*مَا حُكْمُ مَنْ يَسْتَعْمِلُ كَلِمَةَ الْخَلْقِ مُضَافَةً لِلنَّاسِ؟ *•
اعْلَمْ أَنَّ الْخَلْقَ فِى لُغَةِ الْعَرَبِ لَهُ خَمْسَةُ مَعَانٍ:
1️⃣ الإِبْرَازُ مِنَ الْعَدَمِ إِلَى الْوُجُودِ
وَلا يُطْلَقُ بِهَذَا الْمَعْنَى إِلَّا عَلَى اللَّهِ، أَمَّا مَنْ يَسْتَعْمِلُ كَلِمَةَ الْخَلْقِ مُضَافَةً لِلنَّاسِ عَلَى هَذَا الْمَعْنَى كَأَنْ يَقُولَ لِشَخْصٍ اخْلُقْ لِى كَذَا كَمَا خَلَقَكَ اللَّهُ فَإِنَّهُ يَكْفُرُ.
2️⃣ التَّقدِيرُ
فقَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ﴾ مَعْنَاهُ أَنَّ اللَّهَ أَحْسَنُ الْمُقَدِّرينَ، لِأَنَّ تَقْدِيرَهُ لا يُخْطِئُ وَلا يَتَغَيَّرُ، أَمَّا تَقْدِيرُ غَيْرِهِ فَيَجُوزُ عَلَيْهِ الْخَطَأُ وَالتَّغَيُّرُ، فيجوز إطلاق الْخَلْقِ عَلَى غَيْرِ اللَّهِ بِمَعْنَى التَّقْدِيرِ.
3️⃣ التَّصْوِيرُ
كَمَا فِى قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: ﴿وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ﴾، أَيْ كَانَ سَيِّدُنَا عِيسَى عَلَيْهِ السَّلامُ يُصَوِّرُ مِنَ الطِّينِ صُورَةَ خُفَّاشٍ ثُمَّ يَخْلُقُ اللَّهُ فِيهَا الرُّوحَ فَتَطِيرُ حَتَّى تَغِيبَ عَنْ أَنْظَارِ النَّاسِ ثُمَّ تَقَعُ مَيْتَةً، وَهَذِهِ مِنْ جُمْلَةِ مُعْجِزَاتِ الْمَسِيحِ عَلَيْهِ السَّلامُ، فيجوز إطلاق الْخَلْقِ عَلَى غَيْرِ اللَّهِ بِمَعْنَى التصوير.
4️⃣ افْتِرَاءُ الْكَذِبِ
وَهَذَا لا يُضَافُ إِلَّا إِلَى الْعَبْدِ، قَالَ تَعَالَى ﴿وَتَخْلُقُونَ إِفْكًا﴾ أَيْ تَفْتَرُونَ الْكَذِبَ فَنَسَبَ إِلَى الْمُشْرِكِينَ خَلْقَ الإِفْكِ أَىِ افْتِرَاءَهُ، فيجوز إطلاق الْخَلْقِ عَلَى غَيْرِ اللَّهِ بِمَعْنَى افتراء الكذب.
5️⃣ سَوَّى وَمَلَّسَ
فَيُقَالُ فِى اللُّغَةِ خَلَقْتُ هَذَا الْخَشَبَ كُرْسِيًّا أَىْ سَوَّيْتُهُ أَمْلَسَ بِحَيْثُ يَصْلُحُ لِلْجُلُوسِ عَلَيْهِ، فيجوز إطلاق الْخَلْقِ عَلَى غَيْرِ اللَّهِ بهذا المعنى.
