الجامع القِبْلي
هو جزء من المسجد الأقصى ومعلم من معالمه -وليس كله- وهو المبنى المسقوف الذي تعلوه قبة رصاصية، يقع جنوبي المسجد الأقصى باتجاهِ القبلة ومن هنا جاءت تسميته بالقِبلي، كان أول من أمر ببناءه الخليفة عمر بن الخطاب عند فتحهِ للقدس عام 15 هـجري الموافق 636م.
وقد قام الأساقفة بمنع بعض النصارى من العمل في بناء ذلك المسجد. فقد جاء في ملحق الترجمة الجورجية لِكتاب “الروضة الروحية “Spiritual meadow
للراهب النصراني يوحنا موسكوس John Moschus
– ولد سنة 550 وتوفي سنة 619 م -. ذكر القصة رقم 19 التي تسرد وقائع تمتد من سنة 600 الى سنة 660 م. وهي تذكر قصة رجل نصراني عمل مع المسلمين في بناء مسجد فمنعه صوفرونوس أسقف القدس.
قال David Thomas & Barbara Roggema
في كتابهما
Christian-Muslim Relations. A Bibliographical History. Vol 1
تحت الفصل المسمى:
Work on Christian-Muslim Relations, untitled story no.19 in The Chapters of the miracles’ in the appendix to the georgian version of John Moschus’ spirituel meadow
مانصه:
Theodore’s story revolves around a certain Jhon also from the church of St Theodore, a stone-cutter who was hired to work on the mosque. When Patriarch Sophronius heard about John’s collaboration with the Arab settlers, he pressurized him to abondon the project on “the spot cursed by Christ”. Jhon then swore by the holy cross, never to work there again.
الترجمة قيل فيها: تدور قصة ثيودور حول يوحنا وهو معين أيضًا من كنيسة القديس ثيودو، يعمل قاطع حجار تم تعيينه للعمل في المسجد. عندما سمع البطريرك صوفرونوس عن تعاون يوحنا مع المستوطنين العرب، قام بالضغط عليه لإلغاء العمل في المشروع الذي لعنه يسوع. فأقسم جون على الصليب المقدس، ولم يعمل هناك مرة أخرى. انتهى
والجامع القبلي هو المكان الرئيسي الذي يتجمع فيه المصلون المسلمون خلف الإمام في صلاة الجمعة في المسجد الأقصى.
وقد كان الجامع القبلي أول ما بنيّ مسجدا أو مصلى صغيرا، ولكنه بُني مجددا بعد ذلك ووسِّع في عهد الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان وابنه الوليد ابن عبد الملك الذي انتهى البناء في عهده عام 705 م.
بعد ذلك بحوالي إحدى وأربعين سنة، أي عام 746 م، دُمِّر المسجد القبلي نتيجة زلزال؛ ليعاد بناءه آنذاك في عهد الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور عام 754 م. بعد ذلك، أعيد البناء في عام 780 م. وفي عام 1033 م، دمر زلزال آخر معظم أجزاء الجامع القبلي؛ ليقوم الخليفة الفاطمي الظاهر لإعزاز دين الله بإعادة بناء المصلى، والذي لم يزل المصلى في هذا الوقت محافظا على تصميم الأساسات لبناء الظاهر لإعزاز دين الله.
ملاحظة: في الصورة الثانية
في الأعلى: نموذج للمصلى القِبْلي في المسجد الأقصى خلال العهد العبّاسي.
في الأسفل: نموذج للمصلى القِبْلي في وقتنا الحاضر.
و يلاحظ أن عدد الأروقة كان 15 في العهد العباسي، لكنه اقتصر اليوم على 7 أروقة نتيجة تهدمه عدة مرات بسبب الزلازل.
