اثبات وجود الملائكة
غالبا ما يروج الملحد لشبهة أن المسلمين يؤمنون بوجود كائنات خرافية كالملائكة عليهم السلام و البراق و غير ذلك…
وجواب ذلك أن يقال أن هذه الشبهة تعتبر فرعية جوابها متعلق باثبات مقدمة. وهو اثبات وجود الله عز وجل.
وهؤلاء الملاحدة أنفسهم، يعتقدون أن هذا العالم الذي يسير وفق هذا النظام الدقيق والمنتظم، قد وجد صدفة، بعد حصول انفجار كوني، و بعضهم يعتقد أيضا أن بعض الحيوانات البدائية تطورت إلى أنواع أخرى، ومنها من كان غير عاقل فصار عاقلا، وبعضهم الٱخر يعتقد بوجود مخلوقات فضائية، و بتأثير الكواكب والأبراج في هذا العالم.
وهذا هو الجهل والتخريف بعينه.
أما اثبات وجود الملائكة، فهو فرع عن اثبات وجود الله كما قدمنا. فان تحقق اثبات ذات لا يشبه الذوات متصف بالخلق و القدرة و المشيئة و العلم وغيرها من الصفات الواجبة لله، وأنه متصرف في هذا العالم و ما فيه وأنه أرسل الأنبياء ليبلغوا الناس ما أمرهم به ربهم، لا يمكن للشخص عندها تكذيب وجود الملائكة. لأن الملائكة مما أخبرت به الشرائع السماوية.
ووجود الملائكة يعتبر من قبيل الممكنات العقلية، و ليست من قبيل المستحيلات العقلية، فلا يحيل العقل السليم وجودها لأن قدرة الله شاملة للمكنات العقلية، و لأن الله أخبر عن وجودها، فالمسلم يجزم قطعا بوجودها.
وأيضا فإنه يصح في العقل ان يكلف الله بعض مخلوقاته للقيام ببعض الوظائف لأن الله خلق هذا العالم وجعل نظامه قائما على أسباب و مسببات، وهذا لا يخالف العلم التجريبي أصلا. لأن قول العلماء مثلا أن المطر ينزل بعد تبخر كميات من المياه، وتوفر عوامل أخرى لنزول المطر، لا يمنع من وجود ملك يقوم بوظيفة تحديد الكميات و المناطق التي سيعمها المطر، و زمن نزوله. فالأمر ليس فوضى و لا يمكن اعتبار حدوث تلك الأمور بالصدفة كما يظن الملحد.
فوجود ملائكة بغض الطرف عن وظائفها كوجود ملك مكلف بالوحي، و ملك مكلف بالنفخ مثلا…..هي ممكنات عقلية، لا يمتنع في العقل وجودها و لا يستحيل ذلك. فالعلوم التجريبية لا يمكنها اثبات وجود الملائكة أو نفس وجودها لأنه لا تعلق بين تلك العلوم وبين الملائكة
