عقيدة الإمام المجاهد ابن الشيخ المالكي المتوفى سنة 604 هجري
قال الذهبي في السير في ترجمته: ” الإمام القدوة المجاب الدعوة أبو الحجاج يوسف بن محمد بن عبد الله بن غالب البلوي المالقي المعروف بابن الشيخ .
حمل القراءات عن ابن الفخار ، وسمع منه ، ومن السهيلي ، وابن قرقول ، والسلفي ، وعبد الحق الأزدي ، والعثماني .
وعنه أبو الربيع بن سالم ، وأبو الحسن بن قطرال ، وابن حوط الله .
وكان ربانيا متألها قانتا لله ، كثير الغزو، يعد من الأبدال وفحول الرجال .
تلا بالسبع ، وأقرأ وأفاد .
توفي بمالقة عن خمس وثمانين سنة في رمضان سنة أربع وستمائة . انتهى
قال الحافظ المنذري: “كان أحد الزهاد المشهورين، يقال: إنه بنى بمالقة نحو اثني عشر مسجدا بيده، ولم تفته غزوة في البر ولا في البحر”. انتهى
وقال ابن الأبار: ” بنى ببلده مالقة خمسة وعشرين مسجدا من صميم ماله، وعمل فيها بيده، وحفر بيده آبارا عدة أزيد من خمسين بئرا، وغزا عدة غزوات مع المنصور بالمغرب ومع صلاح الدين بالشام، وكان يلبس الخشن من الثياب “. انتهى
قال في الجزء الثاني من كتابه ألف باء في أنواع الآداب وفنون المحاضرات واللغة ما نصه. ” “فلا تنكر هذه الالفاظ واحملها على معانيها وقدس القدّوس عما لا يليق به من الانتقال والزوال والنزول والتغير. واعتقد أنه ليس بجسم ولا جوهر ولا عرض ولا جزء ولا مصور ولا مركب ولا له بنية ولا له هيئة ولا كيفية ولا حركة ولا سكون ولا طعم ولا رائحة ولا لون ولا صورة ولا جارحة ألا ترى كيف قال أهل العلم في الأشياء التي تقدم ذكرها مما يشبه الجوارح في الاسم كالوجه واليدين والعينين وما أشبه ذلك عدلوا إلى تأويلها، ولو كانت جوارح كما يقع في نفس من ليس عنده معرفة لما احتاجوا إلى تأويلها. كما اولوا قوله عليه الصلاة والسلام: إذا ضرب احدكم عبده فليتق الوجه فإن الله خلق آدم على صورته أي على صورة المضروب. وفي رواية: خلق الله آدم على صورته طوله ستون ذراعاً…..
وفصل الخطاب في هذا أن تعتقد أن الله ليس كمثله شيء ومهما قام في نفسك شيء فالله بخلافه، فهذا والحمد الله يدفع عنك وسوسة الشيطان وتخييله، ألا ترى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فيه: يجري من ابن آدم مجرى الدم، ولذلك قال: يأتي الشيطان أحدكم فيقول: هذا الله خلق الخلق فمن خلق الله؟ فقال عليه الصلاة والسلام وعلمنا المخرج من ذلك: فإذا وجد ذلك أحدكم فليقل: آمنت بالله ولينته. ولذلك حذر بعض العلماء من التمادي مع النفس في هذا المعنى فقال: تفكروا في مخلوقاته ولا تتفكروا في ذاته وقد تقدم.
وقال الترمذي رحمه الله وقد ذكر حديث النزول وقد قال غير واحد من أهل العلم في هذا الحديث وما يشبه هذا من الروايات في الصفات ونزول الرب تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا. قالوا: قد تثبت الروايات في هذا ونؤمن بها ولا نتوهم، ولا يقال: كيف هكذا.
روي عن مالك وسفيان بن عيينة وعبد الله بن المبارك رضي الله عنهم أنهم قالوا في هذه الأحاديث: اقرؤوها بلا كيف وهكذا قول أهل العلم من أهل السنة والجماعة”. انتهى



