افتراءات وجهالات الدكتور الوهابي فركوس (4)

#افتراءات_وجهالات_الدكتور_الوهابي_فركوس (4)

قَالَ الْدُّكْتُور الْوَهَّابِي فَرْكُوس فِي حَمْلَتِهِ الْـمَسْعُورَةِ عَلَى “عِلْمِ الْكَلَامِ” كَمَا تَجِدهُ فِي كَلِمَتِهِ الْشَّهْرِيَّة (الْـمُتَنَاقِضَةِ!): ((فأين #أدعياءُ_المالكيَّة مِنْ مقالات مالكٍ ـ رحمه الله ـ وكبارِ أصحابه وأئمَّةِ السُّنَّة الفحول في #ذمِّهم_لطريقة_أهل_الكلام والجدل #والفلسفة مِنَ #الأشاعرة وغيرهم؟!…))(1)

الْتَّعْلِيق:

يُقَالُ لِهَذَا الْوَهَّابِي (#الْـمُتَنَاقِض!):

أَلَـمْ تَقُل فِي تَعْلِيقَاتِكَ (#الْـمُهَلْهَلَةِ!) عَلَى عَقَائِد الْشَّيْخ ابْن بَادِيس مَا نَصُّهُ: ((وعبارة: “واجب الوجود لذاته” #أحدثها_الفلاسفة_والمتكلِّمون، وهي #لا_تُعرف_في_كلام_الشارع#ولا_في_كلام_السلف، #لكنَّ_المعنى_ثابتٌ في كلام الشارع ومجمعٌ عليه))(2)؟!…

فَهَا أَنْتَ ذَا يَا حَضْرَةَ (الْدُّكْتُور!) تَنْقُضُ غَزْلَكَ وَتَنْسِفُ مَقَالَكَ فَتَسْتَرْوِحُ لِـ: ((مَا لَا يُعْرَفُ فِي كَلَامِ الْشَّارِعِ وَلَا فِي كَلَامِ الْسَّلَفِ)): مِنَ (#الْمُحْدَثَاتِ!) (#الْكَلَامِيَّة!) لِـ: أَهْلِ (#الْبِدَعِ!) مِنَ الْفَلَاسِفَةِ وَالْـمُتَكَلِّمَةِ الَّذِيْنَ ذَمَّ طَرَائِقَهُم (#الْكَلَامِيَّةِ!) هَذِهِ الْإِمَام مَالِك وَكِبَار أَصْحَابِهِ وَأَئِمَّةِ الْسُّنَّةِ عَلَى حَدِّ فَهْمِكَ (#الْـمَنْكُوس!)؟!…

فَإِذَا كُنْتَ لَا تَجِدُ أَي غَضَاضَةٍ فِي اعْتِمَادِ أُصُول أَهْلِ الْكَلَامِ حَتَّى وَإِنْ لَـمْ يَقُل بِهَا الْشَّارِع الْحَكِيم وَلَا الْسَّلَفُ الْكِرَام وَإِنَّـمَا وَافَقَتْ الْحَقَّ الَّذِي تَرَاهُ، فَـمَا مَعْنَى أَنْ تُحِلَّ لِنَفْسِكَ هَا هُنَا مَا تُحَرِّمُهُ عَلَى غَيْرِكَ فِي رَدِّكَ هُنَاكَ؟!…

أَلَـمْ تَقُل يَا حَضْرَة (الْدُّكْتُور!) الْوَهَّابِي: ((ينزِّه الله تعالى نفسه عمَّا يصفه به الظالمون الجاحدون من النقائص من اتِّخاذ الولد والشريك في الملك والتصرُّف والعبادة، #ويثبت_وحدانيته_بدليل_التمانع -أيضًا-، ووجهه: أنه لو أثبتنا للعالَم خالقَيْن تقديرًا لكان كلُّ خالقٍ يريد أن ينفرد بما خلق كما تجري عليه عادة الملوك فلا يرضى أن يشاركه أحدٌ في خلقه وسلطانه، الأمر الذي لا ينتظم الوجود معه، فلمَّا اتَّسق الوجود وانتظم دلَّ ذلك على أنَّ للعالَم خالقًا واحدًا، قال ابن كثيرٍ -رحمه الله- في [«تفسيره» (٣/ ٢٥٤)]: «لو قُدِّر تعدُّد الآلهة لانفرد كلٌّ منهم بما يخلق، فما كان ينتظم الوجود، والمشاهَد أنَّ الوجود منتظمٌ متَّسقٌ، كلٌّ من العالَم العلويِّ والسفليِّ مرتبطٌ بعضُه ببعضٍ في غاية الكمال، ﴿مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ﴾ [الملك: ٣]، ثمَّ لكان كلٌّ منهم يطلب قهْرَ الآخَر وخلافه، فيعلو بعضهم على بعضٍ. #والمتكلِّمون_ذكروا_هذا_المعنى_وعبَّروا_عنه_بدليل_التمانع، وَهُوَ…»))(3)؟!

فَلِمَاذَا تَحْتَجُّ بِدَلِيْلِ الْتَّمَانُعِ الْـمُقَرَّرِ وَالْـمُحَرَّرِ وِفْقَ طَرِيْقَةِ أَهْلِ الْكَلَامِ بَلْ وَتُفَسِّرُ بِهِ كِتَاب اللهِ كَمَا يَظْهَرُ مْنْ اسْتِشْهَادِكَ بِكَلَامِ الْـمُفَسِّر الْحَافِظِ ابْن كَثِير، إِذَا كَانَتْ مَنْزِلَة عِلْم الْكَلَامِ عِنْدَكَ: ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ؟!…

أَلَـمْ تَقُل يَا حَضْرَة (الْدُّكْتُور!) الْوَهَّابِي: ((والأدلَّةُ كثيرةٌ ومتضافرةٌ تشهد لصحَّة معتقد أهل السنَّة والجماعة في تقريرهم أنَّ كلام الله صفةُ ذاتٍ وفعلٍ، #قديمُ_النوع_حادثُ_الآحاد))(4)؟!

أَيْنَ وَجَدْتَ فِي كِتَابِ اللهِ وَفِي سُنَّةِ رَسُولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّـمَ وَفِي كَلَامِ سَلَفَ الْأُمَّةِ الَّذِيْنَ تَتَمَسَّحُ بِهِم وَتَتَظَاهَرُ بِاتِّبَاعِهِم قَلْبًا وَقَالِبًا، بِأَنَّ: ((كَلَام اللهِ قَدِيْم الْنَّوْعِ وَحَادِث الْآحَادِ))؟!…

((#قَدِيْم_الْنَّوْع))…(( #حَادِث_الْأَفْرَاد))..هَلْ هَذَا الْهَذَيَان هُوَ نَفسهُ (#الْـفَلْسَفَة!) الَّتِي تَنْقِمهَا عَلَى غَيْرِكَ، أَمْ هِيَ فَقَط عِنْدَكَ “الابْنَة الْوَحِيْدَة لِأُخْتِ خَالَتهَا الْوَحِيْدَة”؟!…

أَوَلَيْسَ هَذَا الْضَّلَال الْـمُبِيْن الَّذِي تُرَدِّدهُ بِلَا تَمْحِيصٍ هُوَ نَفْسهُ (#الْفَـلْسَفَة!) الْـمَذْمُومَة الَّتِي تَلَقَّفَهَا مِنْ #ابْن_مَلْكَا_البَغْدَادِي (ت:560هـ) (#الْفَيْلَسُوف!) الْيَهُودِي الْـمَعْرُوف وَالَّذِي (أَسْلَمَ!) وَكَانَ يُكْبِرهُ مَشَايِخك كَابْن الْقَيِّم بِـقَوْلِهِ: (#فَيْلَسُوف_الْإِسْلَام!)؟!…أَقُول: تَلَقَّفَهَا عَنْهُ شَيْخك ابْن تَيْمِيَّة الْحَرَّانِي (ت:728هـ) مَعَ إِدْخَالْ بَعْد الْتَّعْدِيْلَاتِ؟!…شَيْخك الْحَرَّانِي هَذَا صَاحِب الْعَقَائِد (!الْوَثَنِيَّةِ!) الْـمَعْرُوفَة وَالَّذِي يَتَظَاهَرُ بِذَمِّ (!الْـفَـلْسَفَةِ!) -كَحَالِكَ فِي مَقَالِكَ!- مَعَ أَنَّهُ غَارِقٌ فِي أَوْحَالِهَا إِلَى حَدِّ شُحْمَة أُذْنَيْهِ كَمَا هُوَ مَعْرُوف عِنْدَ كُلِّ بَاحِثٍ يَعْرِفُ تُرَاث هَذَا الْرَّجُل؟!…

أَلَـمْ تَزْعُم فِي مَقَالِكَ بِأَنَّ الْإِمَام مَالِك ذَمَّ عِلْم الْكَلَام وَالْفَلْسَفَةِ، وَهَذَا نَصُّكَ الَّذِي سُقْته مُبَاشَرَةً بَعْدَ الْنَّصِّ أَعْلَاه: ((وهذه بعضُ النُّصوص المنقولة عن إمام المذهب الإمامِ مالكٍ ـ رحمه الله ـ نُورِدُها، لعلَّ القوم يستفيقون ويرجعون:

ـ فقَدِ اعتبر الإمام مالكٌ ـ رحمه الله ـ أهلَ الكلام هم أهلَ البِدَع، فعن أَشهبَ بنِ عبد العزيز قال: سَمِعْتُ مالكَ بنَ أنسٍ يقول: «إِيَّاكُمْ وَالبِدَعَ» قِيلَ: «يا أبا عبد الله، وما البِدَع؟» قال: «أهل البِدَع الَّذين يتكلَّمون في أسماء الله وصِفَاتِه وكلامه وعلمه وقدرته، ولا يسكتون عمَّا سَكَت عنه الصَّحابةُ والتَّابعون لهم بإحسانٍ»))(5)؟!…

هَل سَكَتَّ أَنْتَ فِعْلًا وَمَشَايِخك (الْتَّيْمِيَّة!) كَذَلِكَ ((عَمَّا سَكَتَ عَنْهُ الْصَّحابةُ والْتَّابِعُون لَهُم بِإِحْسَانٍ))؟!…

هَلْ سَكَتُّم مَثَلًا فِي مَسْأَلَة “كَلَام الله” أَمْ أَنَّكُم أَحْدَثْتُم بِدْعَة: ((كَلَام اللهِ قَدِيْم الْنَّوْعِ وَحَادِث الْآحَادِ)) كَمَا سَبَقَ فِي تَقَوُّلِكَ عَلَى الْأَصْلَيْنِ؟!…

هَلْ سَكَتَّ أَنْتَ فِعْلًا كَمَا سَكَتَ الْصَّحَابَة عَنِ الْخَوْضِ فِي مَسْأَلَة “الْنُّزُول” مَثَلًا أَمْ أَنَّكَ قُلْتَ مُقَلِّداً سَلَفَك الْتَّيْمِيَّة (الْـمُجَسِّمَة!): ((وما عليه جمهور أهل السنَّة أنَّ #الله_ينزل_ولا_يخلو_منه_العرش))(6)؟! فَالْرَّبْط بَيْن نُزُولِ رَبِّكَ مِنْ جَهَةٍ وَبَيْنَ خُلُوِّ الْعَرْشِ مِنْهُ تَعَالَى حَال هَذَا الْنُّزُولِ، صَرِيحٌ فِي أَنَّ رَبَّكَ (#جِسْمٌ!) مُتَرَامِيَ (#الْأَبْعَادِ!) لِأَنَّهُ: (#يَـمْلَأُ!) الْعَرْش وَ(#مُتَمَكِّنٌ!) فِيْهِ؟! فَأَيْنَ وَجَدْتَ هَذِهِ الْعَقَائِد (#الْـوَثَـنِيَّة!) فِي الْأَصْلَيْنِ أَوْ عِنْدَ الْسَّلَفِ وَالْتَّابِعِيْنَ لَهُم بِإِحْسَانٍ؟!…الخ؟!…

هَلَّا أَقْلَعْتَ أَنْتَ أَوَّلًا عَنْ تَرْدِيْدِ مِثْل هَذِهِ الْتُّرَهَات (الْفَلْسَفَيَّةِ!) وَ(الْبِدَع!) (الْكَلَّامِيَّة!) الْصَّادِرَةِ عَنْ مَشَايِخِكَ (الْتَّيْمِيَّةِ!)، قَبْلَ أَنْ تَتَّهِم مُخَالِفِيْكَ بِمَا أَنْتَ وَاقِعٌ فِيْهِ وَتُرَدِّدُهُ كَالْأُسْطُوَانَةِ وَالْآلَةِ الْـمَأْمُورَةِ بِلَا فَهْمٍ وَلَا تَمْيِيزٍ؟! أَمْ أَنَّ الْأَمْر حَلَالٌ لَكُم حَرَامٌ عَلَى غَيْركُم؟!…

وَلَا أُرِيد الاطَالَة فِي ذِكْر الْشَوَاهِد عَلَى (تَنَاقُضَاتِ!) هَذا الْرَّجُل فِي هَذَا الْأَمْر وَمُحَاوَلَة لَعِبه عَلَى الْحَبْلَيْنِ؟!، فَمَا ذُكِرَ مِنْ أَمْثِلَةٍ يُغْنِي عَنْ الاِسْتِرْسَالِ فِي الْـمَزِيد…

يُتْبَعُ بِإِذْنِ اللهِ…

________________

(1) الْـمَوْقِع الاِلِكْتْرُونِي لِلْوَهَّابِي عَلَى الْرَّابِط:

https://ferkous.com/home/?q=art-mois-126

(2) إِمْتاعُ الْجَلِيسِ شَرْح عَقَائِدِ الْإِيْمَان لاِبْن بَادِيس لِلْدُّكْتُور فَرْكُوس (ص:33)، دَارُ الْعَوَاصِمِ لِلْنَّشْرِ وَالْتَّوْزِيعِ: الْجَزَائِر، الْطَّبْعَة الْثَّانِيَةِ: 1435هـ-2014م

(3) الْـمَصْدَر الْسَّابِق: (ص:131-132)

(4) الْـمَصْدَر الْسَّابِق: (ص:105)

(5) الْـمَوْقِع الاِلِكْتْرُونِي لِلْوَهَّابِي عَلَى الْرَّابِط:

https://ferkous.com/home/?q=art-mois-126

(6) الْـمَصْدَر الْسَّابِق: (ص:120)