بعض عقائد ابن خزيمة التي ذكرها الحاكم النيسابوري

بعض عقائد ابن خزيمة التي ذكرها الحاكم النيسابوري

1- مسألة الاستواء

قال الذهبي في السير، ما نصه: قال الحاكم: سمعت محمد بن صالح بن هانئ، سمعت ابن خزيمة يقول: من لم يقر بأن الله على عرشه قد استوى فوق سبع سماواته فهو كافر حلال الدم، وكان ماله فيئا.

قلت: من أقر بذلك تصديقا لكتاب الله، ولأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وآمن به مفوضا معناه إلى الله ورسوله، ولم يخض في التأويل ولا عمق، فهو المسلم المتبع، ومن أنكر ذلك، فلم يدر بثبوت ذلك في الكتاب والسنة فهو مقصر، والله يعفو عنه، إذ لم يوجب الله على كل مسلم حفظ ما ورد في ذلك، ومن أنكر ذلك بعد العلم، وقفا غير سبيل السلف الصالح، وتمعقل على النص، فأمره إلى الله، نعوذ بالله من الضلال والهوى.

وكلام ابن خزيمة هذا وإن كان حقا فهو فج، لا تحتمله نفوس كثير من متأخري العلماء”. انتهى

وما قاله الذهبي عليه تعقيبات:

– الذهبي يصحح هنا إيمان من يثبت الاستواء و يفوض معناه لا كيفيته.

– من أنكر الاستواء لجهله بوروده في النصوص الثابتة، في الكتاب والسنة فهو مقصر، يُعلم، ولا يُكفّر.

-من أنكر الاستواء بعد العلم بوروده في النصوص الثابتة يحكم عليه بالكفر، غير أن الذهبي اكتفى بقوله: “فأمره إلى الله”، ولعله أراد أن الناس لا يعلمون هل مات على كفره أو رجع عنه، وهذا لا يدفع الحكم عليه بحسب الظاهر.

والخلاصة أن الاستواء صفة خبرية، فمن جهل وروده في القرآن يُعلّم، فإن أنكرها بعد علمه بورودها في القرآن عنادا كفر، لتكذيبه النص القرآني.

2- زيارته لقبر علي بن موسى الرضا عليه السلام

هذه القصة ذكرها الحافظ ابن حجر العسقلاني في تهذيب التهذيب. ورواها الحاكم في تاريخ نيسابور.

وقال ابن حبان في الثقات: “وقبره بسناباذ خارج النوقان مشهور يزار بجنب قبر الرشيد قد زرته مرارا كثيرة وما حلت بي شدة في وقت مقامي بطوس فزرت قبر علي بن موسى الرضا صلوات الله على جده وعليه ودعوت الله إزالتها عنى إلا أستجيب لي وزالت عنى تلك الشدة وهذا شئ جربته مرارا فوجدته كذلك أماتنا الله على محبة المصطفى وأهل بيته صلى الله عليه وسلم الله عليه وعليهم أجمعين ” .انتهى

3- كلامه عن صفة الوجه:

قال ابن خزيمة في التوحيد: «هل هاهنا أيها العقلاء، تشبيه وجه ربنا جل ثناؤه الذي هو كما وصفنا وبينا صفته من الكتاب والسنة بتشبيه وجوه بني آدم، التي ذكرناها ووصفناها؟ غير اتفاق اسم الوجه، وإيقاع اسم الوجه على وجه بني آدم، كما سمى الله وجهه وجها». انتهى

وهذا نص صريح في التفويض.