تشابه النصارى و المجسمة في القول بأن الله يسكن السماء

تشابه النصارى و المجسمة في القول بأن الله يسكن السماء.

في ما يلي نقل من كلام الراهب جوستين المتوفى سنة 165ميلادي ينكر أن يكون الله في كل مكان، ويزعم في المقابل أن الله يسكن الأماكن التي تعلو السماء، ولا يمكنه مغادرة مكانه، بل يبقى في مكانه أيا كان هذا المكان. وتحيزه في ذلك المكان هو الذي منعه من السير والقيام بزعمه.

وهذا يشبه عقيدة الكرامية ومنهم زعيمهم ابن تيمية الذي لم يكتف بالأخذ من الفلاسفة للقول بأزلية جنس العالم، بل صار يحتج بالإنجيل المحرف للاستدلال بعقيدة التحيز، فنسب لنبي الله عيسى عليه السلام الكفر، وأنه قال عن الله: ” فإن أباكم الذي في السماء يغفر لكم كلكم”. انتهى

ومن النصارى من كان يصف الله بأنه جسم مثل تورتيليان.

راجع كتاب تاريخ الفلسفة الأوروبية في العصر الوسيط ليوسف كرم، وهو نصراني أيضا.

العجيب أن بعض فرق النصارى ينفون نسبة الأعضاء الجسدية عن الله، مثل الراهب أوريجانوس حيث قال: “كما نقول فيما يتعلق بكل ما هو جسدي يُذكر عن الله، كالأصابع، أو اليدين، أو الذراعين، أو العينين، أو القدمين، أو الفم، إن هذه لا تُفهم على أنها أعضاء بشرية، بل إن أسماء أعضاء الجسد هذه تشير لبعض قدراته”. انتهى

ونص عبارته:

“That as with respect to everything corporeal which is spoken of God, such as fingers, or hands, or arms, or eyes, or feet, or mouth, we say that these are not to be understood as human members, but that certain of His powers are indicated by these names of members of the body.”

كما هو مذكور في كتاب

The Writings of Origen. Vol. I.

وأيضا في كتاب

ANF04. Fathers of the Third Century: Tertullian, Part Fourth; Minucius Felix; Commodian; Origen, Parts First and Second

Origen De Principiis., Book II. Chapter VIII.—On the Soul ( Anima ).

للباحث Philip Schaff

فهذا الراهب نفى وصف الله بالجسمية و الأعضاء، ولم ينف عنه صفاته الواجبة له، في حين نجد بعض المشبهة يثبتون تلك الاضافات لله عز وجل، ويموهون بقولهم أنها صفات، فإذا أرادوا اثبات الرجل مثلا، أثبتوا معها القدم، وإذا أرادوا اثبات القدم جعلوا الكرسي موضعا لها، وإذا أرادوا اثبات اليد قالوا عنها آلة العمل، كما ذكر ذلك ابن تيمية، وهذا عين التجسيم.

فظهر بذلك أن سلف الكرامية في اثبات المكان لله، وهم النصارى، بعضهم ينفون عن الله ما هو ” جسدي” أو جسماني، في حين أن هؤلاء يثبتونها أعضاء ولو أنكروا ذلك.

فكرة واحدة على ”تشابه النصارى و المجسمة في القول بأن الله يسكن السماء

التعليقات مغلقة.