بن خزيمة يعدّ الكلام من صفات الذات لا من صفات الفعل – جهميات الحدادية

جهميات الحدادية

قال ابن خزيمة المتوفى سنة 311هـجري: ” “من زعم أن كلام الله من صفة الفعل فهو جهمي ضال مبتدع”. انتهى

نقله عنه الذهبي في السير.

ويفهم من ذلك أن ابن خزيمة يعدّ الكلام من صفات الذات لا من صفات الفعل، وأن من جعله من صفات الفعل فقد وقع في قول الجهمية. ويُقصد بالجهمية أتباع جهم بن صفوان، الذين نفوا أن يكون الله متكلّمًا حقيقة، وجعلوا الكلام من الأفعال الحادثة، فنفوا بذلك كونه صفة ذاتية لله.

أما الحدادية، فقد تبنّوا نصف عقيدة الجهمية وقالوا إن كلام الله صفة ذات من حيث أصله، وصفة فعل من حيث تعلّقه بمشيئة الله وتجدّد آحاده، باعتبار قاعدتهم الفاسدة التي تقرر أن كلام الله “قديم النوع، حادث الآحاد”. وبذلك جمعوا بين جانب من قول الجهمية، وهو اعتبار الكلام من صفات الفعل، وبين محاولة إثبات الكلام كصفة ذات.

وبناءً على تقرير ابن خزيمة، فإن من يجعل كلام الله من صفات الفعل يدخل في وصف “الجهمي”، ويكون ضالًا مبتدعًا عنده.

ومن هنا رأى بعض النقاد أن الحدادية، وافقوا الجهمية في أصل جعل الكلام من صفات الفعل، مما يلزمهم ـ وفق هذا الفهم ـ حكم ابن خزيمة على الجهمية.

ثم إن الجهمية عند الحدادية أنفسهم خارجون عن الاسلام، فلزمهم أيضا نفس الحكم.

وهذا حال المدعو أبي موسى، محمد بن شمس الدين العايدي، الذي قال في مقال له بعنوان “تلخيص كتاب القواعد المثلى” – بزعمه: “وقد تكون الصفة ذاتية فعلية كالكلام، فإنه باعتباره صفة كان صفة ذاتية، وباعتبار ما يتكلم الله به إذا تكلم كان صفة فعلية”. انتهى

نعوذ بالله من سوء الحال وسوء المنقلب

comment on facebook page , kila : نعم وأعتقد أن هذه الوصية ذكرها الحاكم في تاريخه، وقبل ابن خزيمة ذكر عثمان الدارمي كلاماً مشابهاً في “النقض على المريسي” المنسوب له، وبعد ابن خزيمة، ذكر ابن بطة نحو ذلك في الإبانة الكبرى، وذلك رداً على المعتزلة الذين جعلوا الكلام صفة فعل حادثة. والشيخ تقي الدين ابن تيمية حاول التوسط والجمع بين مذهب أهل السنة والمعتزلة، لكنه تجاوز المعتزلة في الورطة، فحدوث أو تجدد الأفراد هو نفسه الخلق بالمعنى الزمني، ومؤدى هذا – بكل أسف – الحلول.