إن ما شاع بين بعض العوام من أن الرجل إذا خرج من بيته وهو جنب تلعنه كل شعرة في جسمه هو غير صحيح لمخالفته نصوصا حديثية صحيحة ثابتة.
فقد روى الإمام البخاري بإسناد إلى أبي هريرة قال: لقيني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا جنب فأخذ بيدي فمشيت معه حتى قعد فانسللت فأتيت الرحل فاغتسلت، ثم جئت وهو قاعد فقال: أين كنت يا أبا هِر؟ فقلت له، فقال: “سبحان الله يا أبا هِر إن المؤمن لا ينجس”.
ثم إن من الأحاديث الصحيحة الثابتة في غير صحيح البخاري أن حنظلة غسيل الملائكة رضي الله عنه سمع الهائعة أي صوت الحرب صبيحة أُحد وكان جنبا، فخرج فقاتل فقتل، فرءاه رسول الله صلى الله عليه وسلم والملائكة يغسلونه، فقال الرسول: إسألوا صاحبته أي زوجته على أي حال كان عند خروجه من البيت، وكانت ليلة زفافه بعروسه تلك الليلة التي خرج في صبيحتها قالت: أجنب ثم اغتسل فصلى الصبح، ثم لازمته أي تعلقت به فأجنب مرة ثانية، ثم سمع الهائعة فخرج لأن العدو قد اقترب من المدينة.
وهذا الحديث أيضا دليل ظاهر واضح على أن المسلم إذا خرج وهو جنب ليس عليه بأس، ولو في ذلك بأس وضرر ما كان هذا الصحابي ينال هذه المرتبة وهي أن الملائكة غسلته.
فما أبعد عن الصواب قول هؤلاء العوام.
والله أعلم وأحكم.
