التحذير من كتاب مولد العروس.

مما يجب التحذير منه كتاب يسمى (مولد العروس) وهذا كتاب مجهول مؤلفه لم يعرف من هو، ونسبه بعض الناس بلا دليل لابن الجوزي، وفيه هذه الكلمة القبيحة المفتراة والمنسوبة إلى كعب الاحبار (إن الله قبض قبضة من نوره وقال كوني محمدًا) وهذا الأثر فيه إثبات أن الرسول جزء من الله، لمن اعتبر هذا النور نورا متصلا بذات الله على زعمه، وإن اعتبره مخلوقًا لله يكون المعنى أن الرسول جزء من نور خلقه الله تعالى، وكلا الأمرين فاسد لا يصح.

إنما الرسول صلى الله عليه وسلم خُلق جسده من نطفة أبويه كغيره من الناس.

وقد ورد في الحديث الصحيح: (أن الله تعالى خلق كلَّ شىء من الماء). يُفهم منه أن روحه خلق من الماء.

ويجب التحذير من قول بعض المنشدين: (ربي خلق طه من نور) فنقول: أما جسده فهو خلق من نطفة أبويه لقول الله تعالى: (قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ) سورة الكهف، وأما روحه فلم يرد في ذلك أنه خلق من كذا لأنه قول بلا علم وقد نهينا عن ذلك.

قال الله تعالى: (وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ).
فهؤلاء الذين يقولون إن الرسول خُلق من نور وأن نوره أول خلق الله، كان خيرا لهم أن يقولوا: (الرسول أفضل خلق الله) ويسكتوا عن ذاك الكلام.

✦فائدة✦
سؤال : ما النصيحةُ التي توجهونها لعدم قراءة كتابي مولد العروس و مزامير داود؟
الجواب: اعلموا رحمكم الله أن العلماء يقولون الذي يعتمد على المطالعة في الكتب بنفسه بدون معلم لا يطلع عالمًا إنما يطلع ضالًا مُضلًا و قد قال رسول الله ﷺ : “أيها الناس تعلموا و إنما العلم بالتعلم”.
فهنا أرشد الرسول إلى أن العلم يكون بالتعلم أي من أهل المعرفة الثقاة، ثم إنّ كتاب مولد العروس كتاب فيه فساد و هو ليس من تأليف ابن الجوزي ،
و قد جاء فيه و العياذ بالله تعالى إن الله قبض قبضة من نور وجهه و قال لها كوني محمدًا فكانت محمدا و هذا الكلام يُوهم إيهامًا شديدًا أن الله جسمٌ نوراني كبير و أنه قطع قطعة جعلها محمدًا و من اعتقد هذا فقد كفر .
الله تعالى خالق الأجسام اللطيفة
كالنور و الأجسام الكثيفة كالإنسان و معنى قول الله عز وجل :
۞ اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ ۞
أي الله هادي أهل السمٰوات الملائكة و هادي المؤمنين من الإنس و الجن للإيمان ،
و أمّا الكتاب المُسمى مزامير داود فهو من جمع جماعة سحر حلبي و منيرة قبيسي و هذا الكتاب فيه كفريات كثيرة ،
فيه يقولون : أستغفر الله من توحيدي بربي، و يقولون أستغفر الله من تركي للمعصية، و يقولون
كل ما تهواه موجود في ذات الله،
و يقولون ما الكون إلا القيوم الحيّ ، و كل هذا كفر صريح و العياذ بالله فيجب التحذير من هذا الكتاب و من هذه الجماعة.
عن الشيخ الدكتور نبيل الشريف .