كتاب الدر المنظم في مولد النبي المعظم – من تآليف المغاربة في المولد وما يتعلق به – المدخل لابن الحاج

  1. وقد أيّد محمد الطاهر بن عاشور شيخ جامع الزيتونة الاعتناء بيوم المولد النبوي
  2. روى مسلم عَنْ أَبِي قَتَادَةَ الْأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ عَنْ صَوْمِ الِاثْنَيْنِ فَقَالَ : ( فِيهِ وُلِدْتُ وَفِيهِ أُنْزِلَ عَلَيَّ ) .
  3.  والحاصل أن الولادة النبوية لم تكن حدثا من الأحداث المعتادة المكرورة
  4. من تآليف المغاربة في المولد وما يتعلق به:
  5. لله تعالى صدقة جارية و عن روح المرحوم بإذن الله فتحي المهذبي
  6. قال الكتاني كما في المجلة الزيتونية المجلد الثاني الجزء الثالث صحيفة 12 (ولعل العزفي هو أول من ألف من المغاربة في المولد). انتهى

للمغاربة تاريخ طويل مع الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، فقد ألف العلامة سيدي أبو العباس العزفي السبتي (توفّي 633 هـ) كتاب الدر المنظم في مولد النبي المعظم، ندب فيه إلى الاحتفال بالمولد الشريف، وكان آخر مصنفاته، غير أنه توفي قبل إتمامه، فأكمله من بعده ولده العالم الرئيس أبو القاسم العزفي (توفّي 677 هـ) رحمهما الله.

ومما جاء في هذا الكتاب (كان الحجاج الأتقياء والمسافرون البارزون يشهدون أنه في يوم المولد في مكة لا يتم بيع ولا شراء كما تنعدم النشاطات ما خلا وفادة الناس إلى هذا الموضع الشريف، وفي هذا اليوم أيضاً تفتح الكعبة وتزار). انتهى

ويصف ابن عذارى المراكشي احتفال أبي قاسم العزفي في أول ربيع له بالمولد الكريم، فكتب (ومن مآثره العظام، قيامه بمولد النبي عليه السلام، من هذا العام، فيطعم فيه أهل بلده ألوان الطعام، ويؤثر أولادهم ليلة يوم المولد السعيد بالصرف الجديد من جملة الإحسان إليهم والإنعام، وذلك لأجل ما يطلقون المحاضر والصنائع والحوانيت يمشون في الأزقة يصلون على النبي عليه السلام، وفي طول اليوم المذكور يسمِّع المسمعون لجميع أهل البلد مدح النبي عليه السلام، بالفرح والسرور والإطعام للخاص والعام، جار ذلك على الدوام في كل عام من الأعوام).

وقد أيّد محمد الطاهر بن عاشور شيخ جامع الزيتونة الاعتناء بيوم المولد النبوي

في قوله (فَقَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِلْمَوَاقِيتِ الْمَحْدُودَةِ اعْتِبَارًا يُشْبِهُ اعْتِبَارَ الشَّيْءِ الْوَاحِدِ الْمُتَجَدِّدِ، وَإِنَّمَا هَذَا اعْتِبَارٌ لِلتَّذْكِيرِ بِالْأَيَّامِ الْعَظِيمَةِ الْمِقْدَارِ كَمَا قَالَ تَعَالَى (وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ) (إِبْرَاهِيم 5) فَخَلَعَ اللَّهُ عَلَى الْمَوَاقِيتِ الَّتِي قَارَنَهَا شَيْءٌ عَظِيمٌ فِي الْفَضْلِ أَنْ جَعَلَ لِتِلْكَ الْمَوَاقِيتِ فَضْلًا مُسْتَمِرًّا تَنْوِيهًا بِكَوْنِهَا تَذْكِرَةً لِأَمْرٍ عَظِيمٍ، وَلَعَلَّ هَذَا هُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّهُ لِأَجْلِهِ سُنَّةَ الْهَدْيِ فِي الْحَجِّ، لِأَنَّ فِي مِثْلِ ذَلِكَ الْوَقْتِ ابْتَلَى اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ بِذَبْحِ وَلَدِهِ إِسْمَاعِيلَ وَأَظْهَرَ عَزْمَ إِبْرَاهِيمَ وَطَاعَتَهُ رَبَّهُ وَمِنْهُ أَخَذَ الْعُلَمَاءُ تَعْظِيمَ الْيَوْمِ الْمُوَافِقِ لِيَوْمِ وِلَادَةِ النَّبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَيَجِيءُ مِنْ هَذَا إِكْرَامُ ذُرِّيَّةِ رَسُولِ اللَّهِ وَأَبْنَاءِ الصَّالِحِينَ وَتَعْظِيمِ وُلَاةِ الْأُمُورِ الشَّرْعِيَّةِ الْقَائِمِينَ مَقَامَ النَّبِيءِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَعْمَالِهِمْ مِنَ الْأُمَرَاءِ وَالْقُضَاةِ وَالْأَئِمَّةِ).
والشيخ حسنين محمد مخلوف شيخ الأزهر حيث قال (إن إحياء ليلة المولد الشريف وليالي هذا الشهر الكريم الذي أشرق فيه النور المحمدي إنما يكون بذكر الله وشكره لما أنعم به على هذه الأمة من ظهور خير الخلق إلى عالم الوجود، ولا يكون ذلك إلا في أدب وخشوع وبعد عن المحرمات والبدع والمنكرات، ومن مظاهر الشكر على حبه مواساة المحتاجين بما يخفف ضائقتهم، وصلة الأرحام، والإحياء بهذه الطريقة وإن لم يكن مأثورا في عهده صلى الله عليه وآله وسلم ولا في عهد السلف الصالح إلا أنه لا بأس به وسنة حسنة).
ومحمد الفاضل بن عاشور التونسي في قوله (إن ما يملأ قلوب المسلمين في اليوم الثاني عشر من ربيع الأول كل عام من ناموسِ المحبة العُلوي، وما يهزّ نفوسهم من الفيض النوراني المتدفق جمالا وجلالا، ليأتي إليهم محمّلا من ذكريات القرون الخالية بأريج طيب ينمّ عما كان لأسلافهم الكرام من العناية بذلك اليوم التاريخي الأعظم، وما ابتكروا لإظهار التعلّق به وإعلان تمجيده من مظاهر الاحتفالات، فتتطلع النفوسُ إلى استقصاء خبر تلك الأيام الزهراء والليالي الغراء إذ المسلمون ملوكاً وسوقةً (أي عامتهم) يتسابقون إلى الوفاء بالمستطاع من حقوق ذلك اليوم السعيد).
ومحمد الشاذلي النيفر شيخ الجامع الأعظم في تونس في قوله (وَأَزِيدُ عَلَى ذَلِكَ مَا يُؤَيِّدُ مَا تَقَدَّمَ عَنِ ابْنِ حَجَرٍ وَالسّيُوطِيِّ أَنَّ اللَّـهَ أَوْجَبَ عَلَيْنَا مَحَبَّةَ نَبِيِّهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ بَعْدَ مَحَبَّتِهِ جَلَّ وَعَلَا، وَذَلِكَ يُوجِبُ عَلَيْنَا تَعْظِيمَ كُلِّ مَا يَتَعَلَّقُ بِالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَمِنْ ذَلِكَ تَعْظِيمُ يَوْمِ مَوْلِدِهِ بِالاحْتِفَالِ بِهِ بِمَا يُجِيزُهُ الشَّرْعُ الكَرِيمُ).

نسأل الله أن يجمعنا وإياكم على نشر الخير ويفيض علينا من بركات النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ءامين، وسبحان الله والحمد لله رب العالمين.

روى مسلم عَنْ أَبِي قَتَادَةَ الْأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ عَنْ صَوْمِ الِاثْنَيْنِ فَقَالَ : ( فِيهِ وُلِدْتُ وَفِيهِ أُنْزِلَ عَلَيَّ ) .

وروى الترمذي وحسنه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( تُعْرَضُ الْأَعْمَالُ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ وَالْخَمِيسِ فَأُحِبُّ أَنْ يُعْرَضَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ )

ما زالت الدلائل تتوالى تترى على كون الميلاد النبوي ليس ككل ميلاد، وعلى كون اليوم الذي شهد هذا الحدث العظيم ليس ككل الأيام، فانظم إلى هذه الإرهاصات الدالة على عظمة الحدث وشرف اليوم لسان الشرع، فأعرب بصحيح اللفظ عن شرف هذا اليوم، فعن أبي قتادة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن صوم يوم الاثنين فقال: «ذاك يوم ولدت فيه، ويوم بعثت فيه،أو أنزل علي فيه». (رواه مسلم في كتاب الصيام) ويستشف من هذا الجواب إعلام بشرف هذا اليوم، وإخبار بفضله، وقد قال الإمام ابن الحاج في «المدخل»: «أشار عليه الصلاة والسلام إلى فضيلة هذا الشهر العظيم بقوله عليه الصلاة والسلام للسائل الذي سأله عن صوم يوم الاثنين فقال له عليه الصلاة والسلام: «ذاك يوم ولدت فيه»، فتشريف هذا اليوم متضمن لتشريف هذا الشهر الذي الذي ولد فيه. فينبغي أن نحترمه حق الاحترام، ونفضله بما فضل الله به الأشهر الفاضلة، وهذا منها، لقوله عليه الصلاة والسلام: «أنا سيد ولد آدم ولا فخر». ولقوله عليه الصلاة والسلام: «آدم ومن دونه تحت لوائي»… وفضيلة الأزمنة والأمكنة بما خصها الله تعالى به من العبادات التي تفعل فيها لما قد علم أن الأمكنة والأزمنة لا تتشرف لذاتها وإنما يحصل لها التشريف بما خصت به من المعاني» (المدخل لابن الحاج2/3، المطبعة المصرية بالأزهر، ط1: 1348هـ).

     فتعظيم النبي صلى الله عليه وسلم ليوم ميلاده بالندب إلى الصوم فيه، منبئ عن شرف ذلك اليوم، وعلة شرفه ما وقع فيه، من أجل ذلك ما شهده من الميلاد النبوي فيه، وقد قال الإمام القرطبي على هذا الحديث:«كل هذا دليل على فضل هذا اليوم» (المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم 3/187، تحقيق جماعة. دار ابن كثير، دار الكلم الطيب. دمشق-بيروت. ط1. 1417/1996.) والأزمان لا يفضل بعضها بعضا إلا بالواقع فيها، وإلا فإنها متساوية من حيث هي أزمان، لا تفضل ساعة ساعة، ولا نهارا نهارا، ولا ليل ليلا باعتبار كونه زمانا، وإنما تتفاضل الأزمان بما كانت ظرفا له من أحداث.

ثم ها هو أيضا جانب آخر من جوانب التعظيم لذلك اليوم، وهو المتعلق بطريقة الإخبار عنه، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال مخبرا عن ذلك اليوم: «ذاك يوم» واسم الإشارة «ذاك» يشار به إلى البعيد، فإن لم يكن بعد فإنه للتعظيم. والمرتفع محلا، العلي منزلة، كأنه قد بعد موضعه، وأوغل في الشرف مبتعدا.

     وشغل اليوم العظيم بالصيام فيه إشارة إلى شكر الله على عظيم النعمة التي حصلت في ذلك اليوم، ومنه صوم موسى عليه السلام يوم عاشوراء شكرا لله على إنجائه وقومه، وإهلاكه فرعون وجنده، فصامه النبي صلى الله عليه وسلم وقال: «نحن أحق وأولى بموسى منكم»، (رواه من حديث ابن عباس البخاري ومسلم) والخطاب لليهود الذين كانوا يصومونه. فوقع في شرعنا الإقرار بكون الصوم يكون لونا من ألوان الشكر، وإيقاع الصيام على جهة التنفل في يوم الاثنين الذي ولد فيه نبينا صلى الله عليه وسلم مناسب لاستحضار الشكر على النعمة العظمى بمولده، كما أن اقتران العبادة بمكان أو زمان دال على فضلهما. وقد أدخل الإمام الحافظ ابن رجب في كتابه “لطائف المعارف” شهرَ ربيع الأول ـ الذي شهد ميلاد نبينا صلى الله عليه وسلم في مواسم شهور السنة، وقصده من ذكر أيام وشهور السنة ما يقع فيها من أعمال الخير الواجبة أو المستحبة.

 ثم لْيُنظر إلى تذكير النبي صلى الله عليه وسلم  بيوم ميلاده الشريف، وهو صلى الله عليه وسلم بالمدينة بعد مضي أكثر من نصف قرن على هذا الحدث العظيم وقد وقع سؤاله عن صوم يوم الاثنين، فقال: «ذلك يوم ولدت فيه» ثم زاد السائل معنى آخر، فنص على أن ذلك اليوم الذي ولد فيه شهد أيضا حدثا عظيما في حياته الشريفة، وهو البعثة، ولم يذكر صلى الله عليه وسلم ما وقع بينهما من أحداث في تلك المدة المديدة الفاصلة بين مولده وبعثته، وهي أربعون سنة، فهذا الجمع بين الولادة والبعث، جمع بين حدثين عظيمين، فالأول ظهور حسي لشخص نبينا صلى الله عليه وسلم إلى هذا الوجود الدنيوي، والثاني ظهور أيضا، لكنه للرسالة، فكل من الظهورين حدث عظيم.

 والحاصل أن الولادة النبوية لم تكن حدثا من الأحداث المعتادة المكرورة

، التي يشهدها اليوم الواحد في هذا العالم، حتى غدى الحدث لكثرته وتكرر وقوعه معتادا، وإنما كانت الولادة النبوية حدثا متميزا عن غيره مما يماثله، كيف لا وقد شهد ميلاد النبي صلى الله عليه وسلم الذي حول مجرى التاريخ الإنساني، والذي كان آخر من يتصف بوصف النبوة في هذا العالم.

نظرا لشرف هذا اليوم الذي ورد على لسان النبي صلى الله عليه وسلم تعظيمه بقوله: “ذاك يوم ولدت فيه” ، فإن الأمة الإسلامية تفننت في طرق تعظيمه، والتذكير بالحدث الذي وقع فيه؛ وأظهر علماؤها فنا من فنون التأليف متعلقا بالحدث،  وكتبا منسوبة إليه تسمى “المولديات”، ويُذكر فيها: مولده الشريف وما ظهر من الآيات عند هذا المولد، وبيان نسبه الشريف، وشمائله ومعجزاته صلى الله عليه وسلم . وهذا فرع عن السيرة وجزء منها، إلا أنه لكثرة ما وُضع فيه، وتنوع ذلك صار فنا قائما بذاته، وقد وقع التأليف فيه قديما، فألف فيه الإمام ابن أبي عاصم المتوفى سنة 287هـ كتابا هو من مرويات الإمام محمد بن سليمان الروداني  (صلة الخلف بموصول السلف ص412، تحقيق د.محمد حجي، دار الغرب الإسلامي، بيروت، ط1، 1408/1988)، ثم تتابع الناس في التأليف في هذا الباب شرقا وغربا، واعتنى به كثير من كبار العلماء كالعزفي، وابن دحية، وابن الجزري، وابن ناصر الدين، والعراقي، وابن حجر، وتلميذه السخاوي، والسيوطي، وأضراب هؤلاء، كما أنهم تفننوا في هذه المولديات، فمنها ما هو مطول كبير، بل سيقت الأحاديث المذكورة فيه بأسانيد مصنفيها،ككتاب التعريف لابن الجزري، ومنها ما هو مختصر وجيز، كعامة كتب المولد، ومنها ما ألف سجعا كمولد البرزنجي، ومنها ما وضع نظما، كنظم في المولد لعبد القادر بن محمد بن عبد القادر بن سودة (طبع على الحجروعلى الحروف بفاس.)

وكثرة هذه المصنفات مع ذلك التنوع الموجود فيها ناطق صدق بما للحدث من جلالة المقدار.

وقد جمع الشيخ محمد عبد الحي الكتاني ما اطلع عليه مما ألف في المولد فبلغ به إلى أكثر من مائة وستين كتابا (في مقال بعنوان التآليف المولدية نشر في ستة أعداد من المجلة الزيتونية، وهي: (عدد خاص بالمولد، السنة: 1356/1937 ص 68 فما بعدها)- ( عدد ممتاز، السنة: 1356،1357/1937، ص16 فما بعدها)- ( الجزء الأول، المجلد الثاني، السنة 1356/1937، ص 20 فما بعدها) – ( الجزء الثاني، المجلد الثاني، السنة 1356/1937، ص 13 فما بعدها) – ( الجزء الثالث، المجلد الثاني، السنة 1356/1937

وأما الكتب التي ذكرت فيها مباحث حول المولد الشريف، وليست مفردة لهذا الغرض، فأكثر من أن تحصى، وحسبك منها كتب السيرة جميعا،وجملة من كتب الخصائص والفضائل النبوية.

ولا أغادر هذا المقال حتى أورد أربعين من كتب المولد الشريف- وهو قليل من كثير – مما ألفه أعيان معروفون من أهل المغرب والمشرق للدلالة على أهمية الموضوع المكتسبة من أهمية الحدث.، ص 10 فما بعدها)- ( الجزء الرابع، المجلد الثاني، السنة 1356/1937، ص 14 فما بعدها)

من تآليف المغاربة في المولد وما يتعلق به:

[1] الدر المنظم في مولد النبي المعظم للعزفي. هذا الكتاب ابتدأ تأليفه أبو العباس العزفي (ت633)، ثم أتمه ابنه أبو القاسم العزفي (ت677). قال الكتاني: “ولعل العزفي هو أول من ألف من المغاربة في المولد. “المجلة الزيتونية” (المجلد الثاني: الجزء الثالث: 12).

[2] التنوير في مولد السراج المنير  لعمر بن الحسن بن دحية الكلبي (604).

[3] جنى الجنتين في التفضيل بين الليلتين ليلة القدر وليلة المولد لأبي عبد الله محمد بن أحمد بن مرزوق التلمساني (781).

[4] المولد الشريف محمد بن محمد المغربي (1191).

[5] السر الرباني في مولد النبي العدناني لمحمد بن محمد البناني (1245).

[6] المولد لمحمد بيرم الخامس (1307).

[7] ذكر ليلة المولد الشريف لأحمد بن محمد، ابن الحاج (1316).

[8] المولد النبوي للسيد محمد مرتضى الجزائري بن أخي الأمير عبد القادر (1322).

[9] السانحات الأحمدية والنفثات الروعية في مولد خير البرية لمحمد بن عبد الكبير الكتاني (1327).

[10] سعادة الأمة بمولد خير الأمة لمحمد بن قاسم بن محمد الهاشمي الفاسي (1331هـ).

[11] ربيع القلوب في مولد النبي المحبوب للعربي بن عبد الله التهامي الوزاني الحسلي الرباطي (1339هـ).

[12] اليمن والإسعاد بمولد خير العباد لمحمد بن جعفر الكتاني (1345هـ).

[13] إسعاف الراغبين بمولد سيد المرسلين لعبد الصمد بن التهامي بن المدني جلون. (1352هـ).

[14] فتح الله في مولد خير خلق الله لفتح الله بن أبي بكر البناني (1353هـ).

[15] مسامرة الأعلام وتنبيه العوام بكراهة القيام لذكر مولد خير الأنام لحمد العابد بن أحمد ابن سودة (1359).

[16] الرد على إنكار القيام عند ذكر المولد النبوي لمحمد بن أحمد الزموري (1360هـ).

[17] النور اللائح بمولد الرسول الخاتم الفاتح للعلامة عبد الرحمان بن محمد ابن زيدان المكناسي (1365).

[18] صفاء المورد على القيام عند سماع المولد لمحمد بن الحسن الحجوي (1376هـ).

[19] المولد لمحمد عبد الحي الكتاني (1382هـ).

[20] الإتحاف والوداد ببعض متعلقات الولاد لمحمد الرضي بن إدريس السناني (1385هـ).

[21] إيقاظ النيام عن استحباب القيام في ذكر مولد خير الأنام لعبد الهادي بن محمد السلاوي.

[22] شفاء الغرام بمولد خاتم الأنبياء وصفوة الرسل الكرام لمحمد الطاهر بن الحسن الكتاني.

[23] بلوغ السعد والتهاني في مولد صاحب السبع المثاني لأبي العباس أحمد العمراني الفاسي.

ومن تآليف المشارقة في ذلك:  

[24] مولد النبي صلى الله عليه وسلم وما معه لابن أبي عاصم (287). قال الكتاني: “فاستفدنا أن أهل القرن الثالث ألفوا في المولد النبوي، وهي فائدة كبيرة”. “المجلة الزيتونية” (المجلد الثاني: الجزء الثالث، ص11).

[25] المولد النبوي لعلي بن عثمان المارديني (750).

[26] المنتقى في مولد النبي المصطفى لسعيد بن محمد الكازروني (758).

[27] المورد الهني في المولد النبوي للحافظ العراقي (804).

[28] عرف التعريف بالمولد الشريف لابن الجزري (833).

[29] اللفظ الرائق في مولد خير الخلائق لابن ناصر الدين الدمشقي (842).

[30] المولد النبوي لمحمد بن علي بن حجر العسقلاني (852).

[31] حسن المقصد في عمل المولد  لجلال الدين السيوطي (911).

[32] النعمة الكبرى على العالم بمولد سيد ولد آدم أو القول السوي في أصل عمل المولد النبوي لابن حجر الهيتمي (974).

[33] بهجة السامعين والناظرين بمولد سيد الأولين والآخرين  لنجم الدين أبي المواهب محمد بن أحمد بن علي الغيطي السكندري الشافعي (981).

[34] المولد المروي في المولد النبوي  لعلي بن سلطان القاري (1014).

[35] ورد الصفا في مولد المصطفى لمحمد علي بن محمد ابن علان (1057).

[36] ترويح الفؤاد بمولد خير العباد لعبد السلام بن إبراهيم اللقاني (1087).

[37] تحفة ذوي العرفان في مولد سيد بني عدنان للشيخ عبد الغني بن إسماعيل النابلسي (1143).

[38] الرياض النافحة في مولد نبي الأمة الرابحة لزين العابدين جعفر بن حسن بن عبد الكريم البَرْزنجي المدني (1177).

[39] تحفة السامعين بمولد سيد المرسلين لمحمد بن سالم الحفني (1181).

[40] المولد لأحمد بن محمد العدوي الدردير (1201).

                                                                             نقلا عن منبر الرابطة، العدد 15، ص20، 2011م

لله تعالى صدقة جارية و صدقة عن روح المرحوم بإذن الله فتحي المهذبي

قال الكتاني كما في المجلة الزيتونية المجلد الثاني الجزء الثالث صحيفة 12 (ولعل العزفي هو أول من ألف من المغاربة في المولد). انتهى


والعزفي هو أبو العباس العزفي المتوفى سنة 633 هجري وكتابه اسمه الدر المنظم في مولد النبي المعظم، وقد أتمه من بعده ابنه أبو القاسم العزفي المتوفى سنة 677 هجري.

وقد ألف ابن أبي عاصم المتوفى سنة 287 هجري كتابه المسمى مولد النبي صلى الله عليه وسلم وما معه، قال الكتاني كما في المجلة الزيتونية المجلد الثاني الجزء الثالث صحيفة 11 (فاستفدنا أن أهل القرن الثالث ألفوا في المولد النبوي، وهي فائدة كبيرة). انتهى

ولد أبو العباس في السابع عشر من رمضان المعظم من عام (557هـ) وفي أحضان هذا البيت العلمي نشأ وترعرع وأخذ من معين العلم وكَرَع، وكان من جملة شيوخه أبوه القاضي أبو عبد الله محمد بن أحمد قرأ عليه كثيرا، وقرأ القراءات السبع في عشرين ختْمة على المحدث أبي محمد بن عبيد الله الحجري (ت591هـ)، وقرأ عليه أيضا موطأ عبد الله بن وهب، والملخّص لأبي الحسن القابسي، والتقصي لأحاديث الموطأ لابن عبد البر، وكثيرا من المسانيد والأجزاء الحديثية، ومنهم أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن حُبَيش (ت584هـ)، وأبو عبد الله محمد بن جعفر بن حَميد (ت586هـ)، وأبو القاسم عبد الرحمن بن عبد الله السهيلي (ت581هـ)، وحدث بالإجازة عن الحافظ أبي القاسم خلف بن عبد الملك بن بشكوال (ت578هـ)، وأبي بكر محمد بن خير الإشبيلي (ت575هـ)، وجماعة من أهل المشرق.
وبعد أن جمع من صنوف العلم أنواعا ، وأخذ من فنونه ألوانا، تصدر للتدريس بجامع سبتة وأصبح مقصودا لأهل الرواية والدراية، ونهل من علمه طائفة من العلماء أبرزهم الأديب الكاتب أبو الحسن علي بن محمد الرعيني الإشبيلي (ت666هـ)، وإمام أهل النحو في زمانه المقرئ أبو الحسين عبيد الله بن أحمد بن أبي الربيع الإشبيلي (ت688هـ)، والحافظ أبو عبد الله محمد بن عبد الله القضاعي البلنسي المشهور بابن الأبّار (ت658هـ)، وسواهم من أهل بلده سبتة وغيرها من القادمين إليها، وغدت سبتة في عهده (ومن جاء بعده من أبنائه وحفدته) منارةً للعلم ونورا للمعرفة وذلك لما عُرف عنه من دماثة الخلق وتمام الورع، مع الثقة والضبط والنزاهة والإتقان، هذا ما نجده في التحليات التي حلاّه بها العلماء سواء من عاصره منهم أو أتى بعده، فهذا تلميذه أبو الحسن الرعيني عقد له ترجمة حافلة في برنامج شيوخه من ضمن ما قال فيه (من خاتمة أهل العلم بالسُّنّة والانتصار لها (نفعه الله) برز علما وعملا ودراية ورواية، وجمع خصالا من الفضل جمَّة…وكان على طريقة شريفة من التّسَنُّن واقتفاء السلف)، وحلاَّه أبو القاسم بن الشاط السبتي (ت723هـ) في تخريج برنامج ابن أبي الربيع بـالفقيه العالم العامل العلَم الأوحد الورِع الفاضل الضابط الناقد المسند بقية المحدثين، وأورد المقري ما وجده على نسخة من كتاب الدُّرِّ المنظّم للمترجم محلا فيها بما نصه الشيخ الفقيه الإمام العارف العالم علم العلماء العاملين المتقنين، ونخبة الفضلاء الصالحين المتّقين.

ولزيادة الفائدة نقول:
أهل السنة يحتفلون بمولد من أرسله الله رحمة للعالمين فالأصل في الأشياء الإباحة ما لم يرد التحريم فإن الاحتفال بذكرى مولد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الذي أرسله الله رحمة للعالمين بقراءة شىء من القرءان وذكر شىء من الشمائل النبوية الشريفة أمر فيه بركة وخير عظيم إذا خلا هذا الاحتفال عن أصناف البدع القبيحة التي لايستحسنها الشرع الشريف.

وليعلم أن تحليل أمر أوتحريمه إنما هو وظيفة المجتهد كالإمام مالك والشافعي وأبي حنيفة وأحمد بن حنبل رضي الله عنهم وعن سائر السلف الصالح، وليس لأي شخص ألّف مؤلفاً صغيراً أو كبيراً أن يأخذَ وظيفة الأئمة الكرام من السلف الصالح فيُحلل ويحرّم دون الرجوع إلى كلام الأئمة المجتهدين المشهود لهم بالخيرية من سَلف الأمة وخلَفها، فمَن حرم ذكر الله عز وجل وذكر شمائل النبي صلى الله عليه وسلم في يوم مولده عليه السلام بحجة أن النبي عليه السلام لم يفعله فنقول له:
هل تحرّم المحاريب التي في المساجد وتعتقد أنها بدعة ضلالة؟!
وهل تحرّم جمع القرءان في المصحف ونقطه بدعوى أن النبي لم يفعله؟!

فإن كنتَ تُحرّم ذلك فقد ضيقتَ ما وسع الله على عباده من استحداث أعمال خير لمتكن على عهد الرسول، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (مَن سَنّ في الإسلام سُنةً حسَنَةً فلَهُ أجرُها وأجْرُ مَن عَملَ بها بعده من غيرأنْ ينقُصَ من أُجورهم شىء) رواه الإمام مسلم في صحيحه.

وقال سيدنا عمربن الخطاب رضي الله عنه بعدما جمع الناس على إمام واحد في صلاة التراويح (نِعْمَ البدعة هذه) رواه الإمام البخاري في صحيحه.

ومن هنا قال الإمام الشافعي رضي الله عنه (المُحدثـات من الأمور ضربان أحدُهما ما أُحدث مما يُخالفُ كتابـاً أو سُنةً أو أثراً أو إجماعاً فهذه البدعة الضـلالة والثانيـة ما أُحدثَ من الخير لا خلاف فيه لواحد من هذا وهذه مُحدثةٌ غير مذمومة) رواه الحافظ البيهقي في كتاب مناقب الشافعي ج 1 ص 469.

ومَن شاءَ فلينظُر ما ذكرَهُ الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله من أن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف بدعةٌ حسنة ولا تصحُ فتوى من أفتى بأن الاحتفالَ بذكرى المولد بدعةٌ محرمةٌ لما تقدم من الأدلة ومثل ذلك ذكرَ العلماء الذين تُعْتَمَدُ فتواهم كالحافظ ابن دحية والحافظ العراقي والحافظ السخاوي والحافظ السيوطي والشيخ ابن حجر الهيتمي والشيخ محمد بخيت المطيعي مفتي الديار المصرية الأسبق والشيخ محمد الطاهر بن عاشور التونسي المالكي والشيخ مصطفى نجا مفتى بيروت الأسبق وغيرهم كثير.

ولاعبرة بكلام من أفتى بخلاف قولهم لأنه ليس كلام مجتهد والعبرة إنما هي بما وافق كلام العلماء المعتبرين والأصل في الأشياء الإباحة ما لم يردالتحريم ودين الله يُسْرٌ وليسَ بعُسْرٍ والله الهادي إلى سبيل الرشاد.

نسأل الله أن يجمعنا وإياكم على نشر الخير ويفيض علينا من بركات النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

ءامين

وقد قيل :

أولَّ من خصَّ المولد النبوي الشريف بتأليفٍ مستقل

1- أول مؤلف هو للإمام الواقدي، ذكره أبو القاسم السهيلي المولود (508، والمتوفى 581 ) في كتابه الروض الأنف 1/ 61 فقال: ” كتاب المولد للواقدي”

ثم قال في 1/ 93 “كتاب انتقال النور”

ولعلهما كتاب واحد.

ونبه بعض المعاصرين على أنهما غير كتاب المولد المخطوط الموجود في الظاهرية

2- الإمام الكبير محمد بن عائذ القرشي صاحب المغازي المولود سنة: (150 والمتوفى: 233هجرية)

وقد اقتبس من كتابه مغلطاي في كتابه الإشارة ص71، والعلامة البدر الزركشي في شرح البردة كما نقل ذلك عنه الحافظ القسطلاني في المواهب اللدنية 1/ 78.

فهذا التأليف كان في القرن الثاني وتلاه التأليف في القرن الثالث

3- فألف الإمام الكبير ابن أبي عاصم المولود سنة: (206، والمتوفى سنة: 287) كتابا سماه “مولد النبي صلى الله عليه وسلم وما معه”

وقد ذكر هذا التأليف إبراهيم الصرفيني المولود ينة (581 والمتوفى641) في كتابه المنتخب ص84

وتبعه الذهبي في سير أعلام النبلاء في ترجمة الغزالي 19/327

وذكر أن للغزالي إجازة فيه ، ومثله الحافظ ابن كثير في طبقات الشافعيين ص535.

وتخصيص المولد النبوي بالتأليف يعتبر صورة من صور الاحتفال بالحبيب الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم