اهتز عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ

*من شواهد إمامة الإمام مالكٍ بن أنس رضي الله عنه لأهل السُّنة الأشاعرة في العقائد*:

سئِلَ الإمام مالكٌ رضي الله عنه عن التحديث بحديث: “اهتز عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ”

وهو أعلم الناس بصحَّتهِ فقال للسائل:

“إني أنهاك أن تقوله! وما يدعو إمرءًا أن يتكلم بهذا ولا يدري ما فيه من التغرير؟!”

قال إمام المالكية بلا منازع في عصره القاضي محمد بن رشد: إنما نهى مالك رحمه الله أن يتحدث بهذا الحديث ويتكلم به مخافة أن يشيع في الناس فيسمعها الجُهَّال الذين لا يعرفون تأويلها

فيسبق إلى ظنونهم التشبيهُ بها لهم أن العرش إذا اهتز ـ أي تحرّك ـ تحرّك الله بتحرُّكِه، كالجالس منا على كرسيه إذا تحرك الكرسي تحرَّك هو بتحرُّكه وليس عرش الرحمن بموضع استقرار له ؛ إذ ليس في مكان، ولا مستقر بمكان ، تعالى عن ذلك ذو الجلال والإكرام* .

(البيان والتحصيل، ج17/ص245)

وقد دار الزمانُ وظهر الجُهّال الذين أثبتوا لله تعالى الحركة والاستقرارَ على العرش والجسمية، واتهموا عقيدة الإمام ابن رشد الجدّ وهي العقيدة السنية الأشعرية بالتعطيل والضلال وحاربوها، وهم بذلك يحاربون عقيدة الإمام مالك لأن القاضي بن رشد أعلم الناسِ بها، وكذلك سائر أيمة المالكية المعاصرين له والذين قبله كما بينّا مرارًا.

وإن أوكد الواجبات على أهل السنة في عصرنا هذ بيان التلبيس والتحريف والتضليل الذي انتهجَهُ أدعياء السلفية للتفريق بين علماء المدارس السنية الأربعة وبين أيمتهم، حتى صارَ أجهل الجهّال في عصرنا يدعي أنه يعرف عقيدة الإمام مالكٍ أكثر من القاضي بن رشد والإمام أبي الوليد الباجي والإمام أبي الحسن القابسي وهلمّ جرا من جبال العلم وائمة الهدى ائمة اهل السنة والجماعة..