عليكم بالثياب البياض يلبسها أحياؤكم وكفنوا فيها موتاكم وعليكم بالإثمد فإنه يجلو البصر وينبت الشّعر

حديث: “عليكم بالثياب البياض يلبسها أحياؤكم وكفنوا فيها موتاكم وعليكم بالإثمد فإنه يجلو البصر وينبت الشّعر”.

أخرجه من حديث ابن عباس بنحوه أبو داود وابن حبّان في صحيحه والحاكم في المستدرك وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي في التلخيص والطبراني في المعجم الكبير ورواه الحافظ الضّياء المقدسيّ في الطب النبويّ.
وروى الجزء الأول منه بدون ذكر الإثمد من حديث ابن ماجة في سننه والترمذي في الشمائل.
وكذلك رواه من حديث سمرة بن جندب من دون ذكر الإثمد الترمذي في سننه وقال: حسن غريب، وابن ماجة في سننه والطبراني في الكبير وللحديث شواهد من حديث عليّ وجابر وابن عمر ذكرها الحافظ في الفتح فلتراجع في محلّها.

قال أهل العلم في شرح الحديث:
يُستحب الاكتحال بالإثمد للرجال والنساء، كل ليلة فهو سنّة نبيّنا محمّد عليه الصلاة والسلام. وقد جاء الأمر عن النّبيّ العظيم ﷺ بالاكتحال بالإثمد وِترًا، والأفضل أن يكون الاكتحال عند النوم، لقوله عليه الصلاة والسلام: «عليكم بالإثمد عند النوم فإنه يشدُّ البصر ويُنبتُ الشعر» رواه ابن أبي شيبة، وكانت للرسول الأعظم ﷺ مُكْحُلَةٌ يكتحل منها كل ليلة ثلاثًا في كل عين.

وللاكتحال بالإثمد فوائد عظيمة للعين والبصر، فهو يحافظ على صحة العين وسلامتها لا سيما عند الشيوخ والصبيان.

وهو يقوي عصب العين، ويجلو البصر ويقويه، وينبت أهداب العينين وهو ما نبت من الشعر على أشفارهما، والاكتحال بالإثمد يحسن العين ويجملها ويحببها إلى القلوب وينقي أوساخ العين ويزيلها.

والإثمد يذهب باللحم الزائد في القروح وينقي أوساخ القروح العارضة في العين، وينفع من الحرارة والرطوبة العارضة للعين عند الاكتحال به، ثم هو يقوي العين ويحفظ سلامتها ويجلو البصر ويقويه ويجعل فيه مزيد حدة.

والإثمد هو أجود أكحال العين، وله خاصية عجيبة في حفظ صحة العين وتقوية البصر وجلائه ولا سيما للشيوخ الذين ضعفت أبصارهم.

ومما يروى في فضل الإثمد وأسراره ومزاياه في تقوية البصر وجلائه أنه كان في مدينة «اليمامة» امرأة زرقاء العينين يقال لها: «زرقاء اليمامة» وقد اشتهرت هذه المرأة عند قومها بقوة بصرها وحدته وبأنها كانت تبصر الراكب من مسيرة ثلاثة أيام!! والسرّ في ذلك أنها كانت تحشو عينيها بحجر الإثمد، أي تكتحل به.

لَا تَنْسَوْنَا مِنْ دَعْوَةٍ صَالِحَةٍ فِي ظَهْرِ الغَيْبِ.