*******************************************
نقلا عن الشيخ نبيل الشريف حفظه الله تعالى وجزاه عنا خير الجزاء
لله تعالى
من دروس الإمام ١٩٣
قال الإمام الشيخ عبد الله الهرري رحمه الله وغفر له ولوالديه
*******************************************
المطر منه ما هو رحمة ومنه ما هو عذاب، إذا ذَمَّ نَوْعًا من المطر ما فيه كفر. اللهم سُقَيا رَحْمَة لا سُقْيَا عذاب، لما يُطْلَبُ المطر لما ينقطع المطر يُطلبُ من الله يدعى بهذا: اللهم سُقيا رحمة لا سقيا عذاب . أحيانا يصيرُ منه فيضان فيهدمُ البيوت ويُتْلِفُ النفوس هذا عذاب ليس كُلُّ مَطرٍ رحمة والمالُ كذلك، مالٌ محمود ومالٌ مذموم، المال محمود هو المال الذي يُجْلَبُ من طريقٍ حلال ثم يصرف في طريق حلال. أما المال المذموم هو المال الذي يُكْتَسبُ من طريق حرام أو يُصْرَف في الحرام، المالُ منه مَذْموم ومنه مَمْدوح والمطرُ كذلك منه ما هو رحمة ومنه ما هو يُسْتَعَاذُ بالله منه والريحُ كذلك ريح رحمةٍ ورِيحُ عَذَاب. الله تعالى أهلك بالريحِ أقوامًا كَفَرُوْا في أيام عاد، أهلكهم ما تركت الرِّيْحُ إلا المسلمين ثم هؤلاءِ الذين سَلِمُوا بإيمانهم مع نبيهم توالدوا ثم ذريتُهم عادوا كفروا، هذا شأنُ البَشَر لما يطولُ عليهُم الزمان يكفُرُون.
أما قومُ موسى بعدما رَأَوْا المعجزةَ الكبيرةَ خلَّصَهُم من فِرْعَوْن كانوا بِمصْرَ مستذلين مقهورين، فرعون كان يَسْتَذلّهُم ويقْهَرهُم، موسى خلَّصَهُم الله تعالى فَلَقَ له البحر صَارَ بَيْنَ فِرْقٍ من الماء وفِرْقٍ أرضٌ يابسة اجتازوا قطعوا البحر خرجوا سالمين لما جاء فرعون وكان معه مليون وسبْعُمائَةِ ألف مقاتل على الخيل، فارس، مليون وسبْعُمائة فارس ليسوا رِجالاً أي مشاةً، ليُبِيدَهُم، موسى كان معه سِتُمائَةِ ألف مسلم من بني إسرائيل من قومه، فرعون من القِبْطِ ليس من بني إسرائيل. هو لما وصل إلى البحر وجد البحر صار جبالاً اثني عشر جبلاً بين كل جبل وجبلٍ أرضٌ يابسة، توقف عن أن يدخل جبريل خاض بفرسه امامه فرسُ فرعون كان ذكرًا وفرس جبريل كانت بشكل أنثى تَجَرَّأَ فرسُهُ دخل، لما كُلُّهم دخلوا عن ءاخرهم اسرافيل كان من وراء يستحُّثهم بصورة بشر يقول لهم هيّا هيّا، لما تكاملوا في البحر الله تعالى أغرقهم، مع هذا هؤلاء الذين اجتازوا مع موسى، موسى تركهم قال لهم انتظروني في مكان، وتركَ فيهم أخاهُ هارون رسولاً من الله كأخيه ثم أتى بالتوراة في جبلِ الطُّور سمِعَ كلامَ الله وأنزلت عليه التوراة ورجع إليهم، فلما رجع إليهم وجدهم قِسْمٌ كبيرٌ منهم عبدوا العجل، كفروا، أتعبوه بنو إسرائيل اتعبوه.
في هذا الزمان الآباءُ والأمهاتُ أهمَلُوا أغْلَبَهُم إلا القِلَّةُ القليلة، اهمَلُوا تعليمَ أولادِهِمْ أصولَ العقيدة وبيانَ الكُفْرِيَّات ليتَجَنَّبُوها وغير ذلك أهملوا، هم يظنون أن هذه المدارس تكفُلُ لَهُم ذلك وهي لا تكفل، أغلبها لا تَكْفُل إلا مدارسُ جماعتنا في لبنان ثم لو اكتملت الحاجة في لبنان
يبقى سَدُّ الثغرات في خارِجِ لبنان على من استطاع خَمْسُ قرى في سوريا ومِثْلُ ذلك في لبنان يقولونَ “يا زب اللا”وأصحابُ العمائِم الذين يعيشون فيهم ساكتون لا يحذِّرُوْنَهُم. قال لي قريبي وأصحابُ العمائِمِ الذين يعيشون فيهم ساكتون لا يحذرُوْنَهُم. قال لي أَحَدُ أَقْرِبَائِي والدُ عبد الكريم هذا الذي يعيش عندنا منذ شهور هو جاء إلى الشام قبلي بنحو ثلاثين سَنَة قال ما سَمِعْتُ شيخًا يَنهْى عن هذه الكلمة إلا شيخ يقال له الشيخ خالد النقشبندي بالزبداني قال على المنبر حذَّر منها هذه. هِشَّام مُحُّو الذي هو من جماعتنا له أهل ببلودان قال صِرْتَ أنهاهم حتى إن امرأةً مسنةً من قرائِبي نَهَيْتُها فقالت: أليس له ذلك الشىء!؟
في مثل هذا الوقت هل يجوز السكوت عن تعليم عقيدة أهل السنة بتوسع، ماذا يَنْفَعُ هؤلاء تعليمهم الصَّلاة والصيام والحج والزكاة ماذا ينفعهم، وهم اتخذوها كأنها وِرد ينادي هذا الشخصَ الآخر من الجانب الآخر يقول: يا مائة زب اللا، هؤلاء الذين في لبنان،
يا مائة الف يقولون زب اللا، كأن هذا عندهم تسبِيْح أصحاب العمائم الذين فيهم ساكتون. هذه مَجْدَل عنجر من القُرى المعروفة
بهذا من ثلاثين سنة أو من خمس وعشرين سنة أنا والشيخ محيي الدين العجوز دخلنا الجامع حَذَّرْتُهم منها ومع ذلك لم يَتْرُكُوْها
إلى الآن. لا حول ولا قوة إلا بالله. اهـ
رحم الله من كتبه ومن نشره
قناة حب محمد يجمعنا دروس محررة وفوائد مفيدة
لا فلاح الا بتعلم أمور الدين
