أيُّها الناسُ عليكم بالحِجَامَةِ واستَوْصُوا بوصيَّةِ رسولِ الله.
الحجامة شَقٌّ يحدِثه الطبيبُ في مكانٍ ما من جسدِ المريضِ بآلةٍ تشبه السِّكِّينَ لاستخراج الدم الفاسدِ منه. وقد يكون الشَّقُّ بين الكتفين وقد يكون في الرأس وقد يكون في مواضعَ أخرى يحدِّدها الطبيبُ المختصُّ.
عن النبيِّ ﷺ قال: *”أخبرَني جبريلُ أنَّ الْحَجْمَ أفضلُ ما تَدَاوَى بهِ الناسُ”*. رَوَاهُ الحاكمُ وصَحَّحَهُ ووافقَه الذهبيُّ على تصحيحه.
عن النبيِّ ﷺ قال: *”ما مَرَرْتُ ليلةَ أُسْرِيَ بي بمَلَإٍ من الملائكةِ إلّا كلُّهم يقولُ لي عليكَ يا مُحَمَّدُ بالحِجَامَةِ”*. رواه ابنُ ماجه في سننه. وفي رواية: *”ما مَرَرْتُ ليلةَ أُسْرِيَ بي بمَلَإٍ إلّا قالوا يا مُحَمَّدُ مُرْ أمَّتَكَ بالحِجَامَةِ”*.
عن النبيِّ ﷺ قال: *”الشفاءُ في ثلاثة: في شَرْطَةِ مِحْجَمٍ أو شَرْبَةِ عَسَلٍ أو كَيَّةٍ بنار. وأنا أنهَى أمَّتي عن الكَيِّ”*. رواه البخاريُّ في صحيحه بإسنادٍ صحيح.
وفي روايةٍ عندَه: *”إن كانَ في شيءٍ من أدويتِكم خيرٌ ففي شَرْطَةِ مِحْجَمٍ أو شَرْبَةِ عَسَلٍ أو لَذْعَةٍ بنارٍ توافقُ الداءَ. وما أحِبُّ أن أكتويَ”*
يقولُ الله تعالى في سورةِ الإسراء/22: *{وننزِّل من القرءانِ ما هو شفاءٌ ورحمةٌ للمؤمنينَ ولا يزيدُ الظالمينَ إلّا خَسَارًا}*
عن النبيِّ ﷺ قال: *”عليكم بالشفاءين: العسلِ والقرءان”*. رواه ابنُ ماجه في سننه.
عن النبيِّ ﷺ قال: *”خيرُ الدواءِ القرءانُ”* رواه ابنُ ماجه في سننه.
عن النبيِّ ﷺ قال: *”في فاتحةِ الكتابِ شفاءٌ من كلِّ داء”* رواه الدارميُّ في سننه.
عن النبيِّ ﷺ قال: *”مَنْ أرادَ الحِجَامَةَ فلْيَتَحَرَّ سَبْعَةَ عَشَرَ أو تِسْعَةَ عَشَرَ أو إحدَى وعشرينَ، ولا يَتَبَيَّغْ بأحدِكم الدمُ فيَقْتُلَه”* رواه ابنُ ماجه في سننه.
عن النبيِّ ﷺ قال: *”مَنِ احتجمَ لِسَبْعَ عَشْرَةَ وتِسْعَ عَشْرَةَ وإحدَى وعشرينَ كانَ شفاءً من كلِّ داء”*. رواه أبو داود في سننه.
عن النبيِّ ﷺ قال: *”الحِجَامَةُ على الريقِ أمثلُ وفيهِ شفاءٌ وبَرَكَةٌ وتزيدُ في العقلِ وتَزِيدُ في الحِفْظِ وتَزِيدُ الحافظَ حِفْظًا. فاحتجِموا على بَرَكَةِ اللهِ يومَ الخميسِ واجتنِبوا الحِجَامَةَ يومَ الأَرْبِعَاءِ واحتجِموا يومَ الإثنينِ والثلاثاءِ فإنَّه اليومُ الذي عافى اللهُ فيه أيُّوبَ من البلاءِ وضَرَبَهُ بالبلاءِ يومَ الأَرْبِعَاءِ فإنَّه لا يبدو جُذَامٌ ولا بَرَصٌ إلّا يومَ الأَرْبِعَاءِ أو ليلةَ الأَرْبِعَاءِ”*. رواه ابنُ ماجه في سننه.
عن النبيِّ ﷺ قال: *”مَنِ احتجمَ يومَ الأَرْبِعَاءِ ويومَ السبتِ فأصابهُ وَضَحٌ فلا يَلُومَنَّ إلّا نفسَه”*. رواه أبو داودَ في مراسيله عن الزُّهْرِيِّ عن رسولِ الله ﷺ. قال أبو داود: “وقد أُسْنِدَ هذا ولم يَصِحَّ”. ورواه ابنُ أبي شَيْبَةَ في مصنَّفه عن مكحولٍ عن رسولِ الله ﷺ. والوَضَحُ هو البَرَصُ.
الاغتسالُ بعدَ الاحتجام أنفعُ لأنَّ الحِجَامَةَ تُضْعِفُ الجَسَدَ والاغتسالَ يَشُدُّه.
رَوَى أبو دَاوُدَ في سننه عن عائشةَ رضي الله عنها أنَّ رسولَ الله ﷺ *كانَ يغتسلُ من أربعٍ: من الجَنابة ويومَ الجُمُعَةِ ومن الحِجَامَةِ ومن غُسْلِ الْمَيِّتِ*. أنظر سننَ أبي داود في كتاب الطهارة، باب في الغُسْلِ يومَ الجُمُعَة.
عن أنَسِ بنِ مالكٍ رضي الله عنه قال: “احتجمَ رسولُ الله ﷺ، حَجَمَهُ أبو طَيْبَةَ، فأمَرَ له بصاعينِ من طعامٍ وكَلَّمَ أهلَه فوضعوا عنه من خَرَاجهِ وقال: *إنَّ أمثلَ ما تداويتُم به الحِجَامَةُ”*. رواه مسلمٌ في صحيحه بإسنادٍ صحيح.
عن النبيِّ ﷺ قال: *”إنَّ أمثلَ ما تداويتُم بهِ الحِجَامَةُ والقُسْطُ البحريُّ. لا تعذِّبوا صِبيانَكم بالغَمْزِ من العُذْرَةِ، وعليكم بالقُسْطِ”*. رواه البخاريُّ في صحيحه بإسنادٍ صحيح.
*القُسْطُ البحريُّ* عودٌ يُوْتَى به من الهندِ ويُجْعَلُ في البَخُورِ والدواء.. وقولُه: *”لا تعذِّبوا صِبيانَكم بالغَمْزِ من العُذْرَةِ”*. معناه: علاجُ التهابِ اللوزتينِ في الحَلْقِ لا يكون بالضغطِ عليهما.
ابنُ حَجَرٍ العسقلانيُّ يتحدَّث بالتفصيلِ عن فوائدِ الحِجَامَةِ في معالجةِ الشقِيقة وذلك في كتابهِ فتحُ الباري عندَ شرحهِ لقول البخاريِّ: بابُ الحِجَامَةِ من الشقِيقة والصُّداع.
وعن ابنِ العبَّاس رضي الله عنهما أنَّ رسولَ الله ﷺ احتجمَ وهو مُحْرِمٌ في رأسهِ من شقِيقةٍ كانت به. أنظر صحيحَ البخاريِّ كتاب الطِّبِّ باب الحِجَامَةِ من الشقِيقة والصُّداع.
مَنْ تَدَاوَى بنيَّة حسنةٍ فله ثوابٌ وذلك كأن ينويَ بهِ التَّقَوِّيَ على طاعةِ الله.
عن النبيِّ ﷺ قال: *”تَدَاوَوْا عبادَ الله فإنَّ الله سبحانَه لم يَضَعْ داءً إلّا وَضَعَ مَعَهُ شفاءً إلّا الهَرَمَ”* رواه ابنُ ماجه في سننه. > سيرة الانبياء والصالحين: عن النبيِّ ﷺ قال: *”لكلِّ داءٍ دواءٌ، فإذا أُصِيبَ دواءُ الداءِ برَأ بإذنِ اللهِ عزَّ وجلَّ”* رواه مسلمٌ في صحيحه من حديثِ جابرِ بنِ عبدِ الله بنِ عَمْرِو بنِ حَرَامٍ بإسنادٍ صحيح.
عن النبيِّ ﷺ قال: *”عليكُم بهذه الحَبَّةِ السوداءِ فإنَّ فيها شفاءً من كلِّ داءٍ إلّا السامَ”*. رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ في سننه وصَحَّحَهُ. والحَبَّةُ السوداءُ هي الشُّونيز. والسامُ هو الموتُ.
والحمد للهِ رَبِّ العالَمين.
