المَخطوطةَ الأصليَّةَ فيها والدا الرسولِ ما ماتا كافِرَين

النِّيَّةُ للهِ تَعَالَى

لا يَشْبَعُ مُؤْمِنٌ مِن خَيْرٍ يَسْمَعُهُ حَتَّى يَكُونَ مُنْتَهَاهُ الجَنَّةُ

التحذيرُ منِ الاعتمادِ مجرَّدِ القراءةِ في الكُتُبِ لتَحصِيلِ العِلم

كثيرٌ منَ الكُتُبِ فيها أَغلاطٌ، إمَّا التَّصحيفُ، لأنَّ بعضَ النُّسَّاخِ غَلِطوا في النَّسخ، وإمَّا أُناسٌ يَتعمَّدونَ التَّحريفَ، أي يَقصدونَ إلى إنقاصِ كلمةٍ فيَتغيَّرُ المعنَى.

ومثالُ ذلك: كِتابٌ للإمامِ أبي حنيفةَ رضي اللهُ عنه، يقولُ فيه: «والدا الرسولِ ما ماتا كافِرَين»، فبعضُ النُّسَّاخِ ماذا فعَل؟ حَذَفَ كلمةَ «ما»، فصارتِ الجُملةُ على العَكسِ: «والدا الرسولِ ماتا كافِرَين»!

فطَلَبَ الشيخُ عبدُ الله من أحدِ الأشخاصِ أن يذهَبَ إلى مكتبةٍ فيها مَخطوطاتٌ في المدينةِ المنوَّرة، فذهَبَ وبحَثَ عنِ الكِتاب، فوجَدَ النُّسخةَ المَخطوطةَ الأصليَّةَ التي فيها: «والدا الرسولِ ما ماتا كافِرَين».

وهذا تَنبيهٌ للإخوةِ الذينَ يَستمعونَ: ألَّا يَعتَمِدوا على مُجرَّدِ أنْ يَقعَ في أيديهم كِتابٌ فيأخُذوا بكلِّ ما فيه، فإنَّ الشيخَ علَّمَنا كما فعلَ الحُفَّاظُ والمحدِّثونَ والعُلماءُ قبلَه أنَّ مَنِ اعتَمَدَ في تَحصيلِ العِلمِ على مُجرَّدِ القراءةِ في الكُتُبِ لنفسِه وعلى فَهمِه وحدَه، يَطلعُ ضالًّا مُضلًّا، ولا يَطلعُ عالِمًا، وهذا ما أجمعَ عليه كُلُّ العُلماءِ.
https://vt.tiktok.com/ZSy1rre1Y/