحدثنا جعفر الصندلي قال: نا زهير قال: أخبرنا عبيد الله بن موسى , عن إسرائيل , عن منصور , عن ربعي بن حراش , عن خرشة بن الحر قال: دخلت على عبد الله بن سلام فانقبض مني , حتى انتسبت له فعرفني فقال: والله لا أحدث بشيء إلا وهو في كتاب الله عز وجل: ” إن موسى عليه السلام دنا من ربه عز وجل حتى سمع صريف الأقلام , فقال: يا جبريل , هل ينام ربك؟ قال جبريل: يا رب يسألك هل تنام؟ , فقال يا جبريل أعطه قارورتين فليمسكهما الليلة ولاينام , فأعطاه فنام , فاصطفقت القارورتان فانكسرتا فقال يا رب قد انكسرت القارورتان فقال يا جبريل إنه لا ينبغي لي أن أنام , ولو نمت لزالت السماوات والأرض”. انتهى

و الدنو المذكور هنا هو دنو المنزلة والكرامة وزيادة العلم ، أما سؤال موسى فقد كان لقومه كما بينه أثر ابن عباس عند ابن ابي حاتم والضياء .

وقال الإمام القرطبي في تفسيره : وقيل : ” كرسيه قدرته التي يمسك بها السماوات والأرض ، كما تقول : اجعل لهذا الحائط كرسيا ، أي ما يعمده . وهذا قريب من قول ابن عباس في قوله وسع كرسيه . قال البيهقي : وروينا عن ابن مسعود وسعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله وسع كرسيه قال : علمه”. انتهى

ويشهد لقول الامام القرطبي ان جعفر الذي روى بسنده الى ابن عباس ان الكرسي هو العلم هو نفسه رواي الأثر بنفس السند عن ابن عباس في بيان سبب نزول آية الكرسي وكونها مثل ضربه الله لقدرته وقيوميته .

https://www.facebook.com/share/p/1EdYjk4dGP/

الجزء السادس: ما نسب لوهب بن منبه

شبهة الحشوية حول الكرسي موضع القدمين

الجزء السادس: معنى الكرسي موضع القدمين عن التابعي وهب بن منبه

جاء في كتاب العظمة لأبي الشيخ ما نصه : حدثنا أحمد بن محمد بن شريح، حدثنا محمد بن رافع، حدثنا إسماعيل بن عبد الكريم، حدثني عبد الصمد، قال: سمعت وهبا، رحمه الله تعالى، وسئل عن الأرضين كيف هي؟ قال: «سبع أرضين ممهدة جزائر، بين كل أرضين بحر، والبحر الأخضر محيط بذلك كله، والهيكل من وراء البحر».

وبإسناده قال: «إن السماوات والأرض، والبحار لفي الهيكل، وإن الهيكل لفي الكرسي، وإن قدميه لعلى الكرسي، فهو يحمل الكرسي، وقد عاد على الكرسي كالنعل في قدمها» .

وسئل وهب رحمه الله تعالى: ما الهيكل؟ قال: «شيء من أطراف السماوات، محدق بالأرضين والبحار كأطناب الفسطاط» انتهى

كذا جاء في رواية أبي الشيخ ” كالنعل في قدمها ” و وردت نفس العبارة في رواية خشيش بن الأصرم التي نقلها عنه الملطي في كتابه التنبيه، قال : ” وذكر وهب عن عظمة الله فقال: إن السموات السبع والأرضين السبع والبحار السبع لفي الهيكل، قيل لفي الكرسي وإن قدميه لعلى الكرسي فهو يحمل الكرسي وقد عاد الكرسي كالنعل في قدمها. فسئل وهب ما الهيكل قال شيء من أطراف السماء إلى الأرض محدق بالأرضين والبحار كالأطناب كالفسطاط.

أما ما ورد في كتاب السنة المنسوب لعبد الله بن أحمد: كتب إلي عباس العنبري، كتبت إليك بخطي، حدثنا إسماعيل بن عبد الكريم بن معقل بن منبه، حدثني عبد الصمد بن معقل، قال: سمعت وهبا يقول، وذكر من عظمة الله عز وجل فقال: «إن السماوات السبع، والبحار لفي الهيكل وأن الهيكل لفي الكرسي، وإن قدميه لعلى الكرسي، وهو يحمل الكرسي، وقد عاد الكرسي كالنعل في قدميه»

وسئل وهب: ما الهيكل؟ فقال: شيء من أطراف السماء محدق بالأرضين، والبحار كأطناب الفسطاط وسئل وهب عن الأرضين كيف هي؟ قال: «هي سبع أرضين ممهدة بين كل أرضين بحر والبحر الأخضر محيط بذلك، والهيكل من وراء البحر» ، وهو قوله: كالنعل في قدميه”. انتهى

فقوله ” وقد عاد الكرسي كالنعل في قدميه” ، فهو من تصرفات النساخ فقد نقل ابن المحب الصامت في كتابه صفات الرب : ” وقال عبد الله : كتب إلي عباس بن عبد العظيم العنبري: كتبت إليك بخطي، حدثني إسماعيل بن عبد الكريم بن معقل بن منبه قال: حدثني عبد الصمد بن معقل قال: سمعت وهبا يقول – وذكر من عظمة الله فقال -: “إن السموات السبع والبحار لفي هيكل، وإن الهيكل لفي الكرسي، وإن قدميه لعلى الكرسي، وهو يحمل الكرسي، وقد عاد الكرسي كالنعل في قدمها”، وسئل وهب: ما الهيكل؟ فقال: “شيء من أطراف السماء محدق بالأرضين والبحار كأطناب الفسطاط”، وسئل وهب عن الأرض كيف هي؟ قال: “هي سبع أرضين بين كل أرضين بحر، والبحر الأخضر محيط بذلك، والهيكل وراء البحر”. انتهى

رواه خشيش بن أصرم، عن إسماعيل بن عبد الكريم عن عبد الصمد بن معقل.

فعبارة “وقد عاد الكرسي كالنعل في قدمها” جاءت موافقة لرواية ابي الشيخ الأصبهاني ، غير أنه نقلها في موضع آخر بنفس عبارة كتاب السنة المنسوب لعبد الله، وهذا دليل آخر على كون هذا الكتاب قد تم تحريفه.

فالظاهر ان القدمين هنا ليسا مضافين لله عز وجل بل إلى السموات والأرض أو الهيكل ، ويشهد لهذا ما رواه ابن المحب ايضا عن وهب: ” في كتاب المبعث لهشام بن عمار، بإسناده عن وهب بن منبه أنه قرأ في كتاب حزقيل: “أتاني ملكان، فاحتملاني حتى وضعاني إلى جانب الصخرة، فسطع نور ملأ ما بين السماء والأرض، فسمعت صوتا يقول: ابعثا عبدي فإني مصور خلقته”، الحديث، وفيه: “فنظرت فإذا السموات والأرض معلقة بالكرسي كتعليق النعل بالقدم، فلإن قلت: إن السموات والأرض هي تحمل الكرسي، إن ذلك لكذلك، ولئن قلت: إن الكرسي يحمل السموات والأرض، إن ذلك لكذلك، ثم نظرت فإذا السموات والأرض والكرسي في العرش كالبندقة في البيت”. انته‍ى

قال محقق الكتاب الوهابي : ” أخرج بعضه أبو الشيخ في العظمة (2/ رقم: 231)، وهو من الإسرائيليات”. انتهى

فظهر من هذا ان ذكر القدمين مضاف للسموات والأرض وانه تمثيل لكيفية تعلقهما بالكرسي الذي هو أكبر منهما ، و في جميع الأحوال يبدو ان مسألة الكرسي موضع القدمين مما نقل عن كتب أهل الكتاب المحرفة الغير موثوق بها نقله عنهم بعض التابعين من باب التعجب، أو الانكار لا من باب الإعتقاد .

https://www.facebook.com/share/p/1Gu1GeMkNs/

الجزء السابع: نقض دعوى تضعيف أثر جعفرَ بن أبي المغيرة، مقارنة بأثر عمار الدهني.

شبهة الحشوية حول الكرسي موضع القدمين

الجزء السابع: نقض دعوى تضعيف أثر جعفرَ بن أبي المغيرة، مقارنة بأثر عمار الدهني.

قال الدارمي في نقضه على المريسي تحت، بَابُ مَا جَاءَ فِي العَرْشِ ما نصه: “ثُمَّ انْتَدَبْتَ أَيُّهَا المَرِيسِيُّ مُكَذِّبًا بِعَرْشِ اللهِ وَكُرْسِيِّهِ، مُطْنِبًا فِي التَّكْذِيبِ بِجَهْلِكَ، مُتَأَوِّلًا فِي تَكْذِيبِهِ بِخِلَافِ مَا تَعْقِلُهُ العُلَمَاءُ. فَرَوَيْتَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قَالَ: «وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ : علمه».

قُلْتَ: فَمَعْنَى الكُرْسِيِّ: العِلْمُ، فَمَنْ ذَهَبَ فيه إِلَى غَيْرِ العِلْمِ أَكْذَبَهُ كِتَابُ الله تَعَالَى”. انتهى

من خلال هذا النص يُفهم أن المريسي الجهمي كان ينكر وجود العرش، ووجود الكرسي، وتأوّل العرش و الكرسي وفق معاني لغوية أخرى، حيث زعم أنه لا وجود للكرسي كسرير تحت العرش، إنما الكرسي معناه العلم، بل زعم أن مَنْ ذَهَبَ إِلَى غَيْرِ العِلْمِ، أَكْذَبَهُ القرآن الكريم.

وهنا تفصيل دقيق ينبغي بيانه وهو أن تفسير الكرسي بالعلم ثابت عن أكابر السلف، مثل سفيان الثوري والطبري وغيرهما.

راجع الرابط التالي:

https://www.facebook.com/share/p/1B9ScSV47o/

لكن الفرق بين كلام بعض السلف، و الجهمية، أن السلف أثبتوا وجود العرش والكرسي، وفق ما جاء في النصوص القطعية، لكنهم تأولوا آية الكرسي خصوصا بالعلم، في حين أن الجهمية أنكروا حقيقة العرش والكرسي ونفوا وجودهما، وتأولوا الكرسي بالعلم في جميع النصوص النقلية.

ثم قال الدارمي بعد ذلك: “فَيُقَالُ لِهَذَا المَرِيسِيِّ: أَمَّا مَا رَوَيْتَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فَإِنَّهُ مِنْ رِوَايَةِ جَعْفَرٍ الأَحْمَرِ، وَلَيْسَ جَعْفَرٌ مِمَّنْ يُعْتَمَدُ عَلَى رِوَايَتِهِ، إِذْ قَدْ خَالَفَتْهُ الرُّوَاةُ الثِّقَاتُ المُتْقِنُونَ. وَقَدْ رَوَى مُسْلِمٌ البَطِينُ، عَنْ سَعِيدِ بن جُبَير، عَن ابْنِ عَبَّاسٍ فِي الكُرْسِيِّ خِلَافَ مَا ادَّعَيْتَ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ. حَدثنَاه يَحْيَى، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، عَنْ وَكِيعٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَمَّارٍ الدُّهْنِيِّ، عَنْ مُسْلِمٍ البَطِينِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ – رضي الله عنهما – قَالَ: «الكُرْسِيُّ مَوْضِعُ القَدَمَيْنِ، والعَرْشُ لَا يُقَدِّرُ قَدْرَهُ إِلَّا الله». انتهى

وفي ما قاله الدارمي هنا نظر، فيقال ردا عليه:

– أولا: الأثر الوارد عن ابن عباس من رواية جعفر بن أبي المغيرة القمي، وليس جعفر الأحمر.

– ثانيا: أثر ابْنِ عَبَّاسٍ الذي قال فيه: “الكُرْسِيُّ مَوْضِعُ القَدَمَيْنِ”، اُختلف فيه على عمار الدهني، فرواه بعضهم عَنْ عَمَّارٍ الدُّهْنِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ بإسقاط مسلم البطين، وخالفهم جماعة مثل الدارمي في رده على المريسي ، فرووه عَنْ عَمَّارٍ الدُّهْنِيِّ، عَنْ مُسْلِمٍ البَطِينِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ.

وعليه فيكون أثر ابن عباس رضي الله عنهما: الكرسي موضع القدمين، مداره على عمار الدهني.

وأما الأثر الذي فسر فيه ابن عباس الكرسي بالعلم، فمداره على جعفرَ بن أبي المغيرة.

ودعوى تضعيف أثر جعفر بن أبي المغيرة أمام أثر عمار الدهني، لا عبرة به. فتقديم أحدهما على الآخر مردود ، لعدة أسباب منها:

أ- عمار الدهني وثقه بعض الأئمة، وتكلم فيه آخرون.

راجع الرابط التالي:

https://www.facebook.com/share/p/1Fs9n6oqA2/

وجعفر ابن أبي المغيرة وثقه أيضا بعض الأئمة، وتُكلم فيه بكلام غير دقيق.

راجع الرابط التالي:

https://www.facebook.com/share/p/16GzfyJYA6/

وعند التحقيق فإن جعفر لم يطعن فيه أحد، بل وثقه أحمد وابن حبان وابن شاهين، وأما قول ابن منده: “ليس بقوي في سعيد بن جبير ” فيعارضه أن جعفر اعتمد عليه البخاري في صحيحه في أثر ابن عباس الذي علّقه بصيغة الجزم، مع أنه من طريق جعفر.

وقد صرح الحافظ بأن سنده صحيح حيث قال في فتح الباري: قوله وأمّ ابنُ عباس وهو متيمم وصله بن أبي شيبة والبيهقي وغيرهما وإسناده صحيح. انتهـى

ب- عمار وجعفر كلاهما صدوق عند الحافظ ابن حجر في التقريب، إلا أن الحافظ وصف الدهني بأنه صدوق يتشيع، ووصف جعفر بأنه صدوق يهم. في حين نقل ابن حبان عن الدهني أنه ” ربما أخطأ “

ج- كلاهما لم يُتابَع في رويتهما لتفسير ابن عباس.

وعليه فإن حديث كل من جعفر وعمار ينبغي الحكم بتحسين على القول بأن الصدوق حديثه حسن إذا لم يخالف.

راجع الرابط التالي

https://www.facebook.com/share/p/1DkHSP4ato/

هذا وقد قد حسّن الحافظ المنذري لجعفر بن أبي المغيرة بعض الأحاديث كحديث ” لما افتتح، صلى الله عليه وسلم مكة رن إبليس رنة…” . وهذا بإقرار الألباني.

وقال الهيثمي في مجمع الزوائد، عن هذا الحديث الذي في سنده جعفر ابن أبي المغيرة، ما نصه: رواه الطبراني في الكبير ورجاله موثقون” .انتهـى

وأقرّ بذلك الألباني أيضا، بل الألباني نفسه حسن حديثا لجعفر عن سعيد عن ابن عباس، وهو الأثر الذي فيه: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا يفطر أيام البيض، في حضر، ولا سفر” .

فتحصل أن عمار الدهني هو بنفس مرتبة جعفر ابن أبي المغيرة، فكلاهما إما صحيح الحديث أو حسنه، وبالتالي فلا يصح بحال تضعيف أثر جعفر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أن كرسيه علمه.

بل إن الطبري قد احتج بأثر جعفر، فقال في تفسيره في سياق ترجيحه لمعنى الكرسي، بعد أن سرد فيها أقوالا عدة عن السلف: “وأما الذي يدل على صحته ظاهر القرآن فقول ابن عباس الذي رواه جعفر بن أبي المغيرة عن سعيد بن جبير، عنه ـ أي عن ابن عباس ـ أنه قال: هو علمه “. انتهى

وقد اعترف الشيخ محمود شاكر بصحة إسناد جعفر، فقال في حاشيته على تفسير الطبري: ” وإذا كان خبر جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، صحيح الإسناد، فإن الخبر الآخر الذي رواه مسلم البطين، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، صحيح الإسناد على شرط الشيخين، كما قال الحاكم، وكما في مجمع الزوائد ..ومهما قيل فيها، فلن يكون أحدهما أرجح من الآخر إلا بمرجح يجب التسليم له” .انتهـى

https://www.facebook.com/share/p/1FcR2xFnhj/

الجزء الثامن: تأويل سعيد بن جبير

شبهة الحشوية أن الكرسي موضع القدمين

الجزء الثامن: تأويل سعيد بن جبير الكرسي بالعلم

سعيد بن جبير هو أحد كبار التابعين وإمام من أئمة السلف . وقد ثبت عنه أنه فسر قوله تعالى: «وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ» بأن «الكرسي: هو العلم» – كما نقله عنه البخاري في صحيحه،

وذكره أيضا الإمام البغوي، والقرطبي، وابن الـجوزي، والبيضاوي، وابن عطية، وأبو حيان الأندلسي، وأبو محمد مكي القيرواني ثم الأندلسي، والماوردي، وابن كثير، والشوكاني، وغيرهم كثير.

وهذا التأويل منقول أيضا عن ابن عباس رضي الله عنهما. فقد جاء في تفسير الطبري عند آية الكرسي ما نصّه: “اختلف أهل التأويل في معنى الكرسي الذي أخبر الله تعالى ذكره في هذه الآية أنه وسع السموات والأرض، فقال بعضهم هو علم الله تعالى ذكره….وأما الذي يدُلُّ على ظاهر القرآن فقول ابن عباس الذي رواه جعفر بن أبي المغيرة عن سعيد بن جبير أنه قال هو علمه”. انتهى

وذهب بعضهم لانكار ثبوت ذلك عن ابن عباس رضي الله عنهما

وذلك لأن في إسناده رجلا ضعيفا بزعمهم، وهو جعفر ابن أبي المغيرة، وهذا مذكور في الردّ على المريسي المنسوب للدارمي.

حيث قال: “وليس جعفر ممن يعتمد على روايته، إذ قد خالفته الرواة الثقات المتقنون”. انتهى

وهذا ادعاء كاذب، فجعفر بن أبي المغيرة وثقه الأئمة الأعلام.

راجع الرابط التالي:

https://www.facebook.com/share/p/16g5apG3fd/

وأما عند الحشوية فهذا التأويل المنسوب لابن جبير يعتبر من جنس تأويلات الجهمية، وهذا لفساد منهجهم وقواعدهم.

فالتأويل عند الجهمية هو صرف اللفظ عن ظاهره بلا قرينة، بهدف نفي الصفات. ويمثّل هذا النوع تأويلًا مرفوضًا عند السلف؛ لأنه يلغي دلالة النصوص.

وأما التأويل عند السلف فهو يعتمد على معنى الكلمة في لغة العرب وسياق النص، من غير خوض في الكيفية ولا نفي للصفات.

وفي ما يتعلق بتأويل الكرسي بالعلم، فقد اعتمد سعيد بن جبير على لغة العرب الذين يطلقون “الكرسي” بإزاء “العلم” و“التمكين”، ومنه قولهم: “فلان كرسيّ في العلم” أي ثابتٌ متمكّن.

ثم إن سياق آية الكرسي يتعلق بعلم الله، منها، قوله تعالى:” وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ”.

فتقديم ذكر العلم ثم الانتقال إلى وصف الكرسي يجعل تفسيره بالعلم ذا مناسبة ظاهرة، وهو من أساليب البلاغة في الوصل بين الجمل.

و سعيد بن جبير لم يرد بتأويله نفي صفة من الصفات، وإنما فسّر كلمة متعددة الدلالات بدلالة لغوية وسياقية معتبرة.

فلم يثبت عنه: تعطيل، أو نفي صفة، أو دعوى مشابهة لتأويل الجهمية.

ومع ذلك ينبغي التأكيد أن هذا التأويل عن سعيد بن جبير هو تأويل غير معتمد عند أهل السنة، لكن لا يترتب عليه تبديع ولا تفسيق.

وهذا التأويل ذكر سنده أيضا الحافظ ابن حجر العسقلاني في كتابه تعليق التعليق، فقال : ” أخبرنَا بذلك عَبْدُ الْقَادِرِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَليّ أَنا أَحْمد ح بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ الْجَزَرِيُّ أَنا مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل خطيب مردا أَنا عَليّ بن حَمْزَة الْكَاتِب أَنا أَبُو الْقَاسِم بن الْحصين أَنا أَبُو طَالب بن غَيْلانَ أَنا أَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ الْحَسَنِ ثَنَا أَبُو حُذَيْفَة ثَنَا سُفْيَان عَن جَعْفَر عَن سعيد بن جُبَير فِي قَوْله {وسع كرسيه السَّمَاوَات وَالْأَرْض} قَالَ علمه”. انتهى

و أبو حذيفة هو موسى بن مسعود النهدي ضعفه جماعة ووثقه بعضهم:

قال أبو بكر بن أبي خيثمة: سمعت يحيى بن معين وسئل عن أصحاب الثوري أيهم اثبت؟ قال: هم خمسة: يحيى بن سعيد، ووكيع بن الجراح، وعبد الله بن المبارك، وعبد الرحمن بن مهدي، وأبو نعيم الفضل بن دكين، فأما الفريابي وأبو حذيفة وقبيصة وعبيد الله ـ يعني ابن موسى ـ وأبو عاصم وأبو أحمد الزبيري، وعبد الرزاق وطبقتهم فهم كلهم في سفيان بعضهم قريب من بعض، وهم ثقة كلهم دون أولئك في الضبط والمعرفة.

وقال الصدفي: نا محمد بن أحمد، وأحمد بن خالد قالا: سمعنا ابن وضاح يقول: أبو حذيفة موسى بن مسعود صاحب الثوري بصري ثقة.

وعلى كل حال فظاهر صنيع الإمام البخاري في صحيحه هو الاحتجاج بتأويل سعيد بن جبير.

أما المجسّمة فيجعلون ظاهر النصوص المتعلقة بالصفات هو الهيئة والكيفية التي يزعمون أنها مجهولة عندهم، ثم يُلزمون الناس بها، ويعدّون كل من خالفها مؤوِّلًا، جهميا. فالمجسّمة حدّدوا كيفيات حسية لله عز وجلّ، فقالوا أن الكرسي موضع قدميه عز وجل، وجعلوا النص “ظاهرًا” لا يحتمل غيره من المعاني.

و أما الظاهر عند السلف فهو ما يقتضيه الخطاب العربي، لا ما تقتضيه الكلمة من نسبة الحيّز والأبعاد لله. فهم فيُثبتون اللفظ كما هو، مع تفسير المفردات بحسب لسان العرب، ونفي الكيف عن الله.

———-‐————–‐——————–

.تجميع البحوث في ما يتعلق بشبهات الحشوية أن الكرسي موضع القدمين

الجزء الأول

https://www.facebook.com/share/p/1FawEjjDRm/

الجزء الثاني

https://www.facebook.com/share/p/19uXx37u8B/

الجزء الثالث

https://www.facebook.com/share/p/1ADvCi3s34/

الجزء الرابع

https://www.facebook.com/share/p/17f3ycDqS2/

الجزء الخامس

https://www.facebook.com/share/p/1EdYjk4dGP/

الجزء السادس

https://www.facebook.com/share/p/1Gu1GeMkNs/

الجزء السابع

https://www.facebook.com/share/p/1FcR2xFnhj/

الجزء الثامن:

https://www.facebook.com/share/p/1A1fLKHrQY/

https://www.facebook.com/share/p/1A1fLKHrQY/